قال سبحانه وتعالي: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" ويقول صلي الله عليه وسلم : "من رأي منكم منكراً فليغيره بيده. فإن لم يستطع فبلسانه. فإن لم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيمان" إن هذا الحديث الشريف قد وجد من يستخدمه استخداماً خاطئاً ربما بحسن نية. ربما بعدم تعمق في كلماته ولكن النتيجة أننا دفعنا ثمناً غالياً من القتل والذبح وترويع الآمنين. وهو ما فعلته الجماعات المتشددة التي كلفنا ما فعلت مليارات من الجنيهات وتعطيلاً لبرامج التنمية وتشويهاً لسمعة وطن اشتهر عنه الأمن والطمأنينة.. إن صيغة الأمر في الحديث الشريف موجهة إلي "منكم وهي هنا تعني التخصص.. من رأي منكم سيارة مسرعة فليوقفها. أمر لضباط المرور.. من رأي منكم مريضاً فليعالجه. أمر للأطباء. هكذا شرط تنفيذ الأمر أن يكون الشخص قادراً علي تغيير المنكر بوسائله الثلاثة اليد واللسان والقلب.. إن لم يستطع بيده فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه.. قلبه هو لا قلب غيره.. إذن هو يمتلك مقومات التغيير كلها ويندر من الناحية الفعلية أن نجد مثل هذا الشخص.. ومن ثم فإن كلمة "منكم" محصورة فيمن يملك تلك المقومات وليس كل من هب ودب. وللحديث بقية.