تعيين 500 موظف بالمنطقة الأزهرية يفجر غضب البورسعيدية

الدالي: المشكلة امتداد طبيعي لمنظومة الفساد بالدولة

أثار تعيين أكثر من 500 مدرس وإداري من أبناء المحافظات الأخري بالمعاهد الأزهرية ببورسعيد. بموجب الحكم القضائي الصادر من محكمة القضاء الإداري بالمنصورة.. غضب عدد من خريجي جامعة الأزهر بالمدينة الذين نظموا وقفة احتجاجة أمام المنطقة الأزهرية. مطالبين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالتحقيق في واقعة فساد تسهيل تعيين هؤلاء بمعاهد وهمية وأخري مهجورة ببورسعيد ومنحهم خطابات رسمية بعملهم بهذه المعاهد وليس لهم محل إقامة ثابت بالمدينة.
حول هذه الواقعة التقت "عقيدتي" بعدد من النواب ومسئولي المنطقة الأزهرية وخريجي الأزهر لتتعرف منهم علي أبعاد هذه المشكلة فكان هذا التحقيق.
في البداية أكد المهندس علي دره عضو مجلس الشعب السابق أن ما حدث من تعيين أكثر من 500 موظف من المحافظات الأخري بمعاهد بورسعيد يعد قضية فساد كبري. خاصة وأن المتبرعين ببناء هذه المعاهد من رجال الأعمال والتجار البورسعيدية. لذلك فسوف أتقدم ببلاغ للنائب العام حول هذه الجريمة باعتبارها قضية فساد مكتملة الأركان وإرسال إنذار علي يد محضر لفضيلة الإمام الأكبر ومدير المنطقة ببورسعيد لوقف تعيين أي دفعة جديدة من خارج المحافظة.. سنتوجه بوفد من شباب بورسعيد للقاء فضيلة الإمام الأكبر لشرح أبعاد القضية. بالإضافة إلي رفع قضية من خلال محامي حزب الحرية والعدالة ببورسعيد أمام محكمة القضاء الإداري بالمنصورة لحفظ حقوق هؤلاء الشباب.
وأشار الدكتور حامد الدالي عضو مجلس الشوري إلي أن هذه القضية نتيجة طبيعية وامتداد لمنظومة الفساد التي تسيطر علي الدولة من عدة سنوات. وسوف نعرض المشكلة خلال هذا الأسبوع بمجلس الشعب وجميع المستندات المتوفرة تحت أيدينا.. ونطالب لجنة التعليم بالمجلس بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لرد الحقوق الضائعة لأبناء بورسعيد ومحاسبة المسئولين عن هذه الواقعة.
بلاغ لفضيلة الإمام
وأضاف السادات السيد معاطي القائم بأعمال مدير إدارة المشتريات والمخازن بمنطقة بالمنطقة الأزهرية. أنه يتقدم ومن خلال جريدة "عقيدتي" ببلاغ رسمي إلي فضيلة الإمام الأكبر حول هذه الكارثة ومن وراء تدبير هذه المؤامرة التي تمت لتعيين حوالي 500 موظف ومدرس وعمل بمعاهد وهمية ببورسعيد ودون أن يكون لهؤلاء المعينين محل إقامة بالمحافظة.. وحذر من تفاقم هذه الكارثة بالموافقة علي انتقال هؤلاء المعينين لمحافظاتهم لأن ذلك يعني وجود عجز كبير بالعاملين يهدد بتوقف العملية التعليمية علي مستوي المحافظة.
وقال الشيخ أبوالمجد البيلي مدير المنطقة الأزهرية إن جميع الإجراءات التي تمت بهذا الخصوص تمت في عهد مدير المنطقة السابق. ونحن لا نستطيع التعليق أو عدم تنفيذ حكم قضائي. تم عمل أمر تشغيل لمعهد أبوعلاء الذي لم يفتتح حتي الآن وتم تعيين عدد كبير من العمال بهذا المعهد منهم أبناء مسئولين سابقين وحاليين بالمنطقة. وليس هناك معهد ثانوي للفتيات بمنطقة بحر البقر.. وقد تم إرسال مذكرة لرئيس قطاع المعاهد الأزهرية بعد تجمهر عدد من خريجي الكليات الأزهرية ومنعوا موظفي المنطقة من الدخول أو الخروج. ونأمل أن يتم عرض الموقف علي فضيلة الإمام الأكبر لاحتواء غضب هؤلاء الخريجين خاصة وأن عددهم لا يتجاوز مائة خريج.
وشدد البيلي علي أنه لن يسمح بنقل أي موظف من المعينين بالحكم القضائي إلي أي محافظة أخري. لأن ذلك سوف يتسبب في نقص شديد بهيئة التدريس بالمعاهد. وليبحث كل من ليس له محل إقامة بالمحافظة عن سكن خاص له. ولن نسمح بأن يقيم أحد من هؤلاء مع طلاب شعبة الدراسات الإسلامية. كما يتصور البعض.. مشيراً إلي أن هناك الكثير من طلبات النقل إلي محافظات أخري تم تجميدها بالفعل.
أبناء العاملين
وقال عبدالواحد محمد الشامي حاصل علي ماجستير في التربية قسم علم نفس تربوي المنطقة الأزهرية: نرفض تعيين أي شاب بورسعيدي من خريجي كليات الأزهر منذ سوات. وفي نفس الوقت يتم تعيين أبناء المحافظات الأخري. ونحن نؤكد أنه تم تعيين أبناء عدد من العاملين بالمنطقة ضمن من يتم تعيينهم مؤخراً بحكم المحكمة. وذلك للتستر علي هذه الجريمة وهناك من أكد لنا أنه دفع مبالغ مالية كبيرة للحصول علي هذه الوظائف ومنحهم ما يؤكد أنهم يعملون كعمالة متطوعة بمعاهد ليس لها وجود ببورسعيد. وأخري لم تدخل الخدمة.
وأشار إسلام أبو وردة ليسانس دراسات إسلامية ودبلوم عام في اللغة العربية أن معهد أبوعلاء معهد مهجور منذ حوالي 4 سنوات ولم يتم تشغيله حتي الآن ورغم ذلك تم تعيين 120 مدرساً وموظفاً وعاملاً علي المعهد.. رغم أن التقرير الهندسي الصادر من الأزهر بتاريخ 4/7/2012 أكد أن معهد أبوعلاء غير صالح للضم والتشغيل نظراً لعدم اكتمال المقومات اللازمة للعملية التعليمية وكذلك عدم توصيل المرافق "الصرف الصحي والكهرباء" وطالب التقرير باتخاذ الإجراءات القانونية نحو تعيين عمالة بمبني مهجور ولم يتم استعماله مطلقاً.
وألمح جلال أحمد الكتبي ليسانس دراسات إسلامية قسم اللغة العربية قائلاً: للأسف الشديد نحن بين شقي الرحي. حيث ترفض مديرية التربية والتعليم تعيين خريجي كليات الأزهر بالمدارس الحكومية فيما يعين خريجي الكليات العامة بالمعاهد الأزهرية.. علي الجانب الآخر يتم تعيين أبناء المحافظات الأخري بمعاهد بورسعيد. والسؤال الذي نوجهه لفضيلة الإمام الأكبر من المسئول عن هذا التمييز ضد خريجي جامعة الأزهر ببورسعيد.
كشف المتلاعبين
وتساءل إسلام فرح ليسانس لغة عربية: من هو المستفيد من تعيين عدد من أبناء المحافظات الأخري علي معاهد مقامة ببورسعيد علي نفقة رجال أعمال بورسعيدية.. نحن نريد أن نعرف من الذي سرق أحلام وآمال شباب المدينة في الحصول علي أبسط حقوقهم بالتعيين بوظيفة مناسبة. ليبيعها لأبناء المحافظات المجاورة. لابد من كشف هؤلاء المتلاعبين بمستقبل الشباب والتحقيق في هذه الجريمة وإعادة الحقوق الضائعة لأبناء بورسعيد.
وأضافت سارة محمد الشامي ليسانس شريعة: ما حدث من ضم للمعاهد ببورسعيد تدبير شيطاني لا يمكن أن يقوم به إلا عصابة تعرف قواعد وأصول التزوير. لأن هناك عدداً من المعاهد تم ضمها مؤخراً رغم أنها تم ضمها للأزهر منذ عشرات السنوات مثل معهد بورسعيد الابتدائي والذي صدر له قرار بالضم رقم "107" عام 1964 ومعهد بورسعيد الذي سبق ضمه بالقرار رقم 4 عام 1967 ومعهد القابوطي الذي تم ضمه عام ..1994 نحن نستجير بفضيلة الإمام الأكبر للتحقيق في هذه المهزلة.