* يسأل سيد البنا من قطور غربية كيف نجح الإسلام في القضاء علي الرق وهل يوجد رقيق الآن؟ ** يجيب د.محمد نجيب عوضين الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية: جاء الإسلام الحنيف ليحقق الحرية في كل مجال.. وليجعل الناس أعزة بلا استعباد أو استبداد. فقد جاء الإسلام والرق منتشر عند العرب وكانت معاملة الرقيق كلها إهانة وارهاق وعنت وكان السادة يذيقون الرقيق من الرجال والإماء من الذلة والهوان وكانت هذه مشكلة من المشاكل التي وجدت أمام الإسلام والتي لا يمكن القضاء عليها بين يوم وليلة.. فكان هذا من أهداف الإسلام الأساسية العمل علي إنهاء هذا النظام والقضاء عليه تدريجيا بقطع أسباب استمراره وسد منافذه وأبوابه.. فسلك الإسلام عدة طرق عملية.. من أهمها تضييق مجال الرق والحث علي حسن معاملة الرقيق والتحريض علي العتق وفتح أبواب التحرير التي تصفي الرق. فقد ألغي الإسلام أسباب الرق ولم يبق إلا حالة الأسر في الحرب المشروعة للدفاع عن الإسلام والمسلمين.. من باب المعاملة بالمثل لكي يتمكن المسلمون من تحرير أسرهم عند العدو بتبادل أسراهم بأسرانا. ثم كانت تعليمات النبي بحسن معاملة الرقيق فقال - صلي الله عليه وسلم - "الله الله فيما ملكت أيمانكم" وكان - صلي الله عليه وسلم - يقول: "لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي فكلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ولن يقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي". وروي ن الإمام علي اشتري ثوبين أحدهما أجود من الآخر فأعطاه لعبده قائلا: انت أحق مني بأجودهما لأنك شاب تميل نفسك إلي التجمل أما أنا فيكفيني هذا. ثم حرص الإسلام علي تحرير العبد فالله سبحانه يقول: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة" والنبي - صلي الله عليه وسلم - يعد من بين ثلاثة لهم أجران: "رجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران". ويقول الرسول - صلي الله عليه وسلم - إنما رجل أعتق امرءا مسلما استنفد الله بكل عضو منه عضوا من النار" ثم جعل الإسلام عتق الرقبة كفارة لكثير من الأمور فالقتل الخطأ كفارته تحرير رقبة مؤمنة.. وقد يكون كفارة في افطار وفي المعاشرة في نهار رمضان بين الزوجين كما شرع الإسلام المكاتبة وحض عليها وهي اتفاق السيد مع عبده علي تحريره مقابل مال يدفعه العبد فجاء في قوله تعالي: "والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم خيرا" كذا جعل الإسلام الأمة إذا عاشرها سيدها وولدت منه صارت أم ولد له ويكون مصيرها الحرية بعد وفاته إذا لم يحررها حال حياته. وهكذا نجح الإسلام في القضاء علي نظام الرق يصل من ارث الجاهلية واذا به بخطة محكمة. أما اليوم فلا يوجد رقيق للأسباب السابقة ولتحريم الإسلام ان يكون الحر مجلا للتبع.. وحرم النبي أكل ثمنه.. كما تضافرت المعاهدات ومبادئ حقوق الانسان علي حماية حريته في كل مكان.