نفت قيادات المؤسسات الدينية التي دعمت الرئيس محمد مرسي في الانتخابات انها كانت تبتغي من وراء ذلك مصالح دنيوية وإنما كان ذلك ابتغاء وجه الله ولمصلحة الوطن.. ورفضوا أن يكونوا بديلاً للأزهر مؤكدين انهم يعملون تحت رايته للنهوض بمصر الأزهر حتي تستعيد مكانتها الدولية اللائقة بها.. وطالبوا الرئيس الجديد بسرعة المشروع الإسلامي الذي كان السبب الأساسي في دعمه ومخاطرتها بمستقبلها الذي كان سيصبح محفوفاً بالمخاطر إذا أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.. وأدانوا منطق الانتهازيين الذين لا يفعلون شيئاً لوجه الله الذين أشاعوا انهم سيطلبون ثمن ذلك إن عاجلاً أو آجلاً مشيرين إلي أن المستقبل سيثبت خطأ هذه النظرية الأنانية. في البداية يوضح الدكتور محمد المختار المهدي.. الرئيس العام للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية إن إعلان تأييدهم للدكتور محمد مرسي ليس من قبيل الصفقات أو المناورات أو التأييد مدفوع الأجر وانما كان موقفنا نابعاً من القناعة بأنه يحمل مشروعاً إسلامياً واضح الملامح وتطمح الأمة العربية والإسلامية وليس المصريين فقط إلي تطبيقه علي أرض الواقع بعد أن فشلت كل المشروعات الاشتراكية والرأسمالية في تحقيق ما يطمح إليه المصريون من العدل والحرية والعدالة الاجتماعية. أشار الدكتور المهدي إلي أن الجمعية لأول مرة يكون لها موقف من قضية سياسية وذلك لأنها رأت ان المصريين في مفترق طرق ولم يعد هناك مجالاً لإمساك العصا من المنتصف حيث أصبح الصراع جلياً بين الحق الذي يعلي راية الشرع وينادي بتطبيق الشريعة ولديه مشروع متكامل للنهضة من المنظور الإسلامي ويؤيده كل التيارات والجماعات الإسلامية وبين منافس علي العكس من ذلك حيث التفت حوله فلول الحزب الوطني ولعب الإعلام دوراً في تضليل الرأي العام لتأييده لهذا وجدنا انه من الواجب علينا شرعاً أن يكون موقفنا واضحاً رغم ما في هذا من مخاطر علي مستقبل الجمعية ولكننا كنا علي يقين ان الله لن يخذل من يريدون تطبيق شرعه ويقودون مصر حسب تعاليم دينه فكانت النتيجة في النهاية هي تحقق الوعد الإلهي حيث قال تعالي: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور". ونفي الدكتور المختار المهدي أن يشهد المستقبل في ظل قيادة الرئيس محمد مرسي تصعيداً لأي جمعية أو هيئة دينية علي حساب الأزهر كنوع من رد الجميل لمساندتها له لأن هذا سلوك نفعي يرفضه الجميع ولهذا فإننا جميعاً نعلي راية الإسلام ونقف تحت راية الأزهر الوسطي المعتدل الذي يعتبر الأب الروحي لأي نشاط إسلامي في مصر وليس من مصلحة أحد التصعيد عليه وإلا فإنه سيكون هو المتضرر لأن الأزهر قيمة وقامة ولن يستطيع أحد منافسته أو الوصول إلي مكانته في نفوس المصريين والعرب والمسلمين. ورداً علي من يرددون ان الجمعية الشرعية ستشهد مزيداً من الامتيازات في المرحلة القادمة كرد جميل لها لتأييدها الصريح للدكتور مرسي في مرحلة الإعادة قال الدكتور محمد المختار المهدي: هذا كذب وافتراء ومنطق انتهازي مرفوض شرعاً وعقلاً لأننا كنا سنعلن تأييدنا لأي مرشح يرفع المشروع الإسلامي بصرف النظر عن اسمه وخاصة في مرحلة الإعادة وهذا حق أي مرشح إسلامي علينا تنفيذاً لقوله تعالي: "إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأؤلئك هم الفائزون". وأنهي الدكتور المختار المهدي كلامه بالتأكيد أن 34 عالماً إسلامياً من مختلف التيارات والجماعات الإسلامية ويتقدمهم الأزهريون قابلوا الرئيس وأكدوا له جميعا انهم يد واحدة من أجل مصلحة مصر وانهم يحاربون البلبلة التي تنتاب البعض بسبب تطبيق الشريعة وهل هو فوري أو تدريجي؟. لسنا بديلاً عن الأزهر هاجم الدكتور محمد يسري إبراهيم.. الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح من فسر التأييد الكبير للهيئة للدكتور محمد مرسي منذ المرحلة الأولي للانتخابات بأنه صفقة وانها تنتظر الثمن فيقول: نحن هيئة ولدت من رحم الثورة التي قامت علي القضاء علي الظلم والتصدي للظالمين ولهذا لا يعقل بأي شكل أن الهيئة ستساند ممثلي الفلول أو النظام السابق ولهذا كان قرارها منذ بداية الانتخابات الالتقاء بكل مرشحي التيارات الإسلامية والوطنية واستمعت إلي الجميع وتعرفت علي خططهم ومشروعاتهم وتصوراتهم المستقبلية وبعد هذه اللقاءات مع غالبية المرشحين في المرحلة الأولي للانتخابات وكان قرار مجلس الأمناء هو تأييد الدكتور محمد مرسي وذلك لأن برنامجه لنهضة مصر كان الأفضل من بين جميع المرشحين بصرف النظر عن انتمائه إلي جماعة الإخوان المسلمين لأن الاختيار كان موضوعياً وشفافاً. وأشار الدكتور محمد يسري إلي أن الهيئة سعت جاهدة إلي توحيد صفوف المرشحين الإسلاميين للرئاسة لتنازلوا لبعضهم البعض حتي يكون هناك إجماع عليه ويتم توحيد الصفوف خلفه ولما كان هذا الأمل صعباً وأسفرت الجولة الأولي عن الإعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق كان قرار الهيئة الاستمرار في دعم الدكتور مرسي ليس من خلال البيانات فقط وإتما من خلال سعي علمائها للإلتقاء بالجماهير في مختلف المحافظات والرد علي الأكاذيب التي حاول خصوم الدكتور مرسي إلصاقها بها ظلماً لتخويف الرأي العام منه وكانت الاستجابة لهذه الحملة قوية وساهمت في ترجيح كفة الدكتور مرسي لأنه الأحق بالرئاسة باعتباره ممثلاً للثورة وللتيار الإسلامي وتعجب الدكتور محمد مرسي من تصور البعض أن الهيئة الشرعية تسعي لأن تكون بديلاً للأزهر مكافأة لها علي تأييدها للدكتور مرسي قائلاً: لا يعتقد هذا إلا شخصية نفعية تآمرية لا تؤدي أي عمل ابتغاء وجه الله أو الوطن وبالتالي فإنهم تصوروا ان تأييد الهيئة للدكتور مرسي من أجل مصلحتها وبحثاً عن مطالب دنيوية وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة لأن أعضاء الهيئة الشرعية غالبيتهم العظمي ينتمون للأزهر والباقي محب الأزهر حتي وإن لم يكن له نصيب للدراسة فيها لأن الأزهر فخر لكل مسلم مصري كمؤسسة دينية لها تاريخها المجيد منذ أكثر من ألف سنة وبالتالي فإن الهيئة ليست بديلاً للأزهر بل إن الأدوار تتكامل في خدمة الإسلام والوطن وهمومنا جميعاً واحدة. تأييد بلا انتهازية وشرح الدكتور ناجح إبراهيم مؤسس الجماعة الإسلامية دوافع الجماعة في تأييد الدكتور مرسي وهل تنتظررد الجميل منه فقال: التأييد للدكتور مرسي كان ابتغاء وجه الله ويستهدف تطبيق الإسلام وتنفيذ المشروع الإسلامي الذي طال انتظاره رغم انه يحمل كل الخير لمصر وينتشلها من الفساد والتخلف الذي غرقت فيه سنوات طويلة جعلتها في ذيل الأمم وبالتالي فإن الموقف الذي اتخذته الجماعة الإسلامية ليس نابعاً من مصالح دنيوية. أشار الدكتور ناجح إلي أن الجماعة الإسلامية لعبت دوراً كبيراً في اكتساح الدكتور مرسي في محافظات الصعيد حيث ينتشر رجال الجماعة في كل الصعيد بقوة ولعبوا دوراً في اقناع الصعايدة بانتخاب الدكتور محمد مرسي وكانت هناك استجابة حقيقية ساهمت في نجاحه علي عكس محافظات الدلتا التي ساندت منافسه. أشار الدكتور ناجح إبراهيم إلي أن الجماعة الإسلامية لها مطالب إنسانية مشروعة من الرئيس الجديد أهمها: الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن المسجون ظلماً في السجون الأمريكية ونطالبه بأن يبذل مساعديه الجهد للإفراج عنه وقد لاحظ الدكتور مرسي لافتة كبيرة بذلك في ميدان التحرير أثناء أدائه القسم أمام الشعب ووعد بالسعي الجاد لذلك.. أما المطلب الثاني للجماعة فهو الافراج عن كل المعتقلين السياسيين وكذلك كل من صدرت ضدهم أحكاماً استثنائية ظالمة ومسيسة في عهد الرئيس حسني مبارك ويبلغ عدد معتقلي الجماعة المحكوم عليهم 37 معتقلاً صدرت ضدهم أحكام بالإعدام أو السجن المؤبد وهذه مطالب عادلة نطالب بالنظر في كل مطالب المظلومين سواء من أبناء الجماعة الإسلامية أو غيرها ليكون ذلك بداية لعصر جديد يسود فيه العدل وخاصة ان الجماعة الإسلامية من أكبر الجماعات التي تشرد أبنائها في عصر حسني مبارك حيث تم سجن أكثر من 30 ألفاً من مختلف المحافظات ومعظمهم كان من الصعيد. ونفي الدكتور ناجح بشدة تأييد الجماعة الإسلامية للدكتور مرسي بأنه كان جزء منصفقة أو انها تنتظر ثمن التأييد مؤكداً انه من الخطأ أن يظن أي تيار أو جماعة دينية انها ستحل محل الأزهر ثمناً لتأييدها للدكتور مرسي لأن الأزهر لا ينافسه أحد بل اننا جميعاً نعمل تحت مظلته ولهذا يجب أن يعلي الجميع مصالح الوطن فوق أي مصلحة ذاتية لجماعة أو حزب ولا شك ان في إعلاء شأن الأزهر والدفاع عن استقلاله هو مصلحة لجميع المنتمين للتيارات والجماعات الإسلامية لأنها جميعا فروع للأصل وهو الأزهر ولا يمكن أو يتصور إنسان ان الفرع يمكن أن يحل محل الأصل أبدا بل إن تقوية الأصل يعد في حد ذاته تقوية للأصل وهو الأزهر.