تواصل حديثنا فنقول وبالله التوفيق: إن الذي يستطيع أن يفك رموز علم من العلوم هو المتخصص فيه.. هو واحد من أهل الوصول إلي المعني بسهولة.. هؤلاء هم أهل الخطوة.. أو سمهم أهل الخطوة.. وربما كان أصل كلمة خطوة هو حظوة وتحركت النقطة من الحرف الثاني إلي الحرف الأول.. يقول سبحانه وتعالي: "وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". لابد من التوقف عند الكلمات طويلا قبل النطق بتفسيرها.. لابد من فهم المصطلح قبل التسرع في النطق بالمعني يقال: "اصطلح القوم" أي زال ما بينهم من خلال.. ويقال: "اصطلحوا علي الأمر" أي تعارفوا عليه واتفقوا.. والاصطلاح في العلم هو اتفاق طائفة ما علي شيء محدد بعينه.. اتفاقهم علي تسمية الشيء باسمه. وطبقا لتلك القاعدة المتينة علينا ان نحدد ما هي المعجزة؟ وما الفرق بينها وبين الكرامة؟ إنها كلمات يتوقف عندها الصوفيون طويلا ويقدرون علي تعريفها بدقة حتي لا يختلط الأمر علي الناس فيتوهون ويضيعون. لقد انتهي زمن المعجزات فقد جعلها الله للأنبياء.. وبعد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا نبي.. أي لا معجزات.. أما الكرامات فقد جعلها الله للأولياء.. وهم قائمون ومستمرون ومتواصلون.. إن المعجزة هي خرق عادة إلهية بقدرة إلهية يجريها الله علي يد من يشاء من خلقه.. وكذلك الكرامة.. فإذا كان من خرق الله له العادة الإلهية نبياً كانت معجزة وإذا كان ولياً سميت كرامة. لكن.. ما معني خرق العادة؟ إننا لو تكلمنا عن الغوص في الماء والطفو عليه سنجد ان الأمر يتوقف علي الكثافة.. لقد جعل الله كثافة الماء محدودة بحيث لا تسمح بأن نمشي عليها "هذه هي العادة" لكنه سبحانه وتعالي قادر علي تغيير هذه الكثافة بتجميد الماء ليصبح جليداً وفي هذه الحالة يمكن ان نمشي علي الماء "هذا هو خرق العادة"