شعور بالحزن والأسي يتملكني لما وصلت إليه حالة البلاد الآن.. فكلما حاولنا أن نخطو خطوة إلي الأمام نحو الاستقرار والتصحيح الديمقراطي الذي ننتظره بشغف كبير نجد من يحاول عرقلة هذا التقدم والوقوف في طريقه والمحاولة لإدخال مصر في نفق مظلم حتي لا نجني ثمار ثورة 25 يناير التي قامت للقضاء علي الظلم والفساد. هؤلاء المجرمون في حق الوطن معروفون لنا جميعاً أذناب ورجال مبارك وأبناؤه ورجال الحزب الوطني المنحل والمعروفون بالفلول والوزراء المحبوسون ورجال الأعمال. وللأسف الشديد فإن العهد السابق الفاسد لم يترك مكاناً في الدولة وزارة أو هيئة إلا وزرع فيها بعضاً من رجاله الفاسدين الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك القضاء من خلال تزوير الانتخابات البرلمانية وسن قوانين سيئة السمعة مثل التعديل الدستوري الذي وضعه ترزية القوانين لتمكين جمال مبارك من توريث الحكم. لكن أن يظل الفساد قائماً حتي بعد قيام الثورة فهذا أمر خطير وينذر بقيام ثورة أخري أشد وبالاً علي من أفسدوا حياتنا وعلي أذناب مبارك. فعلي الرغم من سعادتي الكبيرة لاستبعاد اللواء عمر سليمان من سباق الترشح للرئاسة لما كان يمثله هذا الرجل لنظام بائد فاسد وكان رجل أمريكا وإسرائيل في مصر أكثر من 20 سنة قضاها في جهاز المخابرات المصرية وكان يعلم خبايا فساد مبارك ورجاله ولم يحرك ساكناً وتفرغ لعمليات التعذيب الدولية التي اقترنت باسمه وحقرت من سمعة مصر عالمياً وتفرغ لمساعدة أصدقائه في تل أبيب في حصار شعب غزة والحرب عليهم طوال السنوات الماضية بالإضافة إلي دوره في اتفاقية الغاز المصري لإسرائيل. بالرغم من هذا القرار الذي أعلنته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إلا أن هذا القرار يمكن الطعن عليه ويعود رجل مبارك مرة أخري لبث الفتنة في نفوس المصريين من خلال عودته لسباق الترشح!! لكن الشيء المحزن أن تستبعد اللجنة الموقرة الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل خاصة بعد إصدار حكم قضائي يثبت بأن أمه مصرية مما يعد تعنتاً مقصوداً لشخصية الشيخ الإسلامية والذي يمثل تياراً يخشاه الفاسدون. وتستبعد اللجنة خيرت الشاطر ممثل جماعة الإخوان المسلمين لأنه صدر ضده حكم قضائي من قبل فهذا ظلم أيضاً لأننا نعلم أنه كان مظلوماً وحكم عليه في ظل نظام فاسد ظالم. كل هذا يؤكد أن هناك تلاعباً ولكن فليعلم الجميع أن فلول النظام السابق وحكم مبارك لن يعود حتي ولو كان المقابل دماء كل المصريين.