يحاول الأستاذ مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المخلوع، أن يطل مرة أخرى على النقابة، ويدعى أنه النقيب الحالى.. وذلك فى الأزمة التى وضعها المجلس المنعدم صلاحيته بحكم المحكمة الدستورية، ثم حكم محكمة القضاء الإدارى.. يحاول النقيب مكرم أن يعود إلى الساحة مرة أخرى بعد أن كشفته ثورة 25 يناير وكشفت مواقفه المخزية لصالح النظام السابق وإدارته مؤسسة مهمة وهى نقابة الصحفيين لصالح النظام.. وكيف لا وهو يرى الفلول كلهم موجودين ومنتشرين ويتقلدون المناصب ويستولون على المؤسسات، ولا أحد يحاسب من أفسد الحياة السياسية فى عصر مبارك؟ رغم أن الجميع يدركون ويعلمون أن رجال الحزب الوطنى ورجال أعماله ورجال إعلامه هم من أفسدوا الحياة السياسية وروجوا لنظام فاسد مستبد وكانوا يعملون على توريث الحكم للابن الذى كان طائحا فى الفساد.. ولا يجذب إلا الفاسدين إليه.. يطل مكرم محمد أحمد الآن ليبحث عن دور جديد له بعد أن تم حرق أدواره فى ثورة 25 يناير، ولن ينسى له الصحفيون بل المواطنون وهو يتكلم لمدة ساعتين قبل خطاب مبارك العاطفى على التليفزيون المصرى صاحب الكذب الحصرى يوم الثلاثاء الأول من فبراير ويدافع فيه عن الرئيس مبارك وسياساته ويهاجم المتظاهرين والثوار فى ميدان التحرير وميادين مصر.. من أجل فساد مبارك واستبداده.. وليضع أرضية خصبة لعصابة مبارك وحزبه الوطنى الفاسد وأركان نظامه فى الدفع بالبلطجية لمهاجمة المتظاهرين السلميين المعتصمين فى ميدان التحرير وبتواطؤ من الجميع لفض الاعتصام بالقوة والبلطجة تحت رعاية حكومة أحمد شفيق ووزير داخليته محمود وجدى ونائب رئيس الجمهورية عمر سليمان الذى كان يرسل بعض أذنابه -وبينهم صحفيون وإعلاميون- لتجنيد بعض شبابه للمشاركة فى الحوار والمفاوضات الذى دعا إليه، ممثلين لشباب التحرير وهو ما تم رفضه.. وتم رفع شعار «لا مفاوضات ولا حوار إلا بعد الرحيل».. ثم كان ما عُرف بموقعة الجمل، والثلاثة (شفيق ووجدى وسليمان)، لم تتم مساءلتهم حتى الآن عن دورهم فى ذلك اليوم.. لكن مكرم محمد أحمد، الذى يحاول أن يطل على نقابة الصحفيين مرة أخرى بعد أن خلع نفسه منها لأنه يعلن أنه سوف يتم طرده وخلعه، كان حاضرا ومشاركا فى التحضير.. وربما سيقول الآن إنه لم يكن يعلم.. وهو رد العجزة.. فلماذا ذهب إلى التليفزيون، وهو الذى كان يروع المواطنين ويبث أكاذيب وسموما ضد المتظاهرين.. ومن فرط كلام مكرم عن الرئيس المخلوع ودفاعه عنه وهجومه على المتظاهرين تخيل الكثير أنه كاتب الخطاب العاطفى لمبارك فى هذا اليوم وإن كان نفى ذلك.. لكن يظل هناك خطاب كتبه مكرم محمد أحمد للرئيس مبارك وأرسله إليه، مستنجدا به وبأدواته فى الوقوف معه فى انتخابات نقابة الصحفيين فى ديسمبر عام 2009 والتى فشل فى تخطى المرحلة الأولى مع منافسه مرشح تيار الاستقلال الذى كان ينادى بالتغيير ضياء رشوان.. فقد فوجئ الأستاذ مكرم محمد أحمد بالتغيير الذى حدث فى تركيبة النقابة وشبابها الذى يطالب بالتعيين وعدم اهتمامه بمرشح الحكومة الذى يأتى برشاوى وهدايا، ووجد معركة شرسة على منصب النقيب لم يعتدها من قبل، وهو الذى كان يحصل على المقعد بسهولة بعد اتفاق أصحاب «العزب» الصحفية من المؤسسات الحكومية وبأوامر لهم ممن جاؤوا بهم على كراسى تلك «العزب»، ولم يتحمل الرجل أن يدخل فى إعادة مع مرشح الشباب والتغيير، ولم يبت الرجل ليلته، فكتب خطابا إلى الرئيس مبارك يشرح فيه الموقف بتغيير الخريطة الانتخابية فى نقابة الصحفيين وتأثير ذلك على النقابات الأخرى.. وانتخابات مجلسى الشعب والشورى التى كان مقررا لها أن تجرى فى العام التالى.. وقال الرجل فى خطابه إن ما يحدث فى نقابة الصحفيين سيكون له التأثير الأكبر على الانتخابات التالية.. وهدد بالانسحاب من جولة الإعادة إن لم يقف النظام معه ضد دعوات التغيير.. لم يستقبله مبارك وقتها وإنما اكتفى بإبلاغ زكريا عزمى له بأنه تفهم ما كتبه وتخوفه على مصالح النظام فى الفترة القادمة.. وطلب منه أن يذهب إلى وزير الداخلية حبيب العادلى ليوفر له كل ما يطلبه، وبالفعل ذهب الأستاذ مكرم إلى حبيب العادلى فى زيارة سرية خرج من عنده إلى رئيس الوزراء ووزير المالية ووزراء آخرين فى زيارات علنية، وصدرت الأوامر لميليشيات النظام فى الصحف الحكومية، بل والخاصة، بالوقوف إلى جانب مكرم وإنجاحه بأى شكل فى منصب النقيب.. وقد كان، خصوصا أن أحمد عز كان يعمل بكل عزم على السيطرة على النقابات المهنية. المهم أن هذا الخطاب الذى أرسله مكرم محمد أحمد إلى مبارك اطلع عليه بعض الأصدقاء.. ولدى الأستاذ عبد القادر شهيب رئيس مجلس إدارة «دار الهلال» وقتئذ، نسخة منه.. فأرجو أن يفرج عنه ويكشفه.. بعد أن استطاع أن يكشف الساعات الأخيرة لحسنى مبارك فى القصر الرئاسى واتصالاته سواء كانت مع مدنيين أو قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. يا أستاذ مكرم.. اترك النقابة.. ولا تفعل مثل الفلول!