تتعرض كثير من الدول في حياتها لأزمات قد تطول وقد تقصر وقد تزيد وقد تنقص. ولاجتياز ذلك لابد من العمل والإنتاج. وأرض الله واسعة في باطنها وظاهرها الخير كله وهذا الخير ينزل أساسا من السماء مصداقا لقول الله تعالي: "وفي السماء رزقكم وما توعدون" ومفهوم أن الرزق في السماء هو ان السبب المطر. فهو ينزل من السماء يروي الأرض فتخضر بعد صفرة وتنبت الثمر بعد جفاف.. وحتي نأمل في نزول الخير من السماء لابد أن يكون لدينا ولاء لخير السماء. فتخرج ما يفرضه علينا هذا النماء من زكاة واجبة للمستحقين الواردة اسماؤهم في آية الصدقات من سورة التوبة حيث يقول تعالي: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله" ومعني ذلك أن ما تضع أيدينا عليه من أموال ليس ملكا خالصا لنا. وإنما هو وديعة في أيدينا نؤديها لمن يستحقونها كما ورد في آية الصدقات. والمال في الحقيقة مال الله. والإنسان مستخلف فيه ينفقه في الخير وفي كفالة حاجة المحتاج ومال الله من عند الله ولو أراد الإنسان استبقاءه في يده فعليه تنفيذ ما أمر الله به. والانتهاء عما نهي عنه فالأمر كله مرجعه إلي الله فهو المعطي وهو الرازق. ولو شاء أن يمنع يمنع ولكن الله كريم يعطي الجزيل دائما والدنيا عند الله قليلة الشأن ضعيفة القيمة فقد ورد في مأثوراتنا الإسلامية أن الدنيا لو كانت عند الله تساوي جناح بعوضة ما سقي الكافر منها شربة ماء فعلي من يستكثرون ما في أيديهم من مال أن يذكروا الفقير والمحتاج وجميع وجوه الخير في الحياة النافية فيبذلوا مما في أيديهم لينتشر الخير في ربوع الأرض. ولنعد إلي قول الله تعالي وفي السماء رزقكم وما توعدون" سنعلم أن الرزق يأتي من شاهق ومعنا ذلك أن الرزق عال يهبط من فوق إلي الذين يعيشون علي سطح الأرض. والعلو والارتفاع هنا إنما هو رمز فقط لأن المولي سبحانه وتعالي يطلب من عبده أن يرفع يديه إلي السماء داعيا وما دام الداعي مخلصاً في دعائه مؤمناً بمن يدعوه فإن الله سبحانه سيعطيه من الخير الكثير والكثير.