"لجنة زكاة بنك ناصر" لافتة "سوداء" نراها في بعض المساجد أو المدارس أو المستشفيات. وبعض المصالح الحكومية.. يغطيها الغبار والأتربة. هذه اللافتة لها قصة وحكاية.. كان المزكي يسلم زكاته إلي هذه اللجنة. التي يقوم عليها أشخاص من أهل الحي أو المنطقة. وبدورهم يسلمونها إلي بنك ناصر الاجتماعي. بنك ناصر الاجتماعي انشأ بهدف جمع أموال الزكاة من هذه اللجان واستثمارها في مشاريع صغيرة لصالح الأسر المحتاجة حتي تتحول إلي أسر منتجة. هذا البنك جمع أموالاً لا تعد ولا تحصي. وساهم في حل مشاكل الكثير من الأسر الفقيرة ومساعدة المحتاجين والمطلقات والأرامل وتوفير نفقات شهرية من أموال الزكاة. لكن للأسف تغير اتجاه البنك وفقد دوره وتحول إلي بنك استثماري.. وأدخل نفسه في دوامة العمولات والفوائد واستغني عن الفقراء. وأموال الزكاة التي أصبحت الآن مهددة بعد توقف أو إلغاء عدد من اللجان.. التقينا مع نائب رئيس بنك ناصر ورئيس الإدارة المركزية للتكافل الاجتماعي لنتعرف أكثر علي ما أصاب لجان الزكاة. فكرة البنك يقول المحاسب محمد عمر نائب رئيس مجلس إدارة بنك ناصر الاجتماعي ورئيس الإدارة المركزية للتكافل الاجتماعي: إن البنك انشأ في السبعينيات وقام البنك بدوره بافتتاح لجان زكاة في مساجد مصر ومستشفياتها وبعض المدارس والجامعات والأندية وبعض المصالح الحكومية. وصل عددها إلي أكثر من خمسة آلاف لجنة. هذه اللجان تتكون من سبعة أفراد ممن يشهد لهم بالإيمان والثقة والورع والخوف من الله. ويشارك أعضاء اللجنة إمام المسجد أو مدير المستشفي أو مدير المدرسة أو أساتذة الكليات.. يقوم بجمع أموال الزكاة من المزكين في المنطقة أو الحي سواء أموال أو حبوب أو مواشي أو غيرها ويتم بيعها وإدخال المبالغ المالية داخل حساب اللجان في بنك ناصر.. ثم تقوم اللجنة بعد ذلك بإعداد كشوف بأسماء المحتاجين والفقراء والمساكين وقد حددهم القرآن الكريم ويتم صرف اعانة شهرية أو موسمية لهم. وكذلك في المناسبات الدينية. وإضافة إلي ذلك كان أعضاء اللجنة يساعدون في اقامة مشاريع للمنطقة أو للفقراء لمساعدتهم وتحويلهم إلي أسر منتجة وهذه المشاريع كاد يتبرع بها بعض المزكين.. وأعضاء اللجنة يخضعون لرأي أمن الدولة في السابق. وكان تجديد اللجان يتم كل 7 سنوات بإضافة أسماء أو رفع أسماء من ماتوا أو تركوا المنطقة. وهذه تجربة ناجحة لأن أعضاء اللجنة موكلين عن المزكي لأنه لا يعرف أحداً من الفقراء. لصرف الزكاة فيما خصصت له. وليس لهم الحق في تغيير شيء مما يريده المزكي إذا أراد بناء مشروع أو إقامة مشروعات للأسر أو إعمار المساجد. أسباب التوقف وعن توقف بعض اللجان في الفترة الحالية قال المحاسب محمد عمر: هذه اللجان توقفت للأسباب الآتية: وفاة أحد القائمين عليها. وهذا الشخص كان ذا ثقة بالمسجد أو الحي فكان الناس تقبل علي اللجنة وتدفع من أجل الثقة فيه. أو إمام المسجد أو مدير المدرسة. وهكذا.. فإذا تغيّر هؤلاء وتركوا مناصبهم وجاء أحد بعدهم. فالمزكي لا يدفع لأن ثقته فيهم لم تصل بعد أو أن المنطقة التي بها اللجنة لم تعد تجمع الزكاة وحولوها إلي منطقة أخري أو توقفت اللجنة عن جمع الزكاة لأسباب أمنية أو مشاكل بين أعضائها أو خلافات. وهكذا.. ولا أستطيع أن أتحدث عن المبالغ المالية التي كانت تجمعها اللجان في السابق واليوم.. لأن المبالغ قلَّت عن السابق بكثير. ولا نستطيع أن نفرض علي الناس قانونا ملزما لهم بدفع أموال الزكاة إلي لجان الزكاة أو البنك. واللجان تحتاج اليوم إلي دعاية اعلامية لتذكير المزكين كما كان يحدث في السابق. ويبدأ من الدولة عن اللجان وتوعية بذلك وحث الناس علي عودة الثقة إلي اللجان. وكذلك التحاور مع وزارة الأوقاف لا ترك صناديق اللجان داخل المساجد وإذا نظرنا إلي لجنة زكاة الأزهر الشريف تدافع الناس لدفع الزكاة فيها للاعلان عن اللجنة في وسائل الاعلام المختلفة ثم شيخ الأزهر -رحمه الله- كان داعيا لها وجمعت أموالاً لا حصر لها!! وهناك أفراد من المزكين رأوا أن يصرفوا أموال زكاتهم بأنفسهم أو يدفعوها لأقاربهم لينالوا حسنيين.. الأولي لدفع الزكاة ثم صلة الرحم!! نشاط استثماري ** وحول تحول البنك إلي بنك تجاري بعد أن كان مخصصا للزكاة ودفع أموال للأرامل والمطلقات.. أكد المحاسب محمد عمر ان البنك في بداية انشائه كان في لائحته بند. هو أن تدفع الشركات وقطاع الأعمال 2% أرباحها للبنك ليتولي انفاقها علي الأيتام والمطلقات والأرامل وكان 50% من أموال الزكاة يخصصها البنك لمشروعات تمليك وسائل الانتاج. توقف هذا. وكان البنك اجتماعيا 1.5 من إجمالي ما فيه هذا كله لم يعد الآن. فالشركات وقطاع الأعمال تم بيعها وخصخصتها ومن قام بالشراء لم يعد ملزما له هذا البند. فقلت الأموال المدفوعة للبنك. لهذا الغرض فماذا نفعل؟! مشروعات تمليك وسائل الانتاج قلت هي الأخري لأن جميع البنوك دخلت في مشروعات للناس وأقبل الناس وتركوا بنك ناصر الاجتماعي وهدف البنك الأساسي اجتماعي فتغير مثلما تغيرت أشياء كثيرة. وتحوّل إلي بنك استثمار يدفع فوائد ويدخل في مشروعات. وهذا كله لم يوقف البنك عن الناحية الاجتماعية. ومازالت اللجان تضع أموالاً فيه. ولكن قليل عما كان في السنوات السابقة. فنحن الآن مع أي قرار أولجنة أو هيئة مستقلة تجمع أموال الزكاة ونتعاون معها.. هذا لمصلحة المحتاجين والفقراء والأيتام والمطلقات والأرامل.