كانت جميلة تلك التجربة.. الاستيقاظ مبكرا من أجلها .. والوقوف في الصف الطويل والالتزام بالدور والمرور. وقفت بين الجموع في انتظار الافتتاح .. وكانت الفرحة طاغية بالسرعة الفائقة في انتهاء الحدث.. وكان السؤال العابر الذي تردد علي لسان الجميع: إنت هنا ليه؟ وكان الرد: عشان ده حقي .. مادام هناك حرية وعدالة أكيد أنا هنا ضمن الوفد الموجود من أجل الكتلة اللي ظهرت في النور. ولكن للأسف رأينا العجب كثيرا من الناس موش عارفة هي موجودة ليه.. شوية يقولوا: عشان الغرامات وشوية عشان الحريات.. وغيرهم يقولوا: زينا زي الموظفين طيب هنروح البيت نعمل إيه!! قلنا: نيجي عشان الانتخابات.. نعم الانتخابات ياسادة. وأرجع تاني وأقول للأسف ليه للأسف: عشان بتسمع العجب.. تسمع دولهم يقولوا: إحنا موش عاوزين دوكهم. ودوكهم يقولوا: دولهم ملهمش حق في الكلام ده.. الناس نسيت عدوان 56 ونكسة 67 وفرحة الانتصار وعودة الكرامة في 73 .. مكنش فيه إلا اسم واحد بس وهو "المصريين" .. نعم المصريين ياسادة. يجب ألا نفكر إلا في مصلحة هذا الوطن أنا بتكلم عشان شفت ده وحسيته لما كنت هناك وانتم هنا.. هناك كانت الأرض علي الأقدام موش حنينة. والناس بتآكل بعضها ومعظم للأسف من اللي سافروا.. منين.. آه من هنا.. بس اللي هناك واللي هنا عرفوا معني الوطن لما جاءت لينا محنة من السماء لما جه الزلزال زمان.. فاكرين.. الكل كان بيجري لما يسمع الخبر ويحذر جاره من هنا وهناك.. ومكنش حد بيفكر ولا يقول دوكهم ولا دولهم.. انتم نسيتم ولا اتنسيتم ولا إيه يا أهل بلدي؟! الطبيب لما بيعالج مبيقولش ده مننا ولا منهم. والمصنع اللي بيتبني وبينتج مبيقولش ده عشانا أو عشانهم .. كل تحت سقف واحد وسماء واحدة كلنا في الآخر مصريين .. في مصرنا الحبيبة. تعالوا بينا بجد نضم أيدينا في أيد بعض ونهم شوي عشان ننصر بلدنا دية من الأوباش إلا محوطنها ونقولهم كلمة واحدة في وشوهم: إحنا من البلد دي.. إحنا مصريين. نرجع تاني لفرحتنا وبسمتنا اللي رجعتهلنا الانتخابات .. لازم بجد ننتخب موش عشان الغرامات ولا الحريات ولا زينا زي اللي هنا وهناك .. لازم ننتخب عشان إحنا "مصريين".. وهقول كلمة لكنا عارفينها "ارفع رأسك أنت مصري". وياريت اللي يروح الانتخابات يفتكر كلام اللي قبلنا من آخر الأنبياء صلي اله عليه وآله وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت". والسلام يا انتخابات. ربيع حسن محمد مرسي