لقد عاشت مصر سنين عدداً وهي تئن تحت وطأة الفساد والمفسدين في شتي المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ولما أذن الله تعالي في زوال هذا الظلم وقامت ثورة الشباب كان من المنتظر ان يتخلص المجتمع من الفساد الذي ضرب بأطنابه وتوغل في شتي مناح الحياة بشتي الألوان من رشوة ومحسوبية وانتهازية وكذب ونفاق ولا مبالاة وضعف في الانتماء وغش وطمع وجشع. كل هذه الأخلاقيات ظلت ملازمة للمجتمع إبان الحكم البائد. ولكن مع قيام الثورة ينبغي ان يحرص الدعاة والمربون علي استئصال هذه الأخلاق الفاسدة التي تطبع عليها المجتمع وشاب عليها الصغير وهرم عليها الكبير علي مدي نصف قرن. ومن أوجب الواجبات المنوطة بوسائل الإعلام وأجهزة الثقافة والفكر في الدولة ترسيخ القيم النبيلة والأخلاق التي ينهض بها المجتمع. فمن وجهة نظري ان السرقة والقتل والبلطجة هي إنفلات أخلاقي ليس إلا. ومنظومة الأخلاق والقيم هي صمام الأمان وقطار التقدم التي ينهض به الوطن وتزدهر به المجتمعات. وإذا كانت الثورة قد هدمت الفساد وقضت علي المفسدين فمن باب أولي ان نعلن ثورة أخري علي الأخلاق الفاسدة التي أخرت المجتمع قروناً متطاولة وجعلت مصر متخلفة عن ركب الحضارة والتقدم. دكتور- عادل المراغي إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية