رغم أن ديننا الحنيف لا ينتظر من يشهد له بأنه دين الحق.. لأنه فعلاً الدين الحق.. إلا أنه عندما تأتي هذه الشهادة من أعداء الإسلام.. وممن.. من حاخام يهودي يؤكد فيها أن الإسلام دين الحق وأن القرآن المنزل علي نبيه محمد هو كلام الله.. فلابد وأن نتوقف عند هذا الكلام بالتحليل والتقييم. يقول الحاخام اليهودي في فيديو منتشر علي ال "فيس بوك".. بالنسبة للمسيحية فقد بدأت بالاندثار في العهد الذي كتب فيه ماركس البيان الشيوعي.. والذي وصف دقة وضع المسيحية وأنها ستموت.. لأنه بحكم نشأتها لم تستطع الصمود في وجه الثورات الاجتماعية وبدأت تموت في أواسط القرن التاسع عشر وحتي بداية القرن العشرين.. توقف تواجد المسيحية بمثابة الدين القائد الذي باستطاعته أن يجمع الناس ويحركهم.. وقد تكيفت بسهولة مع العصر الحديث تواجد الأحزاب المسيحية الديمقراطية داخل السلطة.. كما هو الحال في إسرائيل مع الأحزاب الدينية اليهودية.. أي أن المسيحية بمثابة دين له قاعدة روحية للناس قد مات. أما الإسلام فقد تم بناؤه بحيث يكون قادراً علي الصمود.. وهو صاحب عقيدة قوية تستطيع أن تحمل حالات التغيير في العالم.. كما أن نشأة الإسلام تختلف عن نشأة المسيحية.. وكان له قائد حي وحقيقي أوحي إليه بالقرآن.. وفي هذا لا يوجد أدني شك.. أما المسيحية فهناك اختلافات في نشأتها. حتي أن أتباعها يثيرونها فيما بينهم.. والإسلام علي العكس من ذلك فكل شيء فيه واضح.. كان هناك نبي ثم أوحي إليه بالقرآن.. ثم بدأ ببناء مجتمعه الديني.. وعلي هذا الأساس بني مجتمعاً جديداً بتعاليم جديدة.. واتضح فيما بعد أن هذه التعاليم قادرة علي الصمود.. لأنه واضح جداً في القرآن أن هذه التعاليم وضعت بحيث تكون قادرة علي الصمود وفي الحالات الصعبة.. ليس هذا فحسب.. بل كان للإسلام ميزة تفوق.. ألا وهي ظهوره في المشرق بعيداً عن أوروبا وثوراتها الاجتماعية والصناعية.. أي ولد بعيداً.. وتطور بعيداً.. وقوي بالدرجة الكافية. أضاف.. اليوم في عصرنا الحاضر بعد مجيء حقبة الإلحاد الجامح.. لأن الديمقراطية هي الإلحاد الجامح اللامحدود.. وهي شيء قبيح.. فهي الإلحاد في أعلي مراتبه علي الإطلاق.. وفي هذه الحقبة بدأت الديمقراطية تغرق العالم.. في الوقت الذي لم يتبق فيه من المسيحية غير المباني الأثرية فقط لا أكثر.. كما لم يتبق من اليهودية شيء بحكم وجودها تحت طاقية الصهيونية.. وفي عالم اليوم لم يتبق شيء غير الإسلام.. ومن اتبع محمد صلي الله عليه وسلم التزم بتعاليم دينه.. أي أنهم كانوا دائماً في اتصال مع الخالق.. أما المسيحي إذا ذهب كل يوم أحد إلي الكنيسة فهذا جيد.. بينما المسلم يجثو علي ركبتيه مصلياً خمس مرات كل يوم محددة بمواعيد دقيقة إذ أنني أعيش معهم هناك.. علاوة علي ذلك عندما سافرت إلي أوروبا.. وكنت في المطار وكان هناك ركن هاديء.. وجاء وقت الصلاة فذهبت إليه ثم اقترب مني مسلمان.. ووقفت لأصلي صلاتي.. أما هما فقد افترشا الجرائد وجثيا علي ركبتيهما يصليان.. وهذا هو الإسلام.. ومع أنها خمس صلوات فإنها غير طويلة.. ولكنها جادة وعميقة جداً.. ولها معني كبير.. فالإسلام في مجمله دين المستقبل. يضيف.. العالم الآن بدأ بالإنغلاق.. وهو متوجه باندفاع نحو هذا.. وكل محاولات التنبؤ بحلول مستقبلية إيقاف كل هذه الكوارث الاقتصادية وغيرها والتي تتوالي بلا معني.. وإنغلاق العالم أمر لا مفر منه.. إذا لم يتم القضاء علي دولة إسرائيل التي هي في الحقيقة أصل الشر.. فإذا تم القضاء عليها فإنه وكما أعتقد بعد سبعين عاماً سوف يدين أكثر سكان الأرض بدين الإسلام.. ورغم أن هناك مشاكل بين السنة والشيعة ولا يوجد توافق بينهما في بعض المسائل.. فإنه بزوال إسرائيل ستختفي المشاكل بينهما.. وأقول إن مستقبل خير العالم في الإسلام.. وهذه بدقة الحقيقة. المعني الحقيقي تعليقاً علي هذا الكلام قال د.مصطفي مراد صبحي أستاذ العقيدة بكلية الدعوة : هذا الكلام الذي ورد علي لسان غير مسلم.. ولا سيما من حاخام يهودي يحقق المقولة الشهيرة.. والحق ما شهدت به الأعداء.. لكن مسألة اندثار في المسيحية قد يكون فيه عض المبالغة.. إلا إذا كان يقصد بالمسيحية معني خاصاً.. وهو الرأسمالية الغربية التي يتنازل فيها الغرب المسيحي عن دينه وعقيدته لحساب الإلحاد والعلمانية.. أو فصل الدين عن الدولة.. وهذا المعني متحقق وظاهر في الغرب منذ فترة طويلة حيث لم يبق من المسيحية في العالم الغربي إلا المظاهر الشكلية الكنسية المتعلقة بشئون الأسرة في الزواج والطلاق.. أما من الناحية التعددية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيرها.. فإن الغرب طلق فيها الكنيسة طلقة بائنة بينونة كبري.. وهذا هو المعني الأقرب الذي يمكن أن يحتمله كلام الحاخام حول اندثار المسيحية.. وإلا فإن المسيحية مطلقاً سيبقي لها وجود إلي قيام الساعة لأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: "تقوم الساعة والروم أكثر الناس".. وفي حديث البخاري قال عليه الصلاة والسلام : "ليوشكن أن ينزل فيكم عيسي بن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية".. وهذا دليل علي بقائهم إلي يوم الساعة. الإسلام عالمي أضاف.. أما عن بناء الإسلام ليكون صامداً.. فهذا حق لا ريب فيه.. ويقين لا شك فيه.. فالإسلام دين عالمي يجمع تحته سائر الأجناس واللغات والأقليات والأكثريات.. كما قال سبحانه وتعالي: "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".. وقال سبحانه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".. فالإسلام وضعه الله تعالي ليساير سائر الأحداث ويتكيف معها بالأسلوب المناسب في الوقت المناسب علي الوجه المناسب.. لا يعرف ضعفاً.. ولا هواناً.. ولا خضوعاً.. ولا انكساراً.. وكل ما تراه من أشكال الضعف اليوم في العالم الإسلامي فإنما مردها للمسلمين.. أما الدين الإسلامي فهو بعيد كل البعد عن هذه الأحوال السيئة للمسلمين.. ولا يحكم بها عليه.. لأنه حاكم وليس محكوماً عليه.. وقائد وليس مقوداً تتجلي أنواره في المكان والزمان والحال.. وتبقي أفكاره أشعة منيرة في الوجود.. يظهرها الواقع ويصدقها العلم.. وكلما مر يوم جاءت الاكتشافات الحديثة لتعلن عن صمود الإسلام وقوته وصدقه.. كما أثبت ذلك منصف المستشرقين كوريس بوكاي في كتابه التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء المعارف الحديثة.. والذي أثبت فيه أن القرآن وحده سبق هذه الاكتشافات العصرية.. فالإسلام قوة الغد العالمية.. وأوضح فيه أن ما يتمتع به الإسلام من فكر وموقع وكثرة نسل للمسلمين تبرهن علي هذه القوة.. فالإسلام قوي بنفسه ولولا هوان المسلمين لرأينا هذه القوة جلية كما كانت عند الجيل الأول. يقول: وعن إلحاد الديمقراطية.. فهذه النقطة يتكلم فيها الحاخام عن معرفة دقيقة وحقيقية بالديمقراطية في صورتها النهائية.. ولفظ الديمقراطية في معناه الظاهري يغرم به كل إنسان مسلم أو غير مسلم.. لأن سيادة القانون وكفالة الحريات وإحقاق الحقوق والقضاء علي الاستبداد.. كل هذا من تعاليم الرسالات السماوية والأديان الوضعية والأفكار البشرية.. ويرتضيها كل مخلوق.. لكن الديمقراطية لا تقف عند هذا الحد.. لأنه من المعلوم أن النظام الغربي رد فعل للنظام الشرقي.. والنظام الشرقي كما نعلم بالغ في حق الجماعة علي حساب الفرد في الجانب الاقتصادي.. فنادي بالشيوعية.. وجعل المال مباحاً للجميع.. وأن الثورة هي التي تقسم وتنظم.. فطغي علي حق الفرد في الابتكار والعمل.. وأخذ الحق بناء علي هذا.. ولهذا جاءت هزيمة الشيوعية ودمار الاشتراكية مبكرة.. وفي الجانب السياسي فإن النظام الشرقي نادي بتغليب حق الفرد علي حساب الجماعة.. فعكس الصورة وجعل الزعيم ديكتاتوراً أو إلهاً.. وفي الجانب الأخلاقي والاجتماعي نادي بالإباحية لأنه لا يلتزم بدين فأفسد الأسر.. وجاء النظام الغربي كرد فعل.. وفي الجانب الاقتصادي نادي برأسمالية تنادي بتغليب حق الفرد علي الجماعة.. فالإنسان مسئول عن نفسه ولا يهتم بالجماعة.. ولا يقدم لها أي مساعدة.. فيطغي بذلك حتي يصير عابد العملة.. وفي الجانب الاجتماعي ضاهي النظام الشرقي.. فضاعت الأسرة وانحلت الرابطة الاجتماعية لأنه يسير وراء الإلحاد.. ولا يقدر الدين.. وفي الجانب السياسي أخذ بالديمقراطية التي تعني الحكم للأغلبية.. ومعلوم أن الإنسان يميل لهواه وتغلبه شهوته وأكثر الناس إذا تركوا بدون ضابط خضعوا لمآربهم ومصالحهم الشهوانية.. والله سبحانه وتعالي يقول: "وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوي" فهذا يدل علي أن النفس تميل بطبعها إلي الهوي والشهوة.. وإذا ترك لها الزمام ما اعترفت بخلق ولا دين.. وفي القرآن أيضاً "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه".. وقال سبحانه: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله".. وذكر أن الفئة القليلة هي الفئة المؤمنة المستقيمة فقال تعالي: "وقليل من عبادي الشكور".. فعلي هذا المعني تنحرف الديمقراطية بالمرء حتي تجعل الأكثرية مشرعة ويعلو قانونها علي قانون الله.. ويعلو منهاجها علي منهاج الله لأنها سيرت هذه الأكثرية في مقام المشرع.. والأصل أن التشريع اينما يكون من الله تعالي.. ومن ثم فإن الديمقراطية إذا وصلت إلي هذا الحد فإنها تصير إلحاداً.. ولذلك فإن الإسلام ليس شيوعياً بالمعني المعروف عند أهلها.. ولكن الإسلام فوق هذا وذاك.. ولا يستفيد من هذا ولا ذاك وإنما جاءت هذه الأنظمة البشرية مشابهة له في بعض جوانب الإسلام.. يعطي الفرد حقه في الكسب والعمل وإحقاق الحقوق والعزة والكرامة والدفاع عن نفسه.. وفي المقابل نطالبه بأن يساعد الغير ويعينه ولا يؤذي غيره باسم الحرية.. والإسلام سابق كل الأنشطة التي ظهرت ومعلم لها ومرشيد للبشرية كلها علي النظام الذي يصلحها وينميها ويقويها.. ولذلك بعد سقوط الشيوعية في عقر دارها.. فهاهي الرأسمالية تسقط في أوج عظمتها. يضيف: وعلامات التبديل والتحريف والتغيير بالزيادة والنقصان في الدينين وفي أهلها ظاهرة للعيان.. فكل منهما ليس له علاقة بالمسيحية الأم واليهودية الأصل واقعاً وتاريخاً وحالاً.. لأن ما يتمسك به اليهود والنصاري من تعاليم اليوم يخالف تعاليم كتبهم المقدسة حتي المحرفة منهم.. وقد اعترف بذلك الكثير من المنصفين منهم. .. ولو انتقلنا إلي بيان ما تقوله الطوائف الكنسية لاسيما الإنجيلية لعلمنا ذلك بجلاء.. واتخاذ أهل الكتاب من دينها وشرعها ما يقومون به الآن.. إنما هو تمسك ببعض الظواهر وليس لهم من شرائعهم ولا عقائدهم إلا النذر اليسير.. وكل ما نراه الآن من تعاليم لا نراها في الكتب المقدسة ولا نراها في الأجيال الأولي.. وحتي هذه إنما يقوم بها فئة قليلة للغاية.. أما الجمع الكبير منهم فإنه لايقوم شيء من العبادات والشرائع إلا في الحالات الضرورية كموضوع شئون الزواج.. في هذه الأديان طوعاً أو كرهاً تذهب هباء من الصورة.. إما بيد أهلها أو بيد غيرهم.. لأنهم في الحقيقة إنما يبدلون أفكارهم ويغيرون شرائعهم حسب الأحوال الحديثة.. ولا يتقيدون بدين ولا نص مقدس.. وإلا قل لي بربك كيف وافقت كنيسة روما علي تبرئة اليهود من قتل وصلب المسيح "كما يقولون وأنكرت عقيدة ثابتة مسلمة علي مدي ما يقارب ألفي عام".. وكان من ينكر ذلك قبل هذا يعد كافراً أو محروماً من الملكوت فإذا كان هذا الحال في العقيدة الأم.. فكيف بالباقي. وقال.. حقيقة أن سبب الفتن الكبري ورأس النزاع بين الطوائف الإسلامية هم اليهود.. ولولا اليهود ما ظهرت الفرق الإسلامية الضالة بهذا الغلو وما عمرت وتمكنت ووقعت في الاعتداء علي دماء وأموال غيرهم من المسلمين.. فاليهود هم الذين تولوا تغيير أفكار هذه الفئات الجاهلة.. وتنمية ضلالاتها جيلاً بعد جيل وعصراً بعد عصر مساعدين لهم بالأفكار والأموال ومقوين لهم علي حساب الفكر الوسطي الذي تسير عليه الجماعة.. ولسنا في حاجة لأن ندلل علي هذه القاعدة الرئيسية التي يعمل بها اليهود ومن علي شاكلتهم.. وهي قاعدة فرق تسد.. لأنهم يعلمون أن هذا هو الحد الوحيد الذي يؤخر عودة اليهود إلي التشرذم والضعف والهوان والتشتت.. ثم الدمار أخيراً إن شاء الله.