حوار أكثر من رائع دار بين المذيع الأمريكي ريك سانشيز.. والقس الذي هدد.. بل وقيل إنه حرق نسخة من القرآن الكريم.. والحوار درس لأي مذيع يحترم مهنته وكيف يكون محايداً أثناء مناقشة قضية.. ليست قضيته.. وقضية لفئة علي غير ملته.. فماذا حدث في هذا الحوار؟ بادر المذيع بسؤال.. هل تعلم عدد المسلمين في العالم؟ أجاب القس باستر تيري جونز.. أعتقد أنهم حوالي 5.1 بليون مسلم.. سأله المذيع.. لقد سألتك هذا السؤال لأن عددهم كبير.. فلماذا تريد مضايقة 5.1 بليون مسلم بحرقك لكتابهم المقدس؟ هذا جنون؟ أجاب القس بعجرفة أولاً هذا الكتاب ليس مقدساً لنا.. فعاجله المذيع بقوله.. ولكنه كذلك بالنسبة لهم.. ولا أقصد المقاطعة.. ولكنك الآن أخبرتني بشيء سخيف.. فالكتاب ليس مقدساً بالنسبة لك.. ولكنه مقدس بالنسبة لهم.. كأنك تقول لشخص ما سوف أحرق منزلك لأنه لا يعجبني.. والحقيقة أنه ليس منزلك لتحرقه. قال القس: إننا نحرق القرآن لنقول للمسلمين توقفوا.. نقول لا للإسلام.. لا للشريعة.. لا للتحيز.. ولا للضغينة.. نرحب بهم في بلدنا.. ولهم حرية العبادة والتكلم.. ولكننا سنحرق القرآن لأننا لا نرحب بالشريعة الإسلامية وتحيزها.. فبادره المذيع بسؤال: ماذا ستشعر إذا قال لك مسلم ما قلته الآن.. نرحب بك كمسيحي في بلدنا.. ولكننا سنحرق كتابك المقدس؟ يجيب القس: لن يعجبني.. ولكن هذا هو الحال في أمريكا ولهذا أردت أن أصرح بأنه حان الوقت لنقف ونقول ما نؤمن به.. نحن نؤمن بأن الإسلام من عند الشيطان.. وسيدخل البلايين جهنم.. لأنه دين مخادع.. ودين عنف.. وقد أثبت ذلك مرات عديدة.. وقد آن الآوان للكنائس والسياسيين أن يعترفوا ويقولوا الحقيقة. المذيع: هناك العديد من المسلمين الجدد الأمريكيين يحبون بلدهم وربما أكثر منك.. ومنهم من مات في 11 سبتمبر.. رد القس: نعم يوجد مسلمون حديثيون.. ولكن لا يوجد شيء اسمه إسلام حديث.. ولا أفهم لماذا يدافع الناس عن الإسلام؟ فقط انظروا إلي الدول الإسلامية المهيمنة وستجدونها دول مضطهدة وظالمة.. فلماذا ندافع عنهم.. ولماذا ندافع عن الاضطهاد والقمع؟ لماذا ندافع عن دولة مثل السعودية تمنع السيدات من الحصول علي رخصة القيادة؟ سأله المذيع: إذا كانوا كذلك.. فلماذا تريد التصرف مثلهم؟ لماذا تريد فعل ما يؤدي للكراهية تجاههم بحرق كتابهم المقدس؟.. أجاب القس: لأننا نؤمن بأنه حان وقت التصرف الجذري.. ولأنه إن لم نتكاتف الآن.. أتعلم ماذا سيحدث؟ سينتهي بنا الحال مثل أوروبا.. أنظر لإنجلترا وألمانيا وهولندا.. لأن المسلمين الحقيقيين الذين يؤمنون بالقرآن والشريعة الإسلامية التي تحث علي قتل غير المؤمنين بها.. سيقتلون الجميع.. أهذا ما نريده هنا في أمريكا؟ وهنا قال له المذيع: إنك بحكم عملك كقس يجب أن تنصح بالسلام.. ولكنك تحرض علي الكراهية والعنف.. بناء علي معتقدات من وجهة نظرك فقط وليست حقيقية. د. جمال الدين حسين أستاذ ورئيس قسم العقيدة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر قال: بين الحين والآخر تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة ببعض الأخبار التي إن دلت علي شيء فإنما تدل علي حقد الكثير ممن لا يفهمون الإسلام حقيقة هذا الدين الحنيف.. ومن ذلك ما جاء في إحدي وسائل الإعلام ما يتضمن حواراً بين أحد المذيعين وبين القس الأمريكي الذي أراد أن يقوم بحرق المصحف الشريف.. وهذه حادثة نعرفها جميعاً إنه من يقرأ الحوار الذي دار بين المذيع وهذا القس فسوف يجد كثيراً من الأمور السلبية التي يقع علي قمتها تصلف هذا الرجل الأحمق القس الذي أراد حرق المصحف اتصافه بضيق الأفق والتعصب والجهل ذلك لأنه حكم علي الإسلام بكثير من الأحكام الجزافية التي إن دلت علي شيء فإنما تدل علي جهله بحقيقة هذا الدين.. وأنه لم يعرف عنه شيئاً علي الإطلاق. أضاف: ولو افترضنا أنه قد عرف عنه شيئاً فإن ما عرفه قد جاء من مصدر مشوه أعماه الحقد عن النظر إلي الحقيقة.. ولو أنه أراد أن يحقق الموضوعية التي يزعمون في تلك البلاد التي يحتكمون بها لرجع إلي الإسلام في مصادره الصحيحة ودرسه بموضوعية.. وأنه إن فعل ذلك فسوف يعرف حقيقة الإسلام ومدي تجنيه علي هذا الدين السمح.. يضاف إلي ذلك أن هذا الرجل الأحمق يريد أن يفعل في الأديان المخالفة لدينه ما لا يقبله هو علي دينه. ولو أنه كان يعرف حقيقة التدين لما فعل ذلك لأن التدين يقتضي من صاحبه أن يحترم ديانات الآخرين.. حتي ولو كانت مخالفة لما يقوم باعتقاده وهذا هو المبدأ الذي يسير عليه الإسلام حين يخاطب غير المسلمين بقوله "لكم دينكم ولي دين".. ومن هنا فإن أمثال هذا الأحمق ينبغي عليهم أن يعرفوا أن الأديان ليست مجالاً للصراعات بين البشر ولكنها وسائل للتقريب بينهم.. وهي وسائل لتحقيق الأمان والسلام لجميع البشر في شتي بقاع الأرض ومن يظن في الأديان غير ذلك فهو جاهل بحقيقة هذه الأديان والغرض من رسالتها السامية التي تدعو إلي احترام الآخرين واحترام عقائدهم وشعائرهم الدينية التي ينبغي علي كل من يدعي أنه يعرف حقوق الإنسان أن يعرف أن حق ممارسة الشعائر الدينية بحرية من أبسط حقوق الإنسان مهما كان الدين الذي ينتمي إليه. يقول: وبالنظر إلي بعض الأمور التي تعرض لها هذا الأحمق فيما يتعلق بالإسلام بطريقة مفصلة نجد أن هذا الرجل لم يعرف مصدر الإسلام الصحيح حين زعم في حديثه أن مصدر الإسلام جاء من الشيطان.. نحن نرد عليه في ذلك ونقول.. كيف يستطيع الشيطان أن يأتي بدين ينظم حياة الإنسان علي مستوي حياته الفردية وعلي مستوي حياة المجتمع بل علي مستوي حياة الإنسانية كلها.. كيف يصدر هذا التنظيم الشديد من مصدر شيطاني إن هذا الزعم الذي يزعمه هذا الجاهل يدل علي عدم وعيه وفهمه للفرق الدقيق بين الأديان الصحيحة وغير الصحيحة. يضيف: كما أنه حين يزعم أن الدين الإسلامي يدعو إلي القتل والتخريب والتدمير فإن هذا زعم باطل ذلك لأن الإسلام لم يدعو أتباعه إلي المبادأة في القتال.. بل إن القتال في الإسلام شرع للدفاع عن النفس وليس للهجوم.. وإن من يقرأ التاريخ الإسلامي قراءة دقيقة فسوف يتأكد لديه هذا الأمر حيث طبقه المسلمون تطبيقاًَ عملياً في شتي المعارك التي قاموا بها ابتداء من عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وانتهاء بالغزوات الصليبية. أضاف: أما عن زعمه أن الإسلام لا يكفل حرية العبادة فهذا زعم باطل يدل علي جهل صاحبه بحقيقة الإسلام وواقعه الفعلي ذلك لأن من المباديء المقررة شرعاً عند المسلمين قوله تعالي "لا اكراه في الدين" وقوله أيضا: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وكان المسلمون حينما يدخلون بلداً فاتحين لها لا يفرضون دينهم علي أحد.. بل يتركون غير المسلمين فيما هم فيه ويبيحون لهم ممارسة شعائرهم الدينية ويحافظون علي كنائسهم وأديرتهم وضياعهم وأحداث التاريخ مليئة مما يؤكد صحة هذا الأمر. قال: وخلاصة الأمر إن علي أمثال هذا الرجل الأحمق الذي أعماه الحقد عن رؤية الحقيقة أن يزيل الغشاوة عن عيونهم وعن قلوبهم وأن يعرفوا الإسلام من مصادره الصحيحة.. وأن يقرأوا عنه بموضوعية.. وأنهم إن فعلوا ذلك فسوف يتبين لهم منذ اللحظة الأولي مدي مرونة الإسلام وسماحته ومدي خطئهم في فهم الإسلام.