أكد فضيلة الشيخ محمد عبدالعظيم عبدالقادر إمام وخطيب مسجد الملك بكفر الشيخ أن الهجرة المباركة كانت إنطلاقاً لبناء مجتمع قوي متماسك يدين بلا إله إلا الله محمد رسول الله وكانت بمثابة فجر جديد ينير للبشرية طريقها.. والمتتبع للهجرة المباركة يجد أن فيها من الدروس والعبر التي تنفع المجتمع في الماضي والحاضر والمستقبل ومن هذه الدروس قوة العقيدة فلقد تحملوا في سبيلها الأنفس والنفائس وتحملوا المتاعب والمصاعب وفضلوا طريق الله تعالي عن أي طريق مغاير له.. ومن هذه الدروس أيضاً التخطيط والإعداد الجيد من النبي للهجرة فأعد العدة وجعل معاونين له في الهجرة فأفكار الصديق أبوبكر وناقل أخبار القوم له عبدالله بن أبي بكر ودليل الطريق عبدالله بن أريقط ومخفي آثار الأقدام عامر بن فهيرة من خلال هذه الخطة نجح النبي صلي الله عليه وسلم فكانت الهجرة.. ومن هذه الدروس أيضا الثقة المطلقة في الله.. ففي ظل ساعات المطاردة وأوقات التعذيب والإضطهاد يلجأ النبي صلي الله عليه وسلم إلي الله تعالي ويدعو بهذا الدعاء الذي تنخلع له النفوس يقول: "اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين إلي من تكلني إلي عدو يتجهمني أم إلي قريب ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي" ومن هذه الدروس أيضاً عناية الله ونصرته لرسوله فقد وقف المشركون علي الغار والنبي الكريم في داخله هو وأبوبكر ولكن جنود الله حفظته ورعته فهذا عنكبوت نسج خيوطه وحمامتان باضتا والصديق يقول للنبي صلي الله عليه وسلم لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا والنبي يقول له يا أبابكر ماظنك بإثنين الله ثالثهما لا تخرن إن الله معنا ومنها حب الوطن فيوم إن أخرج النبي يقف والأسي يملأ قبله والدموع تكاد تنهمر من عينيه وينادي قائلاً بعدما نظر إلي الكعبة والله يامكة إنك لأحب بلاد الله إلي الله وأحب بلاد الله إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت فما أحوجنا نحن المسلمين إلي أن نتعلم من الهجرة المباركة ففيها النفح وفي دروسها الخير للأمة الإسلامية.