لقد عاتب الله أهل مكة عندما كذبوا نبيه. وانكروا دعوته. إلا تنصروه فقد نصره الله. لقد جاءكم بالخير فأبيتم.. وكان من نصيب غيركم. حاولتم قتله وهو تحت حمايتنا.. وفشلتم في النيل منه. لأننا قلنا وقولنا حق والله يعصمك من الناس. ولو ظل بينكم ما نلتم منه لأننا وعدنا وعد صدق إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا... ويؤمر بالخروج من القرية الظالم أهلها! ويخرج وحيداً بليل وهو يتحصن بنا وأنتم لا ترونه لا بقلوبكم ولا بأعينكم التي أمرناها بالنعاس.. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون.. ويستتر بالنار وهو بين أيديكم "لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا"! ولكنه يرد أن الله معنا. يا له من سلاح شرعه في وجوههم. وكانت التغطية وليست الحماية لأن الحماية من الله وحده وخدعتكم هذه التغطية المأمورة بمهمة التعمية عنكبوت وحمامتان وغصنان. هذه هي كتيبة الحراسة. ومن قبل الغار رمال أعاقت فرس سراقة حتي أيقن المطارد أنه ممنوع! وتعمل كل الكائنات لخدمة المهاجر حتي يصل إلي دار الامن والأمان في يثرب. ويخرج أهل يثرب كل صباح في انتظار الركب المبارك فيرون عجباً أخذ بقلوبهم وعقولهم بسحابة تتحرك وتحتها ركب. تحمي المهاجر فلا تؤذيه من حرارة الشمس. يا لها من رحلة تحت رعاية الله ويصل ممتطياً ناقته فيمسك كل زعيم قوم بها ليكون له شرف ضيافته. ولكنها لا تنصاع لأحد. دعوها فإنها مأمورة. وتصل إلي مكان المأوي الأبدي الذي سيضم الجسد الطاهر بعد أن يكون "اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".