د. صلاح عبد المؤمن أزمة تتجدد كل عام.. معاناة المواطنين في شراء اللحوم قبل عيد الأضحي المبارك.. الغريب أن الأسباب معروفة ولاتتغير وتتلخص في ارتفاع أسعار العلف ومغالاة التجار في أسعار اللحوم البلدية واستحواذ المتاجر الكبري علي المستورد وبيعها بأسعار البلدي وعدم كفاية المعروض في المجمعات مع معدلات الاستهلاك التي تتزايد بنسبة كبيرة خلال هذه الفترة من العام. أين دور وزارة الزراعة في توفير اللحوم الحمراء وأضاحي العيد؟ وهل تصدير الخراف الحية إلي ليبيا وغزة وراء ارتفاع الأسعار وقلة المعروض؟ ولماذا لم يتم إنشاء بورصة للحوم لتهدئة الأسعار؟ في البداية يقول الدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي إنه في إطار استعدادات الدولة لاستقبال عيد الأضحي المبارك لتوفير اللحوم الحمراء والبيضاء فقد تم استيراد 8275 طنا من اللحوم البقرية المجمدة من البرازيل والأرجنتين وأمريكا واستراليا وجنوب أفريقيا، كما تم استيراد 4424 طنا من اللحم الجاموسي المجمد من دولة الهند بالإضافة إلي استيراد 5200 طن من الكبدة والكلاوي المجمدة من البرازيل واستراليا واستيراد 232 طنا من لحوم الضأن و177 طنا من لحوم البتلو و4515 طنا من الدواجن من البرازيل والأردن واستيراد 5052 رأسا من الجمال الحية من السودان و645 من العجول الحية السودانية. وأضاف الوزير قائلا إنه نتيجة استيراد كميات كبيرة من اللحوم المجمدة فإن الأسعار سوف تكون معتدلة حيث إن هناك شريحة كبيرة من المستهلكين تفضل اللحوم المجمدة المستوردة نتيجة لجودتها وانخفاض أسعارها. وحول مشروع البتلو يؤكد الدكتور صلاح عبدالمؤمن أن مشروع البتلو قائم حيث يوجد مشروع تسمين الجاموس وهذا المشروع يقوم بتقديم قروض ميسرة بفائدة 7٪ للمربين والفلاحين فهناك الفئة التسليفية للمرحلة الأولي 2000 جنيه للرأس الواحدة لتسمين ذكور عجول الجاموس حديثي الولادة لتصل إلي 200 كيلو جرام، أما المرحلة الثانية 3000 جنيه للرأس ذكور عجول الجاموس من 200 كيلو وأن تصل إلي 450 كيلو جراما ولزيادة دعم المربين فقد يحصل المربي علي 300 ألف جنيه بينما الشركات والجمعيات قد تحصل علي مليون جنيه وذلك لزيادة أعداد العجول التي تم تسمينها. ويؤكد الدكتور أسامة سليم رئيس هيئة الخدمات البيطرية أن الهيئة اتخذت عدة إجراءات استعدادا لاستقبال عيد الأضحي خاصة رفع درجة الاستعداد بجميع مجازر الجمهورية لتلبية احتياجات المواطنين من اللحوم كما تمت زيادة أعداد الأطباء البيطريين العاملين بالمجازر لمجابهة الأعداد المتزايدة في المذبوحات مع تنفيذ برنامج مكثف للمرور الدوري علي مجازر الحيوانات والدواجن بأنحاء الجمهورية وذلك بالتعاون مع مديريات الطب البيطري بالمحافظات لضمان سلامة اللحوم والدواجن المنتجة من هذه المجازر. ويضيف الدكتور أسامة سليم قائلا: إن الهيئة تؤكد علي سلامة الموقف الصحي وسلامة مايدخل البلاد من منتجات حيوانية أو حيوانات حية حيث تقوم الهيئة بدراسة الموقف الوبائي العالمي للصحة الحيوانية من كافة المنظمات والهيئات الدولية الرسمية والتعاون مع السلطات البيطرية بالبلدان المختلفة بهذا الخصوص.. كما أن ورود الرسائل من اللحوم إلي الأراضي المصرية لايتم الإفراج النهائي إلا بعد عدة إجراءات مشددة لمتابعة الحالة الصحية للحيوانات الحية وإخضاعها للتحاليل البيطرية وكذلك اللحوم المستوردة من خلال الفحص الظاهري وأخذ العينات وإجراء التحاليل المعملية اللازمة بواسطة معامل ثلاث جهات مختلفة (وزارة الصحة معهد بحوث صحة الحيوان الصادرات والواردات) والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي حفاظا علي صحة المستهلك المصري. ويضيف الدكتور محمود المصيلحي رئيس قطاع الإنتاج بوزارة الزراعة أن الوزارة قامت بفتح منافذ لبيع الخراف والعجول الحية بكافة المحافظات وبأسعار أقل من الأسعار الموجودة في الأسواق فهناك منافذ لبيع الخراف بالهرم وكفر غطاطي والمنصورية وذلك بسعر 03 جنيها للكيلو قائم.. أما بالنسبة للعجول الحية فهناك منفذ بجزيرة الشعير بالقناطر الخيرية خلف نادي القضاة وبسعر 42جنيها للكيلو قائم من العجول الجاموس أما بالنسبة للعجول البقرية ف62جنيها للكيلو قائم. وجاري طرح أعداد كبيرة من الخراف لتلبية احتياجات المواطنين. قامت (آخر ساعة) بجولة ميدانية للتعرف علي الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الخراف الحية عن العام الماضي وقلة المعروض منها وكذلك زيادة أسعار العجول الحية. في البداية يقول محمد زكي مكاوي (تاجر ومربي) إن أسباب ارتفاع أسعار العجول الحية كان وراءه زيادة أسعار العلف بجميع أنواعه وكذلك ارتفاع أسعار العمالة فأجرة العامل اليومية الآن وصلت إلي 06 جنيها.. كل هذه التكلفة يتم إضافتها علي سعر العجل لذلك علي الدولة أن تعمل علي زيادة مصانع العلف المعروض منه حتي ينخفض السعر وبالتالي تستقر أسعار اللحوم. ويقول سعيد كرم (جزار) إن أسباب ارتفاع أسعار الخراف هذا العام بنسبة تزيد علي 02٪ بسبب قيام عدد كبير من التجار بقطاع غزة لشراء الآلاف من رؤوس الأغنام من الأسواق المصرية لبيعها بأعلي الأسعار في القطاع حيث إن معظم المواطنين في غزة يفضلون الأغنام المصرية نظرا لجودتها وبالتالي قل المعروض في الأسواق نتيجة عمليات التهريب وبالتالي ارتفاع سعر الخروف ليصل إلي 0022 جنيه أو أكثر لذلك يجب تشديد الرقابة علي الحدود لمنع تهريب هذه الثروة الغالية. ويضيف خالد أحمد خطاب (جزار) قائلا إن ظهور أسواق جديدة أمام المربين والتجار بمحافظة مطروح أدي إلي ارتفاع أسعار الخراف حيث تم تهريب أعداد كبيرة من خراف البرقي إلي ليبيا خاصة أن هذه الخراف تتميز بطعمها الجيد ويفضلها الليبيون.. وبالتالي قل المعروض وزادت الأسعار في السوق المصري.. ومن الممكن أن نقول إن تهريب الخراف والعجول يتم عبر البوابة الشرقية من خلال قطاع غزة وعبر البوابة الغربية وهي ليبيا.. لذلك لابد من إحكام السيطرة علي الحدود والبوابات لمنع التصدير حتي يزيد المعروض وتنخفض الأسعار. وتقول علية محمود (ربة منزل) إن أسعار اللحوم هذا العام مرتفعة بالمقارنة بأسعار العام الماضي خاصة أن أسعار الخراف الحية زادت بنسبة 03٪ لذلك لن نتمكن هذا العام من شراء خروف العيد وسوف نكتفي فقط بشراء اللحوم البلدية من الجزار الذي نتعامل معه وخاصة أن أولادي لايفضلون اللحوم المستوردة. محمد مكاوي (محاسب) يقول: أسعار اللحوم في تزايد مستمر ولاتوجد رقابة علي عملية الأسعار لذلك نطالب بإنشاء بورصة للحوم أسوة ببورصة الدواجن حتي يتم إحكام السيطرة علي الأسعار وتقوم البورصة بتحديد سعر استرشادي للسوق يلتزم به الجزارون خاصة ولايرفعون الأسعار بدون مبرر.