تسببت موجة الحر الشديدة وزيادة الأحمال علي الشبكة الكهربائية في حريق محدود باللوحة الرئيسية في بيتنا، احترقت الأسلاك والمفاتيح حتي استيقظ الأطفال والنساء علي أصوات الانفجار مذعورين غير مهيئين للنزول للشارع ولكنهم اضطروا للنزول من غير استعداد خوفا من امتداد الحريق إلي كل الشقق واحتراقهم أو اختناقهم. في هذا الجو من الذعر تباري الجيران يتصلون بالنجدة مرة وبالمطافيء مرات وبطوارئ كهرباء شرق مدينة نصر دون جدوي.. فاليوم صيام والساعة منتصف اليوم والحر شديد، وكل العاملين بالطواريء الذين ذكرت يرفعون سماعة التليفون ويغلقونها من دون رد علي المستغيث لنجدته. ربما تحت زعم إني صايم فإذا كان هذا هو مفهوم رجال الطوارئ للصيام وهذه طبيعتهم فنحن في كارثة محققة في مصر. في كل بلاد العالم المتحضر تهرع سيارات الإطفاء والإسعاف لإنقاذ قط عالق بين الأبراج أو حيوان دهسته سيارة ويعامل الحيوان كروح خلقها الله من حقها أن تحيا في أمان وسلام وكرامة، وفي مصر أرواح الناس بلا ثمن وموظفو الطواريء في سبات عميق أو تبلد مقيت، هذه الحادثة تحدث كل يوم وربما كل ساعة ولاندري من هو المنقذ المغيث في حالة الكوارث والطواريء؟ وهل يشعر رجال الطواريء براحة الضمير وهم يعرضون عن إغاثة أطفال تركهم الأهل إلي العمل والإنتاج من أجل تقدم مصر ورفاهيتها؟ وماذا سيفعل الأطفال والنساء أمام هذه الحرائق النوعية التي لايطفئها الماء؟ كنت أتوقع أن يهرع المنقذون الصائمون إلي إغاثة الملهوفين ويتقون الله في صيامهم، وخاب ظني وبقيت المشكلة تبحث عن حل لدي المسئولين عن مرافق الطوارئ والأزمات.. أقترح أن تقوم الأحياء أو من يهمه الأمر بوضع ملصق علي باب كل منزل وعقار عليه أرقام خاصة بطلب النجدة والإنقاذ في مختلف الحوادث ورقم أعلي للمسئول لإبلاغه بتقاعس المتصل بهم.. وإلا فنحن في دولة لاتحترم آدمية مواطنيها وسنخرج للميدان نطالب بالمساواة مع الحيوان في أوروبا.