أطالب وزير التعليم بتفعيل دور المرشد الاجتماعي في كل المدارس بلا استثناء، بالتعاون مع أفراد من الشرطة.. لبث الطمانينة في نفوس أولادنا، وروح الأمل في الغد.. ليس بالمحاضرات والنظريات ومواضيع الإنشاء والمحفوظات، وإنما بشرح أمين ومجرد وحيادي لما يحدث في الواقع.شاب مصري رأي السلفيين والإخوان يرفعون علم السعودية في التحرير، فأدرك المستقبل المظلم لأولاده في مصر وهرب مبكرا لأمريكا.. وليوفر علي نفسه آلام افتقاد الوطن، وكوابيس الخوف علي عيلته وأهله وأصحابه وجيرانه، جاب من الآخر، فامتنع عن متابعة أخبار مصر .. يعني فصل . أغلق أذنيه وعيونه وتليفونه إلا من سؤال سريع عن الصحة والصبر .. حتي اتسعت المسافة وبات ينام طبيعيا بدون منوم .. ونجح في عزل نفسه عن أخبارنا، وفي تجميد أحلامه وإطفاء شموع أحلام التقدم والرخاء .. وانغمس في نظام الحياة الديمقراطية المدنية التي يحكمها القانون عندهم، منسحبا من عشوائية الحياة في مصر .. حتي تحرر ونام بعمق وعاد يحلم . كل يوم جديد عندنا وعندهم يؤكد له أنه اتخذ القرار الصحيح .. طفلاه يتعلمان احترام القانون في المدرسة الابتدائية، ويتعلمان حقوق وواجبات الطفل كمواطن بالممارسة اليومية للحياة، وليس بالحفظ صم والتسميع .. وتعلم الطفلان التعرف علي ملامح الخطر وفهم الفرق بين الحادث والجريمة .. وحفظا رقم النجدة السريعة في أمريكا (911) وأنه رقم الإنقاذ السريع الذي يطلبه قبل أبويه إذا شعر بالخوف أو الخطر، أو شاهد أو تعرض لحادثة . عمل هذا الشاب يتطلب كثرة السفر.. سافر إلي لندن مطمئنا علي أمان أسرته، وهناك اندلع حريق في مقر إقامته، بدون تفكير أو تركيز طلب رقم نجدة أمريكا (911) يستنجد.. فماذا حدث؟؟.. لم يسمع عبارة نأسف الاتصال خطأ يامسطول انت مش في أمريكا، ولا العبارة المسجلة برخامة " جميع الخطوط مشغولة انتظر يارذل لما حد يفضي ويرد عليك " .. إنما ماحدث في لحظة، أن خط النجدة في أمريكا وقد اكتشف فورا أنه أمريكي يتكلم من قارة أوروبا، اتخذ نفس الأسلوب في الاستعلام عن سبب الاتصال وعنوان المتصل، ثم تهدئة المستغيث وطمأنته بأنهم في الطريق إليه.. وقبل انتهاء المكالمة كانت سيارة النجدة في إنجلترا أمامه تتبعها سيارة الإطفاء والإسعاف .. بعد إطفاء الحريق أدرك الشاب المصري ماحدث .. خط النجدة في أمريكا اتصل فورا بخط النجدة في لندن وحول البلاغ، ولم يرسل له فاتورة دولية تخليه يحرم يتخض، أو يفكر مرتين قبل الاتصال بهم حتي لوكان في ألاسكا !!. لا أحكي هذه القصة للمقارنة أو تشويه صورة خطوط النجدة في مصر .. لكن أسردها لاستفزاز وزير الداخلية وكل المسئولين عن أمننا لتحديث جهاز النجدة، كمطلب عاجل وسط حالة الفوضي وغياب القانون وسيادة البلطجة التي تعم مصر الآن .. وكل خوفي علي أولادنا في المدارس .. لأن انتخابات الرئاسة ستعقد في شهر مايو في نفس توقيت الامتحانات .. والمؤشرات تشير الي انفلات أساليب الحشد والمنافسة الشرسة، والتي تحمل تهديدا للرافضين أكثر من ترغيب المؤيدين .. مواكب الهتيفة تعلن الحجم الهائل لأموال الدعاية وكأنهم يغرفون من بحر، هؤلاء الهتيفة هم فتوات هدم الفرح وترويع المعازيم إذا فشل المرشح الذي استأجرهم. ولهذا أرجوكم ابدأوا من اليوم وليس غدا، في وضع خطة عاجلة مكتملة لتأمين أولادنا في المدارس، مع حملات لتوعيتهم بكل المخاطر الممكن حدوثها، وطرق حماية أنفسهم ومدرستهم، وكيفية استشعار الخطر و طلب النجدة، ومساعدة رجال الأمن في مهمتهم. وأطلب من وزير التعليم التعاون مع وزارة الداخلية في تدريب فرق إنقاذ ومساعدة من المعلمين وطلاب الجامعات والثانوي، في كل حي من أحياء القاهرة، وفي كل المحافظات للاستعانة بهم في الطوارئ .. خصوصا بعد نجاح فرق اللجان الشعبية في تأمين المساكن مع بداية الانفلات الأمني ونزول دبابات الجيش لشوارع مصر .. لأن البوادر غير مطمئنة، والنوايا غير حسنة، والمصلحة الشخصية لبعض المرشحين أعمت البصر والبصيرة، فأعلنوها حربا للاستحواذ علي رئاسة مصر بأي وسيلة، حربا ستحرق الأخضر واليابس وتحرق قلب مصر وجسدها .. والحذر المبكر أجدي من البكاء وسط الرماد. وأطالب وزير التعليم بتفعيل دور المرشد الاجتماعي في كل المدارس بلا استثناء، بالتعاون مع أفراد من الشرطة.. لبث الطمانينة في نفوس أولادنا، وروح الأمل في الغد.. ليس بالمحاضرات والنظريات ومواضيع الإنشاء والمحفوظات، وإنما بشرح أمين ومجرد وحيادي لما يحدث في الواقع، وأسبابه ونتائجه المرجوة والمتوقعة.. والاستماع إلي مخاوفهم، وأفكارهم وأحلامهم للغد.. ومناقشة الدور المطلوب منهم حاليا ومستقبلا لتحفيزهم علي التفكير الإيجابي والمبدع لعبور الأزمة الشخصية والمجتمعية .. وأيضا شرح دور كل فرد في المجتمع لحمايتهم ابتداءا من البيت للشارع للمدرسة للحكومة .. نريد بث الأمان في نفوسهم بالتأكيد علي وجود عيون يقظة تسهر لحماية كل واحد فيهم باسمه، وشرح خطط تأمين وحماية مدرستهم وبيتهم وشارعهم ووطنهم .. حتي لا يروعهم جاهل أو كاذب أو نصاب يرتدي أقنعة الدين أوالوطنية .. مانمر به حاليا مرحلة تحتاج شدة الانتباه للألاعيب والأكاذيب التي لن يكشفها إلا الإعلان الفوري للحقائق، نحتاج سرعة الحركة، وقوة القانون، وكل الصدق، وتكاتف كل المصريين لحماية مصرنا ومستقبل أولادنا. لا أتمني تأجيل الامتحانات كأسهل وسيلة للهروب من المواقف المتأزمة .. فلنستثمر التجربة بحلوها ومرها لتأسيس وطن ومواطن مصري حر واع مسئول .. وأتمني أن يمارس جهاز إدارة الأزمات دوره في التخطيط لإنقاذ الوطن برسائل إعلامية يتبناها التليفزيون المصري ويلح بها علي المشاهدين .. ويضحي شوية بفلوس إعلانات بوكسرات قطونيل المنشورة علي الحبال .. لأن المواطن أهم من البوكسر .. ويارب بارك بلادي وارحمها من القوم اللي بيمولوا إعلانات البوكسر وصور المرشحين الكذابين.