ضريح أبوحصيرة من الداخل استطاع أبناء القرية اللعب أمام منزلهم المقابل لقبر الحاخام اليهودي أبوحصيرة بحرية تامة، بعد سنوات من الحرمان من هذه المتعة بأوامر أمنية. وأن يدخلوا مكان القبر دون خوف، فقد كان مصير كل من يفعل ذلك الضرب أو الإهانة، أو الحبس أسبوعاً، إذ حولت أجهزة الأمن في عهد حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، مكان القبر إلي ثكنة عسكرية، ممنوع الاقتراب منها. تفقدت مع أبناء القرية والنشطاء في محافظة البحيرة القبر الذي تخلف اليهود عن زيارته هذا العام، لأول مرة، بعد أن أعلن النشطاء استعدادهم للتصدي بأجسادهم لأي إسرائيلي يطأ هذا المكان. وجدنا هناك صاحب دعوي إلغاء المولد المحامي مصطفي رسلان الذي يقول بدأت الإعداد في عام 6991 لهذه القضية بعد أن رأيت بعيني الاحتفالات الماجنة التي كانت تقام هنا وتتنافي مع الدين الإسلامي . وأضاف لا يعنينا كمصريين أن يكون أبوحصيرة يهوديا أو مسيحياً فقد كانت جدتنا تأتي إلي هنا وتقيد الشموع عند القبر. إلا أننا قد تبينا أن أبوحصيرة مسلم وليس يهوديا جاء مع الأولياء الصالحين المرسي أبوالعباس وسيدي جابر وهم في طريقهم للحج غرقت السفينة فاستقربه الحال في دمنهور. واختتم كلامه قائلا كل مانريده هو أن تنقل رفات أبوحصيرة إلي مكان آخر . بعض الأشخاص قد حاولوا مهاجمة القبر وهدمه بواسطة لودر كبير، بعد اندلاع الثورة مباشرة، لكن أهالي القرية البسطاء تصدوا لهم، ومنعوهم من هدمه، وقفنا كلنا أمام اللودر، وقلنا لهم: إذا أردتم هدمه فمروا فوق جثثنا أولاً، هكذا قال الشيخ صابر أحد أبناء القرية مضيفاً: فوجئنا بعد قيام الثورة بأيام بأشخاص يريدون هدم القبر، لكننا خرجنا لنمنعهم، صحيح أننا كارهون وجود القبر علي أرضنا، لكننا ضد هدمه بهذه الطريقة، وضد أن يقال إن الثورة اندلعت لتهدم قبرا ويتخذ منها اليهود حجة علينا. أما علاء الخيام منسق الجمعية الوطنية للتغيير فقال أول مرة نكون متواجدين في هذا المكان فقد كان يتم تقفيل كل البيوت المحيطة وكما تري أن القرية محرومة من كل الخدمات بعكس الوضع عندما يحين موعد المولد. وأضاف أريد أن أشعر أن هذا المكان مصري فحسني مبارك جعل هذا الجزء من مصر تابعا لإسرائيل لذا فنحن نطالب بنقل أبوحصيرة للصحراء. قال جمال منيب منسق »حركة فوق أرضي لن تمروا« إن القوي السياسية عقدت اجتماعاً، وقررت تشكيل دروع بشرية، لمنع وصول اليهود إلي مقام أبو حصيرة، ونحن علي أهبة الاستعداد علي مدار أسبوعين للتصدي لهم، صحيح أن موعد المولد مر بالفعل. وطالب محمد كمال معوض، أحد المقيمين بجوار الضريح، بمنع زيارته، وتذكر كيف تعامل الأمن معه بعنف، واعتقله لمدة 3 أيام في أمن الدولة، بسبب رفضه طريقة اقتحام الضباط بيته أثناء تأمينهم المكان قبل زيارات اليهود والحل الوحيد لمعاناتنا هونقل هذا القبر بعيدا عنا. وقال بسيوني الخولي عانينا كثيراً من زيارات اليهود، حيث كان المخبرون يحتلون أسطح المنازل وبداخلها زوجاتنا وبناتنا، كان يمنعنا من الحركة بحرية، ولم يكن الشباب يستطيعون الخروج لأعمالهم، بسبب المضايقات الأمنية، بالإضافة إلي استدعاء أمن الدولة جيران القبر، وتهديدهم كل عام بالاعتقال قبل الزيارات. أما الدكتور علاء العطار منسق حركة كفاية في البحيرة فقال لولا دماء الشهداء ما كنا واقفين هنا الآن . وأشار إلي أنه في 02 ديسمبر من كل عام كانت قوات الأمن تحاصر أبوحصيرة وقرية دميتوه بالكامل ولا أنسي أنه في إحدي المرات توفي طفل صغير كان حالته حرجة جدا رفضت قوات الأمن ذهابه إلي المستشفي رغم بكاء أمه . وأضاف نحن مع السياحة اليهودية إلي مصر ولكن لا للإسرائيليين والصهيونية. ومن يقول إن زيارة أبوحصيرة من قبل الإسرائيليين كانت جزءا من معاهدة السلام وماذا عن السبعة جنود الذين قتلوا علي الحدود هل أخذنا بثأرهم. في حين قال الدكتور محمد التحفة منسق حملة البرادعي أن هذه القرية كانت لا تلقي أي اهتمام بها إلا في أيام المولد مما دفع بعض ضعاف النفوس بالترحيب بالمولد عشان ينضفوا البلد علي حد تعبيرهم وأضاف علي جثثنا أن يدنس اليهود هذه الأرض ثانية. أما حسين القباني من »حركة مدونون ضد أبو حصيرة« فقال حركتنا هدفها التدوين العام من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني لقرية دميتوه وفي سبيل ذلك أصدرنا عشرات البيانات وعقدنا العديد من المؤتمرات الجماهيرية. وأشار إلي أنهم الآن بصدد عمل حملة توقيعات موسعة سنرفعها لأعضاء البحيرة في مجلس الشعب لعمل استجواب لتنفيذ حكم القضاء الإداري لسنة 4002 الخاص بالغاء مولد أبوحصيرة وذكر أن جميع القوي الوطنية بالبحيرة ستعقد مؤتمرا حاشدا مابعد يناير للارتقاء بقرية دميتوه من ناحية البنية التحتية والخدمات .