لم تكن ثورة يناير دافعاً حماسياً للشباب والكبار فحسب، فالأطفال الصغار أيضاً تعايشوا معها وتأثروا بها. سلمي عفيفي طفلة صغيرة عمرها 10 سنوات تفاعلت مع جو الثورة وما شهدته مصر من أحداث متتالية، وقررت أن تبدأ رحلة العمل والبناء ولو بمفردها ولم تجد ابنة العشر سنوات شيئاً تقدمه لبلدها تبعث من خلاله رسالة لمن تفرغوا للوقفات الاحتجاجية الفئوية وتركوا مواقعهم في العمل سوي مجال تصميم الإكسسوار الذي تحبه فقررت أن تكون قدوة للجميع وطرحت مجموعة متميزة من الإكسسوار بألوان مميزة وخامات بسيطة. تجربة سلمي التي نالت إعجاب الكثيرين من المقربين منها ومن تابعوا تصاميمها المبتكرة علي صفحتها علي موقع "فيسبوك" تستحق أن نلقي عليها الضوء باعتبارها طفلة مصرية أدركت قيمة العمل في هذا التوقيت الحساس من تاريخ مصر. حينما تابعت تصاميم سلمي علي "فيسبوك" لم أكن أتخيل أن الذي صمم ونفذ هذه القطع الجميلة طفلة صغيرة مازالت تدرس في المرحلة الابتدائية. حينما تواصلت معها ودار بيننا حديث تحمست أكثر للقائها والتعرف علي شخصيتها، لأنها صاحبة عقل أكبر من عمرها بكثير. تقول سلمي: إنها كانت تحب الموضة وتنسيق الملابس وألوانها، ووجدت في تصميم الإكسسوار متعة خاصة، وتعتبر ثورة 25 يناير سبباً قوياً دفعها للتفكير في طريقة تشارك بها في صناعة مستقبل مصر بسواعد أبنائها، حيث تعترض سلمي علي التظاهرات الفئوية وتري أن الحل الأمثل للنهوض بمصر من كبوتها الاقتصادية وعودة الريادة لها لن يتحقق إلا من خلال قرار واحد وسريع يتخده كل مواطن مصري كبير أو صغير وهو "بداية العمل وتحريك عجلة الإنتاج"! لا تنكر سلمي أن والديها كانا سبباً رئيساً في تشجيعها علي خوض مجال الموضة وتصميم "الإكسسوار البناتي" – كما تصفه - وبخاصة مع تشجيع والديها لها في الإجازة الصيفية وأيام العطلات في الموسم الدراسي، وتقول: "ماما وبابا ساعدوني كتير لما اكتشفوا موهبتي، وبدأوا يشتروا لي الخامات لأصنع منها إكسسوارات بأفكار جميلة تناسب البنات الصغيرات في مثل سني". تضيف سلمي: أنا بطبعي أحب الألوان والتلوين. كان والدي يشتري لي كراسات التلوين منذ التحقت بالمرحلة الابتدائية. ومع بداية تصميمي للإكسسوار ركزت في كل قطعة أصممها علي ألوان معينة أحبها مثل الروز والأحمر والموف إلي جانب ألوان أخري تخلق معاً حالة من التناغم بشكل جميل. مؤكدة "أذهب مع ماما إلي محلات بيع الخامات وأختار بنفسي الألوان التي أحبها علي ذوقي".
وعن أهم القطع التي تصممها تقول: أصمم السوار والعقد والخاتم حتي الآن وقد أطور من أفكاري في المستقبل. لديّ أفكار كثيرة أستعد لتنفيذها في العطلات الأسبوعية حتي لا تؤثر هوايتي هذه علي دراستي. ولكن في المدرسة أنمي مواهبي الفنية بالرسم والتلوين والرسم علي الزجاج في حصص التربية الفنية. وعن استلهامها لأفكار تصاميمها تقول: عملت أفكار كتيرة من وحي الثورة وبألوان علم مصر ونالت إعجاب زميلاتي في المدرسة والنادي، وأحياناً أري فنانة أحبها مثل هانا مونتانا أو نيكول سابا ترتدي قطعة إكسسوار جميلة.. علي الفور أعمل علي تقليدها بخاماتي وأعتز بهذه القطع كثيراً. وتحلم سلمي حينما تكبر بأن تصبح مصممة إكسسوار مشهورة لذا تقول إنها سوف تلتحق بكلية الفنون الجميلة لتحقق حلمها. مشيرة إلي أنها تلقت عروضاً كثيرة للمشاركة في معارض كبيرة للموضة كأصغر مصممة حلي في مصر لكنها رفضت الآن حتي لا تنشغل عن دراستها، لكنها كما تقول تحلم ب"إكسسوارات تحمل اسمها كعلامة تجارية" حتي يتعرف الجميع علي منتجاتها في المستقبل، وربما تشارك في أحد المعارض الكبري في إجازة الصيف.