بدأت الدورة السبعينية لمهرجان "كان" السينمائي في ظل إجراءات أمنية مشددة، لاسيما وأنه يجتذب الآلاف إلي بلدة "كان" الفرنسية الواقعة علي شاطئ الريفيرا سنويا، وكانت العديد من وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية انشغلت بأزياء المشاهير، خلال الافتتاح، والتي اتسمت بالجرأة.رغم أن المهرجان هذا العام أحد أبرز المهرجانات حتي الآن بالنسبة إلي الصبغة السياسية، حيث سيتم عرض أفلام عن التغير المناخي ومرض الإيدز وحقوق الحيوانات وكوريا الشمالية وتجارة الجنس وأزمة اللاجئين، ورغم جمال الأزياء في الافتتاح إلا أن وزيرة الثقافة الإسرائيلية أفسدت فرحة مشاهدة الافتتاح عندما ارتدت فستانا مرسوما عليه القدس هو ما أثار أزمة سياسية. أثارت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، استنكارا وجدلا واسعا بعد مشاركتها في مهرجان "كان" السينمائي بثوب يحمل صورة المسجد الأقصي ، وظهرت ريجيف مرتدية فستانا رسمت علي جزئه الأسفل مدينة القدس، وذلك خلال مشاركتها في المهرجان، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الوزيرة حرصت علي ارتداء الفستان للتأكيد علي أن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، علي حد زعمها، الفستان، من تصميم الإسرائيلي أريك أفيعاد هيرمان، واختارته الوزيرة بمناسبة حلول 50 عاما علي احتلال القدس، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي موجة غضب عارمة من قبل نشطاء أدانوا تصرف الوزيرة في مناسبة رسمية بحجم المهرجان، معتبرين أنها تتباهي بما ليس ملكها، رواد مواقع التواصل الاجتماعي شنوا هجوما عنيفا علي الوزيرة وقالوا "ميري ريجيف وزيرة ثقافة إسرائيل تحتفل علي طريقتها ب50 عاما علي احتلال القدس بارتدائها هذا الثوب في مهرجان كان! و بيننا من يسب صلاح الدين! وآخرون: عندما يتباهي السارق بما سرق. عموما بعيدا عما أحدثته وزيرة الثقافة الإسرائيلية إلا أن المهرجان شهد حضورا كبيرا لنجوم هوليوود الذين تألقوا فوق السجادة الحمراء، وستظل النجمة العالمية مونيكا بيلوتشي عالقة في أذهان الكثيرين بسبب تلك الليلة في مايو 2017، افتتاح الدورة ال70 من مهرجان كان السينمائي التي كانت الممثلة الإيطالية وأيقونة الإغراء في العالم مقدمته الرئيسية وبسبب مشهد تمثيلي ضمن فقرات الحفل، ستظل مونيكا علامته المميزة، مونيكا قالت إن الأضواء لن تسلط عليها في هذه الليلة، مهمتي أن أسلط الضوء علي الآخرين، لكن هل هذا ما حدث بالفعل؟.. بمشاركة الممثل الكوميدي أليس لوتز.. الذي منحته قبله حارة مفاجأة، تبعها تصفيق حاد من الجمهور الحاضر في قصر المهرجان قبل دقائق من الإعلان عن بدء عرض فيلم الافتتاح أشباح إسماعيل. مونيكا وضعت بصمتها بالقبلة التي أجادت تمثيلها للحد الذي جعلها أيقونة إغراء سيستمر دويها طويلا، وحتي الآن هي العلامة المميزة للمهرجان فهل ستشهد الأيام المقبلة وحتي حفل الختام في 28 الشهر الجاري ما سيزيح قبلة مونيكا عن عرش الدورة ال70.. حفل الافتتاح شهد حضورا مميزا للنجمات، منهن من اختار الفساتين الكبيرة والواسعة ، أخريات كانت الجاذبية عنوان أزيائهن، والبعض ابتعد عن الفساتين المبالغ فيها ليختار تصاميم بسيطة وناعمة، هل ظهرت بيلا حديد جريئة أم مبالغا بها؟ بعد أن اختارت عارضة الأزياء فستانا تميز بفتحه كبيرة جداً، أيضًا لم يصرخ المصورون منذ بداية مهرجان كان السينمائي كما فعلوا عند وصول المغنية العالمية ريهانا، كأن الزمن توقف لإطلالاتها المفاجئة الأولي علي سجادة المهرجان الحمراء، بفستان أبيض لافت وبنظارة شمسية. وتعرض خلال المهرجان العشرات من الأفلام في مختلف الأقسام، من بينها 19 فيلما سوف تتنافس علي أبرز جوائز المهرجان، ومنها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم، ومن أجل الاحتفال بعيد ميلاد المهرجان السبعين سوف يتم ترصيع جائزة السعفة الذهبية ب167 ماسة ، وقال المدير الفني للمهرجان تيري فريمو "نحن لسنا سياسيين، ولكن صناع الأفلام هم السياسيون". وبعد مرور 70 عاما علي تأسيسه، أصبح مهرجان "كان" "بعيدا جدا عن المهرجان الأصلي" حسب فريمو الذي يؤكد في نفس الوقت أن حمضه النووي يبقي السينما" في زمن تطغي عليه الأزمات الإنسانية والتغيّرات السياسية والتحولات في المجال السمعي البصري. ويؤكد رئيس المهرجان بيار لسكور أن مهرجان كان فسحة سحرية للتنفيس تتيح الابتعاد قليلا عن ضجة الأخبار.في نفس الوقت، وبما أن السينما مرآة العالم، فهي تتطرق أيضا إلي السياسة ومواضيع الساعة. وقالت كلاوديا كاردينال عن ال"جدل المزيف"، "إنه ملصق، لذلك فهو لا يكتفي بتمثيلي بل يمثل رقصة، تمثل تحليقا. أدخلت تعديلات علي الصورة لإبراز تأثير الخفة، ولتحويلي إلي شخصية من حلم: إنه السمو. وأوضحت "لا مكان هنا للاهتمام بالواقع، وكناشطة نسائية ومقتنعة، لا أري في ذلك مسا من جسد المرأة" متابعة "ليست سوي سينما، يجب ألا ننسي ذلك". وأضافت السينما لا تعكس الواقع، فليس هذا دورها ولا مهمتها.