دائما ما تكون في رحلة العطاء الكروي محطات للإبداع تدفع أصحابها للعزف علي أوتارها.. وأحمد كشري نجم هجوم الأهلي والمنتخب القومي الأسبق كان هدافا من طراز فريد ومراوغ يصعب إيقافه، حيث لعبت مهاراته دورا جيدا في قراءة قدرات مدافعي الفرق الأخري لدرجة أنه كتب لكل الفرق التي سبق ولعب لها سواء الشرقية للدخان والمصري والقلعة الحمراء شهادة ميلاد جديدة تمثل أهدافا متميزة - وعندما اعتزل تولي تدريب منتخب جيبوتي وواجه منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، وبعدها عاد لمصر وتولي تدريب ناشئي الأهلي تحت 18 سنة وهاهو أحمد كشري قد أعطي ظهره لكلمة مستحيل بعد أن تولي تدريب فريق النصر للتعدين وقاده للفوز في مباراتين متتاليتين علي فريقي وادي دجلة والداخلية أوقف بهما استمرار تراجع الفريق لمؤخرة الدوري وواقفاً يتحدث بكل واقعية وصراحة عن أمنياته في كتابة شهادة ميلاد جديدة لآماله وطموحاته مع فريق النصر للتعدين لانتشاله من دوامة الهبوط في ظل تعثر الأخير. لا أخشي اللعب مع الكبار في ماراثون الدوري عالجت الأخطاء الدفاعية ووضعت حلولا غير تقليدية للعقم التهديفي بحكم خبرتي.. الأهلي سيحسم بطولة الدوري لامتلاكه نفسا طويلا وخبرة أكثر المواهب أصبحت نادرة . لأن الموهبة تعشق اللعب بحرية وبدون شروط أو التزام بفكر معين.. لأن رأسماله هو الإبداع • ماهي أهم المكاسب التي عادت للتعدين بعد توليك المهمة؟ - الفوز علي فريقي وادي دجلة والداخلية لم يأتِ بالصدفة وإنما جاء نتيجة جهد وتدريب وعمل واجتهاد من الجهاز الفني، وهذا بدوره أعطي الفريق جرعات تركيز وتفانٍ وعطاء في الملعب.. وبات واضحا من تغيير طريقة الأداء والسرعة والتركيز في الإمساك بزمام المباراة وإيقاف أي خطورة في خطوط الفريق الخصم ما هو إلا نوع لاستعادة الثقة المفقودة التي سنعتمد عليها في أداء باقي المباريات المتبقية بالدوري بعد استيعاب درس الهزيمة الأخير من أسوان. • وهل كان هناك تدخل لطرح أسماء معينة في جهازك المعاون؟ - لا أحد يستطيع التدخل نهائيا في اختياراتي وقراراتي.. فمن يعرفني جيدا سيتأكد أنني صاحب قرار، ولا أسمح بذلك سواء في اختيار جهاز معاون أو أي أمور فنية لأنني سأحاسب في نهاية المطاف، ولذلك أتمسك بما يجعلني أحقق الهدف المطلوب ووجود أحمد رجب مدربا عاما ومحمد صلاح مدربا عاما مساعدا وخالد محمد مدرب حراس مرمي ومحمود مدني مدير كرة ومحمود فتحي ومحمد عبدالباسط إداريين للفريق سيفيدني كثيرا لوجود تجانس ولغة تفاهم كبيرة بيني وبين الفريق في كل كبيرة وصغيرة تخص شئون المباريات. كيف تعالج أخطاء فريقك والعقم التهديفي؟ - دائما ما أركز من خلال متابعتي لسير المباريات والتدريبات علي اليوتيوب أو الفيديو علي تصحيح الأخطاء بالنسبة لخطوط الفريق وخصوصا الدفاعية - وأهتم بعلاج ذلك في المباريات الودية والتقسيمة خلال التدريبات وأسعي لوضع حلول غير تقليدية للعقم التهديفي الذي كان ملازما للمهاجمين وبالفعل استعدت معهم ذاكرة التهديف بدليل أهداف الفوز التي حصدنا بها أغلي نقاط في مباريات الفريق الأخيرة.. رغم هزيمتنا من أسوان. لوحظ تعديلات في مراكز اللاعبين؟ - هذا حقيقي، لإيماني بأن يكون هناك أدوار جديدة ومختلفة لبعض اللاعبين من خلال متابعتي لأدائهم ومعرفتي بتميُّز كلٍ منهم بقدرات مهارية وبدنية خاصة، وبالطبع التغييرات جاءت بالشكل الذي يتناسب مع تفكيرنا في تطوير الأداء الخططي والاعتماد علي الطرق الهجومية مع تأمين الجانب الدفاعي بجانب التركيز علي اللاعبين القادمين من العمق فهم الذين يشكلون قلقا ومشكلة لأي فريق منافس. وأعتقد أن في التعديلات دائما إفادة وإجادة طالما يتم توظيف اللاعبين بشكل جيد وهذا سيؤدي للتنافس في تقديم كل لاعب موهبة جديدة قد تكون مدفونة بداخله ونحتاج فقط لمن يزيل الغبار عنها. وهل شعرت بالقلق من وجود التعدين في أسفل جدول الدوري؟ - بالعكس هذا يزيدني إصرارا وتحديا فبالرغم من وجود الفريق في ذيل جدول المسابقة وترتيبي مازال السادس عشر برصيد 16 نقطة، لكني أؤكد بعد الفوز في مباراتي وادي دجلة والداخلية صرت متفائلا وزاد أملي في النجاح والوصول بسفينة الفريق لشط الأمان. وأصبح المطلوب استمرار هذا النجاح ولذا تعاهدنا مع اللاعبين علي الفوز في باقي المباريات وتحسين مركز الفريق بجدول الدوري وإسعاد كل أهالي إدفو بصعيد الوجه القبلي. ولماذا اخترت تدريب التعدين رغم العروض الأخري؟ - جاءني أكثر من عرض لتدريب أندية داخل وخارج مصر.. ولكني أتفاءل دائما بالاختيار الأول وقد كان أول عرض جاءني من النصر للتعدين، والتزمت معهم بكلمة شرف وأعدكم بأني سأبذل قصاري جهدي لاستعادة الروح القتالية واللعب بحماس ورجولة لإشعال روح المنافسة داخل المستطيل الأخضر وإعادة دخول فريق التعدين لمنظقة الدفء والأمان بمسابقة الدوري. وهل دفع كشري ثمن الرحيل عن الأهلي؟ - أولا، أنا لم أقدم سوي القليل بالنسبة للأهلي رغم البطولات التي حققتها معه وخلال تواجدي في صفوف المنتخب القومي، فعطاء الأهلي لا يوازيه أي عطاء من اللاعبين، ولكني والحمد لله بعد الاعتزال والرحيل أقول إني كنت ألعب كرة للكرة فقط وسجلت أهدافا جميلة مازالت موجودة في ذاكرة كل جماهير الأهلوية،ويكفي أن أقول إن مجرد تواجدي لاعبا بالأهلي فهذا كان سرا من أسرار اختياري لتدريب منتخب جيبوتي. وهل ندمت علي تركك منتخب جيبوتي والعودة للأهلي من جديد؟ - كان المفروض البقاء مع منتخب جيبوتي الذي توليت تدريبه للمشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 فكان الأولي أن أحصد ثمار تعبي مع المنتخب الجيبوتي في مثل هذه البطولات الكبري.. بالإضافة لاكتساب خبرة متميزة في التدريب علي ساحة الكرة الأفريقية والاطلاع علي المدارس التدريبية خصوصا الفرنسية التي حققت طفرة إيجابية في تطوير الكرة الأفريقية ولكني عدت للأهلي من أجل هدف المشاركة في تولي تدريب ناشئي الأهلي تحت 18 سنة وتقديم خبرتي المتواضعة بالنسبة للقلعة الحمراء في الارتقاء بالنواحي البدنية والمهارية والتكتيكية لدي فريق الناشئين. كيف تري الجيل الذي كنت تلعب معه؟ - أعتبر نفسي محظوظا جدا لأنني لعبت بالفعل بين جيل يضم مجموعة من أفضل اللاعبين، الكل يعرفهم بالاسم لأنهم أثروا الملاعب حيوية وعطاء وغزارة أهداف ممتعة.. لكن الجيل الحالي محظوظ أيضا بوجود مجموعة متميزة من المحترفين خصوصا محمد صلاح.. محمد النني، وأحمد حسن كوكا.. وعنصر متميز جدا هو رمضان صبحي.. وتريزيجيه.. وبصراحة جميعهم إضافة جيدة للمنتخب القومي لكن ينقص الفريق بعض الخبرات فقط. لك رأي خاص في الكابتن صالح سليم؟ - لا أنسي موقفا للكابتن صالح سليم "مايسترو الكرة المصرية".. رحمه الله، عندما كنت أعاني من خشونة في الركبة نتيجة الإصابة في إحدي المباريات ووجدت نفسي أعالج في نفس المكان الذي يعالج فيه الكابتن صالح سليم.. ولم أتصور اهتمامه بي وسؤاله عني يوميا وتوجيه الإرشادات لي بصدر رحب كشف عن مدي الإنسانية التي يتمتع بها هذا العملاق خلقا وأدبا.. ولم أشعر وقتها بوقوفي لتحيته ولسان حالي يقول له.. لقد اكتشفت زوايا جديدة في معدن شخصيتك يا كابتن وهو أنك تمتلك قلبا طيبا حنونا يتسع لكل لاعبي وجماهير الأهلي. هل انتهي عصر المواهب؟ - المواهب النادرة أصبحت نادرة وطرق اللعب صارت تعتمد علي من له القدرة علي الجري والالتحام وتنفيذ المهام الخططية.. وصارت الفرصة قليلة للموهبة والإبداع، لكون الموهوب يعشق اللعب وبدون قيد أو التزام بفكر معين سواء دفاعيا أو هجوميا لأن رأسماله هو الإبداع في مداعبة الساحرة المستديرة وإمتاع الجماهير بتسجيل الأهداف الحلوة الصعبة. من ترشحه بالدوري؟ - بالطبع الأهلي لكونه يضم نخبة هائلة من النجوم المتميزين أصحاب المهارات العالية والإرادة الفولاذية، ونتائجهم الواضحة تؤكد أن التوربيني الأحمر لا يتوقف عن الانطلاق تجاه المحطة الأخيرة من عمر المسابقة.. وبحكم خبرتي أقول إنه بالرغم من أن المنافسة مازالت مستمرة وقوية بين الأهلي وفريق المقاصة إلا أن الأهلي يمتلك نفسا طويلا وخبرة تضمن له تحقيق الفوز بدرع الدوري. هل من لاعبين وقع عليهم عين مسئولي الأهلي في فريقك؟ - لا يشغلني هذا الموضوع.. لأنني أتيت لمهمة إنقاذ الفريق وليس لأي شيء آخر.. ولو كان مسئولو الأهلي وقعت أعينهم علي أي اللاعبين عندي فهذا يتم التفاوض عليه من خلال مسئولي النادي وليس عن طريقي. وأخيرا هل يرجع شراؤك للاعب نيجيري جديد لضعف مستوي هجومك؟ - الفريق يضم مجموعة لاعبين جيدين يحتاجون فقط للتوظيف الجيد واكتسابهم الخبرات بجانب حراس المرمي مصطفي عبدالستار.. أحمد حمدي وأبورتيبة والمهاجم باتريك أدور.. ولكني سارعت بشراء المهاجم النيجيري الجديد إيدي كريستيان عندما شاهدت تفوقه في الجوانب المهارية والبدنية وتمتعه بحاسة فريدة في تسجيل الأهداف.. وساعد علي ذلك صداقته بلاعب الفريق باتريك أدور حيث يمكن أن يشكل الثنائي خط هجوم خطيرا يفيد الفريق في مشوار الدوري.