منذ عدة سنوات كتبت مقالا تساءلت فيه هل توقف العطاء ولم يعد لدينا جديد، هل نضبت قريحتنا، ولم نعد قادرين علي إفراز قمم جديدة، عندما نتحدث في أي مجال ننظر إلي الماضي، ونترحم علي الزمن الجميل، الذي ولي ولم يعد هناك جديد وجميل مثله، في الغناء مازلنا نتغني بأصوات أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، في الأدب والفكر مازلنا ننهل من إبداعات العقاد والحكيم وطه حسين، وعندما نستمع إلي القرآن الكريم لا نسمعه إلا من العمالقة الكبار المنشاوي وعبدالصمد ومحمد رفعت والحصري ومصطفي إسماعيل. حتي المشاعر والأحاسيس تفتقد رومانسية الزمن الجميل، نتلمسه نترحم عليه فقط، القيم والتقاليد أحسنها وأفضلها كانت في الزمن الجميل، نعاني من عقدة الزمن الجميل. رغم أن مصر تزخر بكل ما هو جميل في كل المجالات، ولكن هناك غبار يحتاج من يرفعه، لينكشف ما تحته، من كنوز، غبار وضع بفعل فاعل، ليمنع تقدم هذا الشعب الجميل. والآن وبعد قيام ثورة الشباب التي أذهلت العالم لابد أن نعيد تقاليد هذا الزمن في كشف المواهب وإبرازها ودفعها للأمام فمصر دائما ولادة في كل المجالات، وقد أثبتت الثورة قدرة المصريين علي العطاء، وعلي التغيير، والمصريون في كل دول العالم عندما يجدون من ينتبه إلي مواهبهم ويعطيها الفرصة ماذا يفعلون وماذا يقدمون، يتبوأون أعلي المناصب ويقدمون للبشرية مختلف الإبداعات في الطب في الكيمياء وفي العلوم، فماذا لو كان هذا العطاء في مصر لدعم مسيرة التقدم فيها. مطلوب مشروع قومي، يعيد لمصر مكانتها، وهيئة عليا مهمتها كشف المواهب في كل مكان في مصر، شرط أن يكون مشروعا مستقلا بعيدا عن أهواء الماضي، وبميزانية مفتوحة، وأعتقد أننا سنجد الكثير في كل المجالات.