هذا الشعب الطيب يستحق حياة كريمة. ومن أجله ولتحقيق هذا الهدف قامت ثورة 52 يناير لكن هناك من لايريدون إلا أن يظل هذا البلد عزبة تملكها العائلات ويتوارثها الأبناء والأحفاد وأن يظلوا هم الأسياد ونحن العبيد ، ثورة أطلق شرارتها الشباب وساندها الشعب وحماها الجيش ، ثورة أذهلت العالم برقيها وطهارتها ونبل أهدافها ورويت بدماء الشهداء الزكية وبدموع الحزن والفرح معا في أحداثها العصيبة وصولا لإزاحة رأس النظام وتوالي تصدع هذا الكيان الفاسد. لكن وكعادتنا كمصريين عندما نفرح نرتد سريعا لمنطقة الحزن الكامن في عمق الشخصية وكأننا نشعر أن الفرح نذير شؤم بكوارث قادمة ، وهناك من لايريدون لنا أن نفرح بتلك الثورة أو أن نعود لمصاف البشر الذين يتمتعون بحريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم واستردادها ممن حرمونا منها ، وهناك من يزعمون أنهم وحدهم يملكون مفاتيح الحكمة وأنهم أوصياء علي هذا الشعب يقررون له مصيره وكأنهم يقودون قطيعا من الأغنام!! أقطاب النظام القديم وفلوله المتبقية يخوضون معركتهم الأخيرة لإسقاط من أسقطوا النظام من شباب وشعب مصر وهم لايفوتون مناسبة ولا لحظة إلا ويدبرون المؤامرة تلو الأخري للقفز علي مكتسبات الثورة وإنهاء مسيرتها ، حرائق هنا وهناك، إشاعة مناخ الفوضي والترويع واستهداف الآمنين في بيوتهم والطرقات والاندساس وسط التجمعات وبث الفتن بين المسلمين والمسيحيين والوقيعة بين الشعب والجيش ، وماحدث فجر السبت الماضي في ميدان التحرير وقبله من وقائع وحوادث يؤكد أن هذه الفلول تعمل بقوة لزعزعة أمن وسلامة هذا الوطن عبر تفجير الأوضاع ونشر الفوضي ومع تقدم الخطي نحو محاكمة رؤوس النظام يمضي مسلسل التآمر لمدي أبعد وأخطر، لكن وعي الشعب والمخلصين والشرفاء وهم كثيرون سوف يحبط هذه المؤامرات ويقضي علي من يقف وراءها. أما الطرف الآخر في المعادلة فهم بعض أصحاب الصوت الزاعق في كل فضاء الذين لايرون إلا نصف الكوب الفارغ دون أن تمتد أيديهم لإيقاد شمعة بدلا من لعن الظلام فلجنة تعديل الدستور لاترضيهم ، يحشدون الرأي العام لرفض التعديلات وعندما يحشد الآخرون للتصويت بقبولها يقيمون الدنيا ولايقعدونها وعندما قال الشعب " نعم " اتهموا جموعه بالجهل وقلة الوعي والانسياق وراء السلفيين والإخوان والجماعات الإسلامية وبقايا الحزب الوطني ثم عادوا ليثيروا الفزع والجدل حول السلفيين والإخوان الداعين إلي عصور من الظلام والمادة الثانية من الدستور والدولة المدنية والدينية كما تناولوا أداء المجلس العسكري وبطء قراراته في اجتثاث الفساد وملاحقة أقطاب النظام السابق والقتلة ، رغم أنهم يدركون جيدا أن الجيش هو الجدار الذي نسند ظهورنا إليه ويتولي المهام الصعبة لحماية مصر وخروجها من عنق الزجاجة في هذه الأيام الحاسمة والمصيرية في تاريخها كما يعمل في فضاء عربي ودولي ليس مواتيا في الكثير من الأحيان تجعله يسير بخطوات مدروسة ومحسوبة وليس بأسلوب الصدمات الذي قد يقود لنتائج ربما لاتكون في صالح الوطن ، ولانملك سوي القول رفقا بشعب مصر وجيشها. تعالوا لنبن معا مصر مسلمين وأقباطا مثقفين وعلماء فقراء وأغنياء من شرفاء هذا الوطن ولنقف جميعا في وجه أعداء الثورة ، نحترم قضاءنا النزيه وجيشنا الذي يتصدي للمؤامرات التي تسعي لخراب هذا البلد والقضاء علي الثورة فهو من الشعب ولا أحد يقبل النيل منه أومن سمعته، ولنسع لإعادة الشرطة لدورها الحقيقي في خدمة الشعب، نعيد دورة الإنتاج والبناء نحارب الفقر والجهل والبطالة والفساد ، نلقي معاول الهدم جانبا وليضع كل منا لبنة في البناء الجديد لمصر التي في خاطرنا وفي دمائنا والتي نحبها جميعا. كلمة أخيرة : في تسجيله الصوتي لقناة العربية لا نقول للرئيس السابق مبارك.. سوي بيننا وبينك القانون وعدالة السماء !