البابا تواضروس: عيد القيامة المجيد هو عيد الأعياد وفرحة الأفراح    قرار رسمي جديد بشأن بشأن "زي المدارس" على مستوى الجمهورية    "إسكان النواب" تكشف أسباب عدم تطبيق التصالح في مخالفات البناء    نميرة نجم: حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها غير موجود لأنها دولة احتلال    وزير الأمن القومي الإسرائيلي:" لا للتفاوض مع حماس ونعم لاجتياح رفح"    مريم متولي أفضل لاعبة في بطولة إفريقيا لكرة الطائرة سيدات    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. ريال مدريد يحسم الليجا ومعلول يرتدي شارة الأهلي وسام مرسي يصعد للبريميرليج    معلول: تشرفت بارتداء شارة قيادة أعظم نادي في الكون    بعد الوحدة.. كم هاتريك أحرزه رونالدو في الدوري السعودي حتى الآن؟    أول تعليق من كولر على أزمته مع أفشة عقب مبارة مازيمبي    بمناسبة عيد القيامة.. رئيس قضايا الدولة يشارك في احتفال الكاتدرائية المرقسية    بسبب ماس كهربائي.. المعمل الجنائي يعاين حريق مخزن قطع غيار بالعجوزة    إصابة 10 أشخاص فى أسيوط إثر انقلاب سيارة "تمناية"    الإنقاذ النهرى بالغربية ينتشل جثة غريق فى السنطة    "قطعتها على طريقة الجزارين".. اعترافات مثيرة لقاتلة الحاجة عائشة بالفيوم    قصة شم النسيم الحقيقية وسبب تسميته بهذا الاسم.. اعرف الجديد    تنبؤات المعهد القومي للبحوث الفلكية بتحديد موعد عيد شم النسيم لعام 2024    سعاد صالح: لم أندم على فتوى خرجت مني.. وانتقادات السوشيال ميديا لا تهمني    صيام شم النسيم في عام 2024: بين التزام الدين وتقاطع الأعياد الدينية    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن البحث على مقبرة نفرتيتي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    عوض تاج الدين: تأجير المستشفيات الحكومية يدرس بعناية والأولوية لخدمة المواطن    اتحاد الصناعات: نواقص الدواء بالسوق المحلي 7% فقط    لطلاب الثانوية العامة 2024.. خطوات للوصول لأعلى مستويات التركيز أثناء المذاكرة    زغاريد وترانيم فرايحي بقداس عيد القيامة المجيد فى الدقهلية    بالصور.. الأجراس والترانيم تتعالى داخل كنائس وأديرة جنوب سيناء    قداس بدولة الهند احتفالا بعيد القيامة    المحبة والأخوة.. محافظ الغربية يشهد قداس عيد القيامة بكنيسة ماري جرجس بطنطا    محافظ بني سويف يشهد مراسم قداس عيد القيامة المجيد بمطرانية ببا    حقيقة وصول عروض احتراف لنجم الجونة    ملف رياضة مصراوي.. طاقم تحكيم الزمالك.. صعود سام مرسي.. وفوز الأهلي    الزمالك وديربي إنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    عيار 21 بعد الارتفاع الجديد.. أسعار الذهب اليوم الأحد 5 مايو 2024 في مصر المصنعية (تفاصيل)    أسعار سيارات مرسيدس EQ في السوق المصري    التحالف الوطني يكرم ذوي الهمم العاملين بالقطاعين العام والخاص بالأقصر    ب 150 ألف مقدم.. تفاصيل شقق الإسكان المتميز قبل طرحها بأيام- (صور)    رئيس الغرفة التجارية بالجيزة: شركات عدة خفضت أسعار الأجهزة الكهربائية بنسب تصل إلى 30%    شديد الحرارة ورياح وأمطار .. "الأرصاد" تعلن تفاصيل طقس شم النسيم وعيد القيامة    نجل «موظف ماسبيرو» يكشف حقيقة «محاولة والده التخلص من حياته» بإلقاء نفسه من أعلى المبنى    المنيا تستعد لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مهران يكشف أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التأمين    وزارة العمل تكشف اخر مستجدات قانون العمل    بمشاركة رؤساء تحرير الصحف القومية.. مكتبة مصر العامة تناقش دور الصحافة في دعم الدولة المصرية    ضياء رشوان: لم يتبقى أمام نتنياهو سوى العودة بالأسرى بعد فشل إسرائيل.. فيديو    أهالي الجنود لجيش الاحتلال: اقتحام رفح يعني فخ الموت.. لم نعد نثق بكم    برج العقرب .. حظك اليوم الأحد 5 مايو 2024 : مشاعر غير متوقعة    عمرو أديب يوجه رسالة إلى التجار ويحذر: «علامة مش كويسة للسوق» (فيديو)    فستان حورية البحر.. نجوى كرم تثير الجدل بأحدث إطلالة| شاهد    قتيلان وجرحى في هجمات روسية على 3 مناطق أوكرانية    حكم سفر المرأة الكبيرة للحج دون محرم.. دار الإفتاء ترد    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    أوكرانيا تعلن إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي - 25" فوق دونيتسك    ألمانيا تحقق مع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين    غصة للاحتلال .. "السنوار" يهاتف فصائل فلسطينية لبحث ملف التفاوض بعد تجوله بغزة    "زلزال".. تعليق صادم من تامر أمين على صورة حسام موافي وأبو العينين (فيديو وصور)    من القطب الشمالي إلى أوروبا .. اتساع النطاق البري لإنفلونزا الطيور عالميًا    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    رمضان عبد المعز يطالب بفرض وثيقة التأمين على الطلاق لحماية الأسرة المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الگاتب الگبير وحيد حامد صاحب عشرات الأعمال الثورية
هؤلاء سرقوا الثورة!
نشر في الأخبار يوم 31 - 03 - 2011


الزمان: يناير 7791 أثناء الانتفاضة الشعبية.
المكان : ميدان التوفيقية وسط البلد ، أمام أحد المطاعم الشعبية جدا.
الشخصية: الكاتب وحيد حامد، وأحد عساكر الأمن المركزي.
الحدث: وحيد حامد يتلقي ضربة عنيفة من عسكري الأمن المركزي، فالتف من شدة الألم، يريد أن يصرخ في وجه من ضربه، ففوجئ بهذا العسكري يناديه حين رأي وجهه:أستاذ وحيد بلدياتي هو انت من أعداء الوطن«(!!) ليكتشف الإثنان أنهما يعرفان بعضهما كأبناء من قرية »بني قريش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية«.
هذا المشهد الواقعي بكل تلقائيته وعمقه ومصداقيته، اختزله الكاتب »وحيد حامد« حتي حانت لحظة تجسيده سينمائيا فبني عليه دراما فيلم »البرئ« وقد لعب بطولته الفنان أحمد زكي في شخصية»أحمد سبع الليل« كواحد من علامات سينما القهر ، ضمن أكثر من ثلاثين فيلما تمثل مجموعة الأعمال الفنية الثورية التي تحمل ثورية وحيد حامد الفكرية والإيديولوجية علي الواقع المر والمرير، فشرحه وفككه وفتته بسلاح القوة الناعمة - قوة الفنون والآداب - التي لا تضاهيها قوة في الأثر والتأثير، ليطلق من خلالها صرخته الشعبية المتكررة في العديد من التشكيلات منها صرخة»برئ« وصرخة »الآآآآآآه« المنفجرة من أزمة الناس في » النوم في العسل« والصرخة الجماعية المحمومة في نهاية فيلم »الإرهاب والكباب« والجموع نازلة علي سلالم »مجمع التحرير« وهي نفس الصرخة الشاملة الجمعية والجماعية التي تعاظمت زلزالا ضخما علي مقياس »ميادين« التحرير في القاهرة والاسكندرية وكافة أرجاء الوطن، وإن تلونت بإيقاعات مختلفة وترددها شعوب المنطقة الآن، من هنا تجلت الومضة الأولي في هذه الحوارية علي شاطئ النهر الخالد..
المشهد الأول
وحيدا جلس..حامدا الله تعالي علي مباركة نزول نقطة المطر الغزير في حياة المصريين.. منفردا بصفحة النيل الهادئة، مدركا غليان أعماقه الهادرة.. تقاسمه هذا الانفراد رزمة أوراقه التي لا تفارق قلمه وألمه وأمله.. وفي المسافة المتحركة بين القلم والألم والأمل، تدفقت هذه المحاورة..
يتسلق شجرة ذاكرته.. لكن ليس علي طريقة متسلقي هذه الأيام المدهشة في كل شئ..يقفز من غصن إلي غصن.. بعيدا عن ألاعيب المتقافزين في الساحة الصابرة عليهم إلا قليلا..استقطرت منه أكثر من قنينة ثورية في الفن في الفكر في الأدب في الصحافة في الثقافة في السياسة، هي جماع حوار استغرق حوالي الثلاث ساعات..فاض واستفاض، وكبح جماح حزنه ك »كاتب« بقدر ما كشف عن فرحته الثورية المتكسرة ك »مواطن« وبقدر امتداد خاصية الاستشعار عن بعد ك »فنان« يتلمس الرؤيا من واقع الرؤية، ويبحث عما ورآء الواقع لإكتشاف أسرار اللحظة الفائقة الحساسية، باعتبار أن الفنان إنسان عادي لكنه يتميز بدرجة حادة من التوتر والذكاء تتحول به إلي إحساس عميق.
مهموم هو بقضايا المجتمع حين تنعق فيه »طيور الظلام« مغموس قلمه بأوجاع الناس حتي لا يمكثوا طويلا في حالة »النوم في العسل« يريد أن يقتلع مقولة »كل واحد بيرقص بطريقته« كما جاء في حوارية »الراقصة والسياسي« يكشف منذ زمن بعيد أسرار » اللعب مع الكبار« قبل أن ينتزع الأقنعة ب »كشف المستور« في 52 يناير، وإن لم يزل يحاول تجريد »الارهاب« الملفوف في ورق سيلوفان ديني واجتماعي وسياسي وثقافي، وإن كان »الغول« لا يزال حيا، مع ألقاب البيه والباشا و»معالي الوزير« إلا أن المواطن »المنسي« لم يعد نسيا منسيا، بفضل ثورة الشعب والفكر سلوكا وأدبا وفنا وتقنية وغضبا وتحررا وحرية، تلك التي تجلت في الخامس والعشرين من يناير 1102.
أليس كذلك أستاذ وحيد حامد؟.
نعمة الفكر والعقل هي أعظم نعمة منحها الله للإنسان، وكل الذين أعملوا عقولهم هم الذين أعطوا للبشرية استمراريتها وتطورها في العلوم والفكر والثقافة، وفي صنع الحضارة، ولو نظرت إلي كل هذه المجالات مجتمعة، ستري النهضة الانسانية التي تصنع التطور وتحقق الرخاء وكل ما له أثر طيب، علي العكس من حالات الجمود والتخلف واعتناق الافكار المتخلفة، فقبائل الصحراء والغابات تعيش بمفاهيم ثابتة ترفض التطور، تظل علي حالها ، لذلك فإن من أهم أهداف جمهور المستنيرين اللجوء بصفة عامة وشاملة الي كافة مناحي الحياة العلمية الثقافية والفكرية بشكل عام.
في مصر لدينا الآن ردة ، منذ سنوات نعيش في ردة ثقافية، عندما انطلقت الصيحات العالية والفجة التي تتهم العلم بالكفر، وتتهم الثقافة بالخطيئة، حتي صار شئيا مدمرا لكل ما هو باعث علي التقدم، وباعث علي الحضارة والمكانة الثقافية الراقية، بينما المتأمل الواعي لو تأمل في القرآن سيجد أن الدين الاسلامي أول من دعا الي العلم، وان يكون المجتمع الاسلامي باحثا عن الثقافة والمعرفة، والذين يكرهون المعرفة لهم أغراض ودوافع، أن يبقي الناس علي ما هم عليه من جمود وجهل حتي يفرضوا سطوتهم عليه، فأنت إذا عرفت ستتناقش، وهم لا يريدون أن يناقشهم أحد، لأنك إذا عرفت فلن تقبل بالهوان، ولن تسلب حريتك، ولذلك نري هذه الحرب الشعواء الراهنة في تكفير الفكر، وإعمال العقل ، انه شئ مرعب!.
المشهد الثاني
نقرأ علي شاشة الساحة الآن »مانشيتات« لحالة يمكن توصيفها ب » منح الصكوك« :كل من يكتب اسم 52 يناير في مقال.. أو يلعن السنوات الماضية في حديث، فهو من الناجين ومن غير المغضوب عليهم .. من ليس معي فهو ضدي.. »الأنا« فقط هي السيدة السائدة.. الإقرار بالآخر - إن تم - فهو إقرار خجول.. الفرحة بالثورة فرحة متكسرة..؟
لا يمكن أن أغير استبدادا سابقا باستبداد حالي أو لاحق، ويوم أغبر وملعون الذي نستبدل فيه استبدادا باستبداد آخر أكثر حدة وقسوة، فماذا فعلنا ، لا شئ، الهدف من هذه الثورة هو القضاء علي أشياء كثيرة كانت سيئة، منها الاستبداد وإتاحة الحرية، واحترامنا لبعضنا البعض وإن اختلفنا، هناك تيار لا يزال حتي هذه اللحظة، لا يؤمن بحرية الاختلاف، يرفضها ولا يتقبلها، وهذا خطأ جسيم ، لا يصح أن يستمر، هل كل مصر نزلت ميدان التحرير؟ لا.. أنا واحد من الناس لم ينزل المظاهرات، ولم أذهب لأسباب صحية، لم أكن أستطيع النزول لكني كنت مع الثورة لحظة بلحظة، وكنت علي اتصال دائم بالمتواجدين في ميدان التحرير، فهل معني ذلك أني لم أكن مع الثورة، هي ثورة مليونية.. نعم، مليون مليونان ثلاثة ملايين نزلوا، هل ال77 مليونا غير ثوريين؟ بالعكس انهم كانوا الغطاء الدائم لميدان التحرير، الشاب الذي خرج ، ترك والديه وإخوته، كل واحد في بيته أربعة أو خمسة، فلم يكن ليسمحوا له بالخروج إلا إذا كانوا يريدون هذه الثورة، فالثورة ثورة شعب.
لذلك كان من الصعب إختزال الشعب في الشباب فقط، واختزال الشباب في شريحة بعينها، واختزال مصر كلها في ميدان التحرير؟.
لنتفق علي شئ.. هذه كانت مظاهرة ومعلن عنها وأجهزة الأمن تعرف عنها، والمتظاهرون كانوا معروفين بالاسم، وكانت التوقعات أن تصل المظاهرة الي عدد معقول من البشر، وهم معترفون بذلك. لكن لماذا نسميها ثورة؟ لأن هذا التجمع الذي كان بسيطا اندفع إليه كل الناس المشحونة بالغضب، وصار الناس مثل القدر المكتوم بالبخار، فانفجر انفجارا لم يكن متوقعا، ولذلك هي ثورة شعبية، وكان الشباب بمثابة عود الكبريت، علينا أن نعترف بذلك، وكان من السهل فض هذه المظاهرات لو كانت قائمة علي الشباب فقط، إنما الذي ساندها هم جموع الناس بكل شرائحهم وأطيافهم.
ولنرجع الي نقطة البداية في هذا الحوار، وهي أهمية العقل والفكر والقيادة، كان يقود هذه الثورة عقول شابة متفتحة واعية،لا ننكر فضل أحد منهم، لكن الخطورة الكبري تكمن في الذين حاولوا سرقة الثورة.
سرقوها ؟.
نعم .. سرقوها!.
أمن أجل ذلك لم نفرح بالثورة كما ينبغي أن يكون الفرح، ثمة انكسار.. أليس كذلك؟
نعم .. البلد خسرانة ، ماذا كسبنا؟ الناس تتحدث عن سطحيات الأمور بالإشارة فقط الي أموال حسني مبارك، أموال إيه؟.
في عهد حسني مبارك حدث الآتي: انهار التعليم، تدني الاقتصاد، تراجعت الديمقراطية، تدهورت الثقافة، تم العبث بعقول الناس، تحولت العقول الواعية لاستقبال التفاهات، تدهورت الأحوال الصحية للشعب المصري، وانتشر مرض الكبد والفشل الكلوي.
علي المستوي السياسي.. يكفينا تراجعا مكانة مصر كزعيمة لإفريقيا وصاحبة الكلمة الأولي والمهابة، أين قضية مياه النيل، وهي قضية جوهرية وأساسية تستحق كل اهتمام ورعاية، والعلاقات العربية والمجتمع الدولي، لقد أهملنا أشياء كثيرة وهامة جدا، خلاص.. وطن فقد القيمة والفاعلية ، هذا الذي ينبغي أن نحاسب عليه حسني مبارك.أريد أن أقول أن كل الرؤساء »حرامية« هذا جارنا القذافي، وبن علي، و.. و.. ما فيش حد ما سرقشي« ليس معني ذلك أننا نقول حلال عليهم، ولكن قبل أن نحاسبهم »لازم نرجع الفلوس« و »لازم ترجع«!.
المشهد الثالث
مجموعة من الصحف علي اختلاف توجهاتها.. أوراق بيضاء عليها بعض دماء الكلمات والأفكار التي تتهيأ للنور والتنوير، وصفحات في الذاكرة تهيم في أجواء المحاورة، ونبوءات فكرية أثبتت الأيام والتحولات أنها لم تكن رجما بالغيب، ولن تكون، كانت الأولي دعوة »استيقظوا أو موتوا« أطلقتها في الثمانينيات ثم توالت النبوءات الواقعية المبنية علي الاستقراء الواعي ؟.
لم أكتب صحافة في بداية حياتي كنت متفرغا للكتابة الفنية الدرامية، لكن عندما اغتيل المفكر فرج فودة في عقد الثمانينيات، وجدت نفسي أمسك القلم بغضب، وكتبت أول مقالة بعنوان »استيقظوا أو موتوا« وهو عنوان مسرحية عالمية، لا أذكر مؤلفها، وهكذا وجدت نفسي حريصا علي التعبير إزاء ما يجري أمامي من مواقف سياسية، هناك من أشعل النار بداخلك ، فكانت الومضة الأولي، فالسياسة لا تنفصل عن الحياة، السياسة موجودة في الحب، في رغيف الخبز، في مشوارك من بيتك إلي عملك. و..و.. ودائما تري الظلم أو الفساد وكل الأشياء الكريهة تعلن عن نفسها برائحتها الكريهة، من أجل ذلك لا يمكن لك أن تسكت عنها، ونحن مثل كل الذين يعيشون في الريف ، والذين يعيشون في المناطق الشعبية، هؤلاء محترفو ذكاء، لأن من الصعب أن يتنازلوا عن كبريائهم وكرامتهم، وفي النهاية يحملون غيرة علي الوطن الذي هو كل »الناس اللي حواليك« لذلك نحن كمصريين ننتمي أولا الي الحارة ثم الشارع ثم المركز ثم المحافظة، ثم الدولة، انه الانتماء ، لذلك عبرت وأعبر في كل أعمالي الفنية بشكل أو بآخر، عن هذه القيم.
المشهد الرابع
أقوالك التي تحملها رؤاك الفكرية بشكل مباشر الآن، والأمس، عندما تشكلها في أعمال فنية درامية، تصبح أكثر تأثيرا ، فهي الأبقي أثرا والأطول عمرا، شأنها شأن كل فن عظيم، خاصة أنها تجادل الإحساس وتحاوره، وهذا هو الفنان الحقيقي، نستقطر بعضا منها، والقائمة طويلة وعليلة وكثيرة ومثيرة؟.
لا يوجد عمل فني يقوم بثورة ، إنما الاعمال الفنية تأخذ دور »شاحن التليفون« وتكون سندا حصينا للثورات بعد قيامها، وتعطيها الطمأنينة، وان الثورة صح »الفيلم قال كذ« و »الاغنية قالت كذا« ليست وظيفة الفن ان يقدم حلولا، انه يعبر عما يجري ويدور.
في فيلم » طائر الليل الحزين«كان أول فيلم سينمائي يكشف مدي القهر الذي تمارسه الأجهزة السياسية.
وفي فيلم »البرئ« اكتشفت ، كما ذكرت لك القصة، أنهم يبرمجون أفراد الأمن المركزي ضد كل من يفكر، بمقولة »أعداء الوطن« وضمنته الصرخة القوية (آآآآآه) وهي نفس صرخة فيلم »النوم في العسل« وكم كنت سعيدا حين رأيت الناس في المظاهرات الأخيرة في القاهرة والاسكندرية تطلق نفس الصرخة!.
وفي فيلم »الراقصة والسياسي« مأخوذ عن قصة إحسان عبد القدوس، وقد اشترتها منه الفنانة نبيلة عبيد، وطلب مني المنتج ابراهيم شوقي أن أحولها الي فيلم فاعتذرت لأنني »ما بأحبش أعمل قصص حد« فاستفزني بقوله » تبقي ماانتاش قدها« يعني »ماتعرفشي تعملها« فقلت علي سبيل التحدي »دأنا أعملها في 51 يوم« هذا الاستفزاز دفعني أن آخذ القصة، لكني وجدت أنها تدور في العصر الملكي، وأنا ضد اللجوء الي الماضي للتعبير عن الموقف الحالي، غير أن جملة واحدة شدتني في القصة:»كل واحد فينا بيرقص بطريقته« وارتكزت شخصية الفيلم علي هذه الجملة، وبالتالي حملت الفيلم كل ما حولي من فساد الفترة التي كنا نعيشها.
ثم قدمت مجموعة من الأفلام تمثل قراءة واعية لما يدور حولك، مثل فيلم»الغول« كان يدق ناقوس الخطر لفترة الانفتاح أواخر عقد السبعينيات، وفيلم »المنسي« الذي كشف علاقة عالم رجال الأعمال بعالم السياسة، وفيلم » اللعب مع الكبار« الذي حمل أول تلميح لفئة ضاغطة من البشر بيدها زمام الأمور من أول الأشياء البسيطة حتي قمة الأشياء المعقدة.
أما فيلم »طيور الظلام« الذي ظهر في الثمانينيات فيبدو وكأنه يصور ما يحدث في مصر الآن من صراع بين قوتين:الدين والفساد، بدليل أن ثوار 52 يناير قد أصبحوا مهمشين، لتهيمن الجماعات والتيارات الدينية علي الساحة حاليا.
وطرح فيلم »الارهاب والكباب« نوعيات كثيرة ومتنوعة من المظاهرات الفئوية السائدة الآن.
وفيلم »النوم في العسل« له مكانة خاصة، فأنت في مصر يمكن أن تنتقد أية شخصية وأي شخص، لكن من المستحيل أن تنتقد الشعب المصري ، فإن فعلت ذلك يخرج عليك ألف شخص ويتهمونك بتهم تصل الي حد الخيانة، في تلك الفترة كنت ساخطا علي سلبية الشعب المصري، لعلك تذكر الحالة المرضية التي أصابت الفتيات في المحلة الكبري بالإغماء الجماعي، حاول الكثيرون أن يفسروها بشتي التفسيرات اللاعقلانية، لكني فسرتها علميا بسبب العجز وليكن العجز الجنسي، فالفشل في الجنس ليس بسبب المعاشرة فقط، بل بالنفسية والدماغ والسياسة، ولذلك جرب المرضي في الفيلم كل الوسائل حتي السحر والدجل والشعوذة، لكنهم لجأوا في النهاية الي الثورة أمام مجلس الشعب كعلاج لأزمتهم، ومن الأشياء التي يعالجها الفيلم أن تعمل شيئا كبيرا لتطلب مقابله شيئا بسيطا، وهذا ما أخشي عليه الآن من الثورة ، فأنت عندما تجري في دائرة لابد أن تقطع مسافة، ولا بد أن تصل إلي محطة، فالشخص التائه يلف يلف ويجد نفسه راجعا الي نقطة البداية كما كان، أنا أخاف علينا من هذا المصير.
ما مظاهر الخوف، وما دلالته؟
كل الذي يحدث الآن ونراه كلنا، هل تعتقد أنني مبسوط من الاعلام؟! كل الاعلام الآن يقول أن الاستفتاء شئ غير مسبوق، أنا ضد الاستفتاء، أنا نزلت وشاهدت ، وما هو إلا صورة مكررة من أية استفتاءات أو انتخابات سابقة، ليس معني أنك لم تزور أثناء الفرز، انما كان هناك ألعن من التزوير خارج لجان الفرز، يعني أيه أنزل وسط البسطاء أمارس الإرهاب بالفتاوي التي تكفر من يقول لا، والذي يقول »لا« هو ضد الدين، وأوزع » كيسين رز وسكر وإزازة زيت وعشرين جنيها« لكل من يقول »نعم«؟ لماذا ..؟ ماذا يريد الإخوان، إن المسألة لم تكن نزيهة،
ثم هناك الأخطر، بل الكارثة الكبري ، من الذي يمارس هذا السلوك؟ انهم رجال دين، انتم تشوهون الدين ، طبعا سيؤولون هذا السلوك ويقولون أنها »صدقة« والحقيقة انها »رشوة« وأن هذه الفتاوي تضليل، بل هو »افتراء علي الإسلام« فعندما يفتري رجل دين علي الإسلام ، فماذا ترك »للناس التانية« وما معني أن تدخل سيدة منقبة إلي اللجنة ولا تكشف وجهها، ولا تخلع قفازها لتسجيل البصمة بالحبر السري، ما معني ذلك؟ كان لا بد من المنع.
انا لا يهمني من قال نعم و من قال لا، لدي كل واحد أسبابه المنطقية، وأحترم الجميع، لكن الكارثة ستكون في أية انتخابات قادمة.
ما بعد الاستفتاء؟
ضباب.. ضباب.. ضباب.
المشهد الخامس
علي شاشة الراهن تتوالي مانشيتات فيها من المتقابلات الكثير والمتناقضات الأكثر.. هناك جادون جدا، وهناك مهرجون جدا.. وهناك من يتعامل مع الساحة كقطع شطرنج، مغامرون ومقامرون، الدين والديناميت في سلة واحدة.. فتاوي إهدار الدماء، ومجاهدات لحفظ دماء الشهداء..راقصون في السلاسل وعلي السلالم..أدمغة وقلوب تنبض بالحق وصولا الي الحقيقة، وهناك التكفير والمكفراتية..هناك من لا يخشي في الله لومة لائم وهناك من يناور ويخادع.. هناك تنويريون وهناك ظلاميون.. ما هي قراءاتك وما هي مرئياتك؟.
أما بالنسبة للمجلس الأعلي للقوات المساحة فإن الجيوش لا تحكم الشعوب ولكنها تدافع عنها، ونحن نريد من الجيش ان يدافع عنا فالتحديات حولنا كبيرة، وأري أنه بعد تسعة اشهر اذا استمر الجيش في السلطة فسيجعل نفسه مثل التيار الديني، إن مؤشر الخوف يزداد ويتقدم للأمام، إذا طالت الفترة الانتقالية عن تسعة أشهر، فحكم الشعوب لا يجب أن يخضع للعواطف، وإنما يجب أن يخضع لمصالح الأوطان.
وأما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فهم يقولون إن الدين يصلح السياسة، وهذا غير صحيح، انهم يتخذون من الدين وسيلة لتضليل الناس »اللي يقول لا يبقي كافر، ويرهبون الناس بإلغاء المادة الثانية من الدستور، و»لو قلت لا موش حتلاقي تاكل« هل هذا إصلاح للسياسة أم تخريب؟
أعتقد أن الاخوان في موقف صعب جدا، »عصام العريان« ينهزم في كل مناظرة أمام الناس، ولا يصمد، وحين ظهر »خيرت الشاطر« علي الشاشة مع مني الشاذلي صنع حالة من الفزع في وجدان الناس، لأن خطابه لا يزال علي ما هو عليه، وعبد المنعم ابو الفتوح يرشحونه لرئاسة الجمهورية وهذا من شأنه أن يحدث تفتتا، وهناك ابو العلا ماضي وحزب الوسط، إن الجماعة لا تستطيع أن تغير أو تبدل في القواعد التي وضعها حسن البنا ، بل لا يمكن أن تخرج عليه، وإذا كان هناك خروج نسبي علي البنا مثل ترشيحات الرئاسة والعمل الحزبي، فالذي يقوم به هم القطبيون، تلامذة سيد قطب الذين يتولون سلطة الإخوان الآن.
وأما »التيار السلفي« فهو أخطر من الجماعة، ثمة مفارقات مدهشة فالذي أثار الفتنة هو محمد حسان و»هاتوا شرايطه« الآية الكريمة تقول »وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا« إذن فأنا ملزم بالشريعة الحق، فهل ما تفعله السلفية من الشريعة؟ وقد بح صوتنا من أنهم يشدون المجتمع الي الوراء
وأما فيما يتعلق ب »التيار اليساري« فهو موجود، لكن الذي جعل منه عدوا هم خصومه من الأحزاب، فاليسار يطالب بالعدالة والحرية. .أما »حزب الوفد« فقد أهدر مكانته الحزبية بارادته بينما كان يجب ان يكون علي قائمة الاحزاب ويتصدرها قبل الحزب الوطني وحتي الآن فإن دور الوفد خافت..وأما الاحزاب الأخري فلا وجود لها.. وعموما أنت لا تستطيع ان تحدد الملامح بدقة إلا عندما تفرز الانتخابات رئيسا ومجلسا.
المشهد السادس
المسرح الثقافي، وهو سياسي في باطنه، وهو الأخطر في تشكيل الوجدان والوعي الجمعي علي المدي البعيد، وهو ما نحتاج إليه عاجلا لا آجلا، يستدعي أن تحدق فيه قليلا من واقع الخبرة والتجربة والرؤية والاستشعار، لأن الخسائر الناجمة عن سلبياته أكثر جسامة من دونه؟
اللعبة التي تدور الآن التالي ، منذ شهرين كان كثير من المثقفين منحازين للنظام من أجل منافع تصل إليهم بطريقة أو بأخري، وبوضوح شديد جدا، كانوا مستفيدين، كل الفئات كانت مستفيدة.
الآن .. السؤال لحساب من يعملون؟ نحن الآن في مرحلة »رهانات« إنه سباق أحصنة، مراهنة كسباق الخيل، وهم لا يعرفون قواعد اللعبة، فيراهنون علي من سيكسب، هم يرون أن التيار الديني حصان متقدم فيراهنون عليه علي أساس التبديل و»دول اللي حيودونا في داهية«. علي فكرة أقول بدون أن يغضب مني أحد.. كثير من المثقفين يكونون سببا في ضياع الأمة، عندما يسخرون أقلامهم لخدمة الغير ، ولخدمة مصالح محددة، أو منافع بعينها، وهذا يحدث علي المستوي الداخلي والخارجي أيضا، فلنكن أكثر صراحة، عندنا أقلام صحفية تخدم دولا أجنبية وعربية، والأمثلة كثيرة.
المثقفون نوعان، النوع الأول يمكنك أن تشتريه وهو نوع مفضوح، عارف نفسه، وهو يشبه بطل الحكاية التي وردت في كتب التراث عندما ذهب أحد الناس الي الوالي وقال ان أوزته سرقت فأجلسه وقال له سآتيك بها بعد الصلاة، فقال للحاضرين موش عيب واحد يسرق وزة جاره ويدخل يصلي وهوناسي ريشها علي رأسه«. والنوع الثاني من المثقفين : لا يمكن شراؤه علي الإطلاق، لأنه يحظي بالاحترام والمكانة والمصداقية.
ثنائية المثقف والسلطة.. فيها شعرة معاوية، فكيف تري هذه العلاقة؟
إن انتماء المثقف لابد أن يكون للبلد أولا، يصبح المثقف قريبا من السلطة اذا انتفع بها وانتفعت به، ينتفع بها أي يأخذ مكاسب منها ، ويصير بوقا لها فاذا كانت تفعل خيرا فأنت مع هذا الخير، وإذا كانت تفعل شرا فأنت ضد هذا الشر.
والمقابل ؟
»فيهم اللي بياخد فلوس وفيهم اللي يحب يسافر فنسهل له السفر بكل الوسائل، وتصل الحكاية الي أن يطلب أي طلب فينفذ فورا، إنه مميز في كل شئ، له امتيازات وفي مقابلها يقدم ما يطلب منه ، وليس بالضرورة أن تمتدح أعمال السلطة، بل تكتفي منك السلطة بأن »تغمض عينيك، وكتر خيرك، موش عايزين منك حاجة«
لماذا؟
لأن غيرك سيقوم بالمهمة.
الذاكرة الثقافية تحتفظ بمساحات واسعة وثرية لقامات أدبية ، وهامات فكرية ، تبرهن علي خطورة المثقفين والمبدعين، إذا أخلصوا، بل يعدها النقاد والمؤرخون مهادا ثوريا للتحولات الكبري في حياة شعبنا ومجتمعنا..
أحداث في 52 يناير ليست مقطوعة عما سبقها من منعطفات، هناك رواسب وتراكمات ، هناك أسماء كبيرة لا تزال أعمالها تمارس فعاليتها في المجتمع، وعلي سبيل المثال كلنا تذكر الراحل العظيم يوسف ادريس في مواجهته لحسني مبارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لدينا أسماء كثيرة علي مدي أجيال لها مواقف صلبة، وكانت تتصدي للفساد، و لدينا كتاب شبان، يواصلون نفس الدور، وهات إنتاجهم الادبي، ستجد فيه اشارات وإيماءات ثورية.
من الثقافة إلي الإعلام.. ألمح في عينيك مسحة من الحزن الدفين والوجع الرابض في مقالاتك؟
لأن الاعلام أصبح مثل حلقة السمك في ريحته،لا بد من موقف ، لا ينبغي أن »تشتغل علي الرايجة« دي بلد ، كل جريدة لا بد لها من وجهة نظر ،أنا أرفض »الفرقعة.. أي حد طالع هاته مثل الزمر« انه ليس قاتل السادات فقط بل هو مسؤول مسؤولية كاملة مع غيره عن مقتل أكثر من أربعمائة مواطن مصري في عمليات إرهابية، منهم مائة وثمانون في مدينة أسيوط أثناء مجزرة عيد الأضحي الشهيرة، وهو ضابط الجيش الذي انسلخ عنه وانضم إلي الجماعات الإرهابية التي روعت البلاد علي مدي سنوات، والتي أفرزت العديد من العناصر الإرهابية، انه كما أعلن في الفضائيات يريد مجلسا يكفر الناس، إذن كيف اثق فيك كإعلام وتفكيرك »منغلق للدرجة دي« إنها فضائيات لا تفكر ، بل تفرض علينا الوهم بكل أشكاله.
المشهد السابع
الثقافة التي أصل كل شئ، صارت نسيا منسيا، حتي في منظور الأحزاب وكل القوي الوطنية، أو يفترض ذلك؟
الثقافة صانعة الشعبية لأي حزب من الأحزاب، وتهميش الرؤية الثقافية في برامج الأحزاب والقوي والكتل الأخري إنما هو من نتاج المرحلة السابقة، وبرنامج الاخوان »موش شغل ثقافي سميه شغل ديني« فالثقافة لا تقتصر علي فرع واحد، الثقافة بمعناها الشامل اتجاهات مختلفة، الفلسفة والمنطق والفنون والآداب والتكنولوجيا والعلوم بشتي أنواعها »انما تجيب لي كتب حسن البنا وتقول لي دي ثقافة ..ما ينفعشي«.
وفي هذا السياق أود أن أشير إلي أن وزارة الثقافة مثل التربية والتعليم، بل هي أفضل وأخطر، فالمتلقي في التربية والتعليم لديه امتحان فيه ثواب وعقاب، لكن الثقافة حرة، تستعمل دون حساب، فلا امتحان في رواية- مثلا - الرواية مقرر ، والثقافة ليست مقررا.
لماذا لم يعد لدينا مشروع ثقافي مصري؟
لا .. ليس لدينا مشروع مصري ثقافي، وفي اعتقادي أنه لو تم التخطيط له بشكل جيد سيقيل مصر من عثرتها الثقافية، وأتصور ركيزته الأولي ودعامته الأساسية هو الكتاب. ومشروع مكتبة الأسرة - مثلا- لم يكن من أجل الثقافة ونشر الكتاب بل كان فقط لتعظيم السيدة سوزان مبارك، كان مشروعا دعائيا أكثر منه ثقافيا، لا نقلل من المادة الفكرية والعلمية لكن ماذا تفيد اذا أخرجتها في طباعة رديئة، الكتاب يورث أجيالا، فأنت لا يجب أن تغلف جوهره في ورق جريدة يومية، هات لي كتابا بلا صورة لها علي الغلاف، عفوا إن الالفاظ تخرج مني ثقيلة لأنني لا أحب أن أتحدث عن أحد في لحظة ضعف، سوزان مبارك لم يكن لديها القبول الجماهيري، وقد أورثت ابنها جمال عدم القبول، وكل ما فعلته ذهب بسرعة.
بالمناسبة.. كيف تري زوجات الرؤساء الثلاثة السابقين وعلاقتهن بالسلطة تأثيرا وتأثرا؟
أحترم السيدة تحية عبد الناصر، من منطلق تجربة شخصية، فقد حدث أن كنت في المسرح القومي في الستينيات في الصالة وكانت تجلس في البونوار في عرضين مختلفين، وبحب الاستطلاع أردت أن أري زوجة الرئيس، فإذا بها تدخل وتخرج، بدون حراسة رأيتها هي اولادها »زيهم زي أي أ حد«.
السيدة »تحية« كانت شديدة التواضع، والسيدة »جيهان« اعترفت انها كانت تشير علي الرئيس السادات، وهذه طبيعة الزوجة، كانت تقف في المنتصف، فلم تكن مثل السيدة تحية في تواضعها، ولا شديدة البذخ مثل السيدة »سوزان« التي كانت لديها طموحات »شجرة الدر«.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.