يأتي عيد البوريم "المساخر" في شهر مارس العبري, ويحتفل فيه الإسرائيليون بخلاص يهود بابل وفارس من المذبحة التي أعدها لهم "هامان" وزير "أحشويروش" ملك الإمبراطورية الفارسية (485 – 465 ق.م)، فهو عيد للشكر, يحتفلون به في الأماكن الحصينة, كأورشليم ومدن أخري. وتقام عروض خاصة في عيد المساخر في الكثير من الأماكن في إسرائيل وأشهرها في "تل أبيب" بالإضافة إلي المهرجانات للصغار في رياض الأطفال, والمدارس, والكنيس, والمدن. ونظراً لبعض المظاهر التي نراها في العيد يطلق عليه عيد المجنون لما يتضمنه من مسيرات وطرود غذائية وخشاخيش، وأشخاص مع شعر أزرق، وأطفال يرتدون الزي الرسمي، وفتيات بماكياج مبالغ فيه وأقنعه وأجنحة ومجموعة متنوعة من الأزياء الملونة. وتنتشر فيه أزياء الأطفال التنكرية علي شكل حيوانات مثل القطط، والكتاكيت، والجراء، والخنافس، والأسود والنمور الصغيرة واللطيفة، وأزياء الملكات والأميرات بأنواعها للفتيات، وأزياء رجال الشرطة، الجنود والنينجا للأولاد، بالإضافة لأزياء الشعوب المختلفة: الهنود الحمر، الهنديات، الأفارقة، المغاربة، المكسيكيين وغيرهم، ويتنكر العلمانيون بأزياء المتدينين. ويتميز العيد بأجواء من المرح وإقامة حفلات في كل مكان وتفتح النوادي أبوابها وتفيض الشوارع بالمسيرات الضخمة والشاحنات والعربات المزينة التي يقف عليها الأطفال والكبار المتنكرون، يرقصون ويغنون، والعشرات من المتنكرين والذين يرافقون المسيرة سيراً علي الأقدام. وهو من الأعياد المحببة لدي اليهود، فكل شيء يكون ملوناً ومزيناً، والجميع لطفاء مع الناس يوزعون الحلوي ويرقصون ويغنون في الشوارع. واسم هذا العيد مأخوذ من "بور" وهي كلمة ربما فارسية, تترجم للعبرية بمعني القرعة أو النصيب التي ضربها "هامان" لتحديد اليوم الذي ستنفذ فيه المذبحة, لكن معجزة حدثت علي يد امرأة تدعي "إستير" أنقذت اليهود من الهلاك. ويوصي في هذا العيد بقراءة سفر "إستير" وقراءة البركات قبله وبعده وفقرة من التوراة تبدأ بكلمة "عماليق"، ويوصي أيضا بعمل وليمة فرح, وإرسال وجبات وهدايا للفقراء. وتحظر ثلاثة أشياء في هذا العيد: النواح، والصيام، والقيام بأي عمل. ومن العادات في هذا العيد إحداث صخب بآلات موسيقية أثناء قراءة سفر "إستير" وخاصة عند ذكر اسم "هامان"، وارتداء الأقنعة المثيرة رغبة في جلب البهجة والسخرية والضحك, وهي عادة شاعت مع بداية العصور الوسطي بين الشعوب وتأثر بها اليهود. وهي سبب تسمية البعض لهذا العيد بعيد "المساخر" وقيل إن من أسباب وضع الأقنعة علي الوجوه, في هذا العيد خجلا يعتري الشخص جراء ما اقترفه من ذنوب وآثام في العام الماضي ولذلك يخفي وجهه. ومن بين ما يحرص عليه اليهود في هذه المناسبة تناول فطائر مثلثة الشكل يطلق عليها "أُذُن هامان" محشوة بالأفيون ومسكرات أخري, ومن المعروف أن عيد "البوريم" هو العيد الوحيد الذي يباح فيه السكر. أكثر ما يرمز اليه هذا العيد هو انتصار الشعب اليهودي علي مخطط هامان الوزير اللاسامي في إمبراطورية فارس وتعطل المدارس يومي العيد بعد إحياء الحفلات التنكرية، مما يجعل هذا العيد الأكثر شعبية في إسرائيل. وفي اليوم الذي يصادف قبل عيد المساخر بيوم واحد يحل يوم صوم يعرف ب"صوم إستير", علي ذكري صوم إستير ومعها جميع أبناء الشعب اليهودي عندما طلبت من الملك أحشويروش إلغاء تنفيذ مؤامرة الإبادة لهامان. ويمتد الصوم من الفجر وحتي غروب الشمس، وتتلي صلوات خاصة وتقرأ نصوص من التوراة في نطاق الصلاة التي تقام في الكنيس. وبعد غروب الشمس تقام صلوات احتفالية, بالإضافة إلي تلاوة سفر إستير بصوت مرتفع، وارتداء الأزياء التنكرية, ويقوم المصلون بإثارة الضوضاء, بأعلي صوت, علي قدر المستطاع.