أحد شعارات الذئاب المنفردة فى أوروبا ليست القاعدة ولا حتي داعش وأخواتها من الجماعات الإرهابية المتطرفة. التي تطلق علي نفسها لقب «الجهادية»، ولكنها مجموعات متنافرة من البشر: ذكورا وإناثا، تنتشر في أوروبا كلها، وتدين بالولاء ظاهريا وعقائديا لمفهوم دولة الخلافة، ومحاربة الصليبيين في بلاد الغرب، وهي لاتعرف وطنا ولا دولة ولا علما ولا عملة مثل داعش في العراقوسوريا، ولكنها خلايا تعمل منفردة وهدفها بث الرعب في القارة العجوز والانتقام للقتلي من المسلمين هناك في الشرق الأوسط، أما اسمها فهو: الذئاب المنفردة. التي كانت وراء أغلب العمليات الإرهابية المسلحة التي عانت منها أوروبا مؤخرا، وأبرزها: حادثة مجلة شارلي إبدو وتفجيرات باريس، والقادم المجهول! والذئاب المنفردة، هم التحدي الأكبر الآن لكل الأجهزة الأمنية في أوروبا وأمريكا، وخطورتهم تكمن في أنهم يقومون بأعمالهم الإرهابية بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة أو حتي تنظيمية بأي جماعة كانت سواء داخل أو خارج أوروبا وأمريكا، ولعل أبرز مثال علي ذلك هو ماحدث للمواطن الكندي مايكل بيبو الذي تحول منذ فترة من المسيحية للإسلام. وفي يوم ما قام بقتل جندي داخل البرلمان الكندي بالعاصمة أوتاوا. ولم يفصح حتي الآن عن دوافعه، وإن كان الهدف المعلن والجاهز دائما لمثل تلك العمليات هو مشاركة الدولة التي وقع علي أرضها الهجوم أو العملية الإرهابية، في الحرب في سوريا أو العراق! وخلاف ذلك الحادث، شهدت أوروبا وكندا وأمريكا. العديد من الحوادث المماثلة، كان منها علي سبيل المثال لا الحصر: قيام مسلم أوروبي بدهس جنديين، أو كندي آخر بذات الهجوم علي جنديين في الشمال الأمريكي، وهي حوادث حيرت المحققين الذين كانوا يريدون أن يعرفوا دوافعها: هل كانت شخصية، أم بناء علي تكليفات محددة من جهات وتنظميات أوروبية أو غيرها. قد تنشط داخل القارة العجوز، أو تأتي تعليماتها عبر الأطلنطي أو المتوسط. من منطقة ما في الشرق الأوسط. وباستخدام كل التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. بل والبلاي ستيشن كما حدث في تفجيرات باريس الأخيرة. وعبر غرف الدردشة أو الشات المغلقة في تلك الألعاب. ومهام الذئاب المنفردة كما تقول صحيفة الجارديان البريطانية، قد تشمل عمليات لزرع القنابل البدائية أو اليدوية البسيطة، أو شن هجوم فردي بالسلاح علي أحد رجال الأمن، أو أحد الشخصيات اليمينية المتطرفة التي تعلن جهارا أنها معادية للإسلام ولكل ماهو إسلامي في أوروبا، وبالذات في ألمانيا حيث تنشط حركة «بيجيدا» المتطرفة ضد أسلمة أوروبا، أو في النرويج في أقصي الشمال، والمشكلة في كل ذلك هي صعوبة مراقبة أعضاء هذه الخلايا النائمة التي تنشط في أوقات محددة ودون أن يعرف أفرادها بعضهم البعض في العادة، وهنا تكمن أيضا صعوبة مراقبتهم من أجهزة الأمن خاصة هؤلاء المتواجدين بالفعل داخل أوروبا الذين ولدوا فيها واكتسبوا جنسياتها بالوراثة، أو هؤلاء الذين بدأوا بالفعل في العودة من مناطق القتال المشتعلة في الشرق الأوسط. ونفس أسلوب الذئاب المنفردة، تم تطبيقه في حادثة المتحف في تونس. التي أدت لقتل نحو عشرين شخصا كان من بينهم سياح أجانب. وبعدها سمع الناس عبر الإنترنت أنها كانت بفعل الذئاب عبر بياناتهم والصفحات المؤيدة لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية فإن الذئاب المنفردة هم الكابوس الجديد. والتحدي الأكبر لكل أجهزة الغرب كما تقول صحيفة الديلي تليجراف البريطانية، وهناك نوعان من هذه الذئاب حسب الواشنطن بوست.. أحدهما هو: المجنون والآخر هو الشرير!! وبعضهم يتفاخر بما يقوم به بل وينشر صوره عقب كل عملية علي حساب مزيف علي الإنترنت، أو في داخل الصفحات المؤيدة لمثل هذه الجماعات. أو عبر فيديوهات داعش وأخواتها. أو عبر تويتر كتغريدات يتم تحديثها أولا بأول. وهو ماحدث عقب تفجيرات متحف باردو في العاصمة تونس.. التي أطلقت عليها الذئاب المنفردة عبارة «غزوة تونس»، وحققت هاشتاجاً خاصا بها. وحسب الCNN الأمريكية فإن دراسة أعدها معهد بروكنجز الأمريكي للدراسات، أكدت أن عدد الحسابات عبر شبكة الإنترنت المؤيدة لداعش وأخواتها ومنهم: الذئاب المنفردة، بلغت 404 حسابات في داخل أمريكا وحدها. يضاف إليها 521 حسابا آخر لمتعاطفين!! ونحو 36 ألف حساب علي تويتر تتبع نفس السياسة في تأييد مثل تلك العمليات وتباركها. وتنشر تغريداتها المناصرة لها ليل نهار. والغريب هنا أن الذئاب المنفردة في أوروبا تستغل كل حدث كبير داخل القارة العجوز للترويج لصفحاتها. وكان من بين تلك الأحداث. مباراة الكلاسيكو الأسباني الشهير بين برشلونة وريال مدريد، التي خصصت لها الذئاب هاشتاجاً خاصا. وكان الأعلي تداولا في كل أوروبا وحول العالم. وهو استغلال تلجأ له هذه الذئاب، لحث جمهور جديد. لتصفح صفحاتهم ونشر أفكارهم، عبر الشباب بوجه خاص، وفي الفترة العمرية مابين 18 - 36 عاما.