في سبتمبر الماضي. أصدر تنظيم "داعش". بيانا دعا فيه إلي استنفار أي مقاتل أو نصير أو موحّد. استعداداً لمواجهة التحالف الدولي الذي وصفه ب"الحملة الصليبية".. تلك الدعوة التي وصفت وقتها بأنها استنهاض لما يعرف ب"الذئاب المنفردة". يري مراقبون أن عملية احتجاز الرهائن في مقهي بمدينة سيدني في أستراليا. تأتي استجابة لهذه الدعوة. وقام أشخاص عدة باحتجاز رهائن في مقهي "ليندت" في شارع "مارتن بلاس" بمدينة سيدني. وأغلقوا أبوابه. وجعلوا العاملين فيه يرفعون علما أسود» يشبه علم تنظيم "داعش".. ويعرف مصطلح "الذئاب المنفردة" بأنه تكتيك تلجأ له التنظيمات الإرهابية عندما يتم تضييق الخناق عليها. ويعني قيام شخص أو مجموعة. لا يخضعون لها تنظيميا. ولكن يؤمنون بأفكارها. بالتخطيط والتنفيذ لبعض العمليات الإرهابية استنادا إلي إمكاناتهم الذاتية. ولا يعرف عن أستراليا وجود تنظيمات متطرفة علي أراضيها. غير أنه يقدر عدد من يؤمنون بالأفكار اليمنية المتطرفة في القارة ما بين 15 و20 شخصا. لا يتبعون أي تنظيم. وهذا يعطي إشارة إلي أن الحادث الذي شهدته أستراليا . ربما جاء علي طريقة الذئاب المنفردة. خاصة أنهم يحملون علما يشبه علم تنظيم "داعش". ويري الباحثون في مجال مكافحة الإرهاب. إن شبكات العمل المنظمة علي الأرض. تكون أكثر سهولة في متابعتها أمنيا. من تلك التي تعتمد علي "الذئاب المنفردة".. ويحدد الباحثون مكمن الصعوبة في أن الشبكات المنظمة يمكن أن يتوافر عنها بعض المعلومات. بينما ¢الذئاب المنفردة¢ تكون هناك صعوبة في متابعتها لنقص أو غياب المعلومة. وفي مقاربة بين واقعة الاحتجاز في سيدني. وواقعة قيام المواطن الكندي الذي تحول إلي الاسلام مايكل زحاف بيبو. بقتل جندي واطلاق النار داخل البرلمان بالعاصمة الكندية اوتاوا في أكتوبر الماضي. يبدو غياب المعلومة عنصرا مشتركا. فرغم وقوع الحادث الذي انتهي بوفاة مطلق النار في 22 أكتوبر الماضي. لم تحدد التحقيقات التي تجريها السلطات الكندية إلي الآن ما إذا كان مطلق النار قد تصرف علي نحو منفرد أم تلقي الدعم بشكل أو بآخر في التخطيط لهجومه. وهو علي الأغلب ما سيحدث في واقعة احتجاز الرهائن في سيدني. وعادة ما تنتهي وقائع تحرير الرهائن بمقتل الخاطفين. كما حدث في واقعه تحرير الرهائن الأجانب في مجمع عين أميناس للغاز في جنوب شرق الجزائر أوائل عام 2013 .