قال مفتي أستراليا، إن الإسلام برئ من احتجاز رهائن مدنيين في مقهي بوسط سيدني، تحت راية إسلامية، ووصف مرتكبي الحادث بأنهم "مجانين". وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، لوكالة "الأناضول" للأنباء، قال ابراهيم أبو محمد، المفتي العام للقارة الأسترالية، إن "ارتكاب جرائم بحق مدنيين، هو عمل مجرم، وغير أخلاقي، وندينه بالمرة، ونعتبره عملا لا يليق بمسلم لا حضارة ولا تاريخا ولا خلقا، ومن ثم نعتبره عملا إجراميا ضد أبرياء لا ذنب لهم". وكان عدة أشخاص لم يعرف عددهم بعد، قاموا اليوم الإثنين، باحتجاز الموجودين في مقهى "ليندت" في شارع "مارتن بلاس" بمدينة سيدني. وأضاف: "المجتمع الإسلامي كله حزين، بسبب وضع الرهائن في مقهى شوكولاتة ليندت في ساحة مارتن، بسيدني". وردا علي سؤال لمراسل "الأناضول" حول رفع راية سوداء تحمل الشهادتين، قال أبو محمد: "لا نعرف دوافع هذا العمل الإجرامي حتى الآن، ولماذا تستر مرتكبوه خلف راية الإسلام بعد أن اختطفوها"، مضيفا: "رفعهم علم التوحيد، هو اختطاف جديد لعلم المسلمين أجمع، فراية التوحيد هي ملك لكل المسلمين، وليست لهم وحدهم". وتابع: "لا يجوز لأحد أن يستعمل هذه الراية لإثارة قلاقل واضطرابات وجرائم تحت اسم هذا العلم، لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده". يذكر أن المحتجِزين، أجبروا بعض رواد المقهى على رفع علم أسود عليه كتابات عربية بيضاء من خلف زجاج المقهى. وتقول وسائل إعلام أسترالية إن أعضاء من "جبهة النصرة" يقفون وراء عملية احتجاز الرهائن، إلا أن أيا من المسؤولين الأستراليين لم يدل بتصريحات بخصوص انتماءات الخاطفين. وأشار: "الرهائن أبرياء يدفعون ثمنا لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وليس لهم في هذا الأمر شيئ إلا أنهم ذهبوا إلى المقهى"، متسائلا: "ما ذنب هؤلاء؟، ولماذا نفزعهم؟". وحول رصده كمفتي عام لقارة استراليا، لوجود تنظيم ل"القاعدة" أو "داعش" او "جبهة النصرة" في القارة البعيدة عن بؤر هذه التنظيمات، قال أبو محمد: "في كل أيديولوجية، هناك يمين ووسط ويسار، وهؤلاء هم القلة اليمينية التي تنتسب للإسلام، وهو برئ من أفعالهم". وأضاف: "تعداد المسلمين في أستراليا قرابة المليون مسلم "من بين نحو 32 مليونا إجمالي السكان وفق إحصاء 2013" وهؤلاء المجانين، لا يتعدون 15 أو 20 شخصا فقط"، مشيرا إلى أنهم يحمدون الله إنهم "قلة". وبيّن مفتي أستراليا، إلى أن "هؤلاء القلة مجرمون في القانون". إلا أنه استدرك وقال إن "المسلمين عامة في استراليا، يمثلون جزءا من المجتمع والتركيبة الاجتماعية، ولهم إسهامات كبيرة، وهم محل اهتمام وتقدير ورعاية وعناية من كل الشعب الاسترالي". وقلل أبو محمد من تأثير مثل هذه العملية على العلاقة مع السلطات الأسترالية، وقال: "قادرون على تجاوز هذه الأزمة مع السلطات، لأنهم يعون جيدا أن هؤلاء لا يمثلون صحيح الإسلام، وسنستطيع تفويت فرص الفتن والتعصب على هؤلاء المجانين (يقصد المتطرفين الذين قاموا باحتجاز المدنيين)". وأضاف: "المشكلة في الإعلام الذي له أجنداته الخاصة، الذي يستخدم مثل هذه الأحداث استخداما مسيئا للمسلمين، ويثير الغضب ضدهم، ويحدث نوعا من الاحتقان". ولا يعرف على وجه التحديد عدد الرهائن المحتجزين في المقهى، حيث ذكرت التكهنات الأولية أن عدد الرهائن 13، فيما صرح مدير الشركة المالكة للمقهى بأستراليا، ستيف لون، أن 10 عاملين و30 عميلا كانوا موجودين بالمقهى وقت الحادث، ولم يدل المسؤولون بالشرطة الأسترالية بأي معلومات حول عدد الرهائن. وفي منتصف أكتوبر/ تشرين أول، الماضي حث تنظيم "داعش" أتباعه على تنفيذ هجمات "منفردة" ضد الأستراليين ومواطني من وصفها ب"الدول الصليبية" الأخرى التي تدعم العملية العسكرية في العراق. وفي بيان نشر بأحد أعداد مجلته التي يصدرها باللغة الانجليزية "دابق"، دعا التنظيم المتشدد أنصاره لمهاجمة من أسماهم "الكفار"، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأسترالية. وأضاف في بيانه: "عند هذه المرحلة من الهجمات الصليبية ضد الدولة الإسلامية، من المهم للغاية أن تحدث الهجمات في كل البلاد التي دخلت في تحالف ضد الدولة الإسلامية، وخاصة الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وأستراليا، وألمانيا.. يجب أن يستهدف مواطنو الدول الصليبية حيثما وجدوا".