بعيداً عن باقة الاختراعات المهمة التي توصل إليها طارق عروق، فإنه من الأهمية بمكان أن نلقي الضوء حول رؤيته الخاصة لحل مشكلة الطاقة الكهربائية في مصر، حيث يقول عروق ل"آخرساعة": حل هذه المشكلة يتطلب أولاً ترشيد الاستهلاك بتخفيض مستوي الإضاءة، والاكتفاء بإضاءة الأماكن المستخدمة فقط، كما يجب استخدام الأجهزة الكهربائية قليلة الاستهلاك للطاقة، موضحاً: "علي سبيل المثال أجهزة التلفزيون القديمة تستهلك نصف كيلووات في الساعة، بينما الشاشات الحديثة أكبر بكثير في الحجم ولا تستهلك سوي 130 وات/س فقط، أي أنها توفر 70% من الاستهلاك، كما أن لمبات الإنارة العادية تستهلك ثلاثة أضعاف الطاقة المستخدمة لنفس الإضاءة في اللمبات الليد "الموفرة". يتابع: لو فرضنا أن إنتاج مصر من الكهرباء 30 جيجاوات/ساعة، فإن الإنارة فقط تستهلك 25% من الطاقة، أي حوالي 8 جيجاوات/س، فلو تم استبدال جميع اللمبات بلمبات "لِيد" سنوفر 5 جيجاوات/س، أي ما يعادل إنتاج خمس محطات نووية تكلفة إنشائها خمسة مليارات دولار علي الأقل، بخلاف تكلفة إنتاج الكهرباء، أي 2.5 مليون جنيه لكل ساعة إضاءة، مشيراً إلي أن تكلفة استبدال اللمبات العادية بلمبات "ليد" تساوي مليار دولار تقريباً، وبحسبة بسيطة يقول "أنا لو معايا مليار دولار مش هاشتري بيهم لمبات ليد.. هاشتري خمس مصانع لمبات ليد بإنتاجها في الصين وسأنتج احتياجي من اللمبات في الصين ثم أنقل المصانع إلي مصر بعد ذلك". يعود طارق بذاكرته إلي سنوات الدراسة ويستدعي لنا قصة تلخص أول أفكاره عن ترشيد استهلاك الطاقة: في العام 1982 كنت طالباً في الصف الثاني الثانوي، وشاركت في معرض "نوادي علوم الأهرام" بابتكار لدراجة تسير علي الماء وكان هناك شاب مبتكر سخان شمسي وعامل فيها أينشتاين، الأمر الذي استفزني كونه طالباً في كلية الهندسة، وكنت أعلم أن اليابان سنة 1965 أي سنة ميلادي كان فيها نص مليون سخان شمسي، فقلت له "أنا هاعمل ثلاجة بالطاقة الشمسية"، فاندهش وقال لي هذا مستحيل، فقلت له اعتبرها اتعملت، وبالفعل نفذتها، رغم أنني لم أكن قد درست التبريد بعد، واكتشفت أن نظرية التبريد المعمول بها حتي الآن كارثة بكل المقاييس لأنها تسبب الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية. وتابع: فكرة التبريد تعني طرد حرارة المكان المُراد تبريده، أي طرد طاقة، فكيف تطرد طاقة باستخدام طاقة أخري! هذا هو إهدار الطاقة بعينه، وفي محاضرة التبريد والتكييف حين كنت أدرس في كلية الهندسة تناقشت مع أستاذي في الجامعة واعترضت علي فكرة التبريد لأنها كارثة، واحتد النقاش بيننا، وفكرت في أنني لو حوّلت حرارة المكان إلي كهرباء وقتها سوف أحصل علي الكهرباء والتبريد أيضاً، وبهذا أكون قد نجحت في حل أكبر مشكلة تواجه كوكب الأرض. الفكرة موجودة في رأسي منذ 30 عاماً، وقريباً سترونها إن شاء الله، حين أطبقها في ابتكار جهاز تكييف يعمل بحرارة الجو وينتج كهرباء تولد الهواء البارد مجاناً.