أربع ساعات قضتها حرم السفير السعودي بالقاهرة الشيخة أميه يوسف كعكي في المستشفي، لا لمرض أصابها، أو وعكة صحية تعرضت لها(لا قدر الله)، وإنما لعدوي الخير، وفيروس العطاء والواجب، أخذته من زوجها أحمد بن عبدالعزيز قطان سفير خادم الحرمين الشريفين ومندوب المملكة الدائم لدي جامعة الدول العربية وعميد السلك الدبلوماسي العربي في مصر، عندما شاركت مجموعة من الطلبة والطالبات السعوديين في القاهرة، ومجموعة "سفراء وسفيرات الوطن" بالملحقية الثقافية السعودية، في زيارة خاصة لمستشفي سرطان الأطفال 57357. داخل المستشفي شاركت حرم السفير الأطفال المرضي الأجواء الترفيهية، لتضع البسمة علي شفاه فلذات أكبادنا المصابين بالسرطان، وتخفف آلامهم، وتشاركهم عروضا فنية وترفيهية، وورش رسم وتلوين للأطفال تدخل السرور عليهم، كل ذلك تحت اسم "مبادرة بصمة الخير" بروح عالية تعكس صفو محبة أهل المسئولين السعوديين لمصر وشعبها وأبنائها. وتفقدت حرم السفير المشروعات والتوسعات الجديدة بالمستشفي، وتمنت من أعماق قلبها أن يتم إنجاز واكتمال باقي إنشاءاتها بنفس المستوي من الجودة والتميز، وأكدت أنها لا تستطيع التعبير عن تقديرها لهذا الصرح بالكلمات، لأن الجهد والإنجاز الذي يتم تقديمه في هذا المكان لم تشهده في أي مكان آخر من حيث التقنية الحديثة والكفاءة الطبية والإدارية، كما أسعدني خبر افتتاح بوابة جديدة لهذا الصرح باسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) تقديرا لأياديه البيضاء في خدمة الأطفال، وإهداء الطلبة والطالبات السعوديين درع الملحقية الثقافية لحرم السفير أحمد قطان التي كانت نموذجا مشرفا للمرأة السعودية بعطائها الإنساني، وحبها لوطنها الثاني مصر ، كما تم اهدائه للدكتور شريف ابو النجا مدير المستشفي. ولان الحياة في هذا الصرح الطبي الكبير ( مستشفي الاطفال للسرطان) هي مزيج من الفرح والترح .. الفرح بتحقيق الشفاء .. والترح لطول فترة العلاج في انتظار الرجاء عندما يبوح الجرح بما أفقده الألم توازنه ، فان زيارة حرم السفير السعودي الشيخة أميه يوسف كعكي مع هذا الوفد الطلابي قد أشاعت جواً من البهجة في نفوس فلذات أكبادنا المرضي، وبث فيهم روح الامل وعدم اليأس من رحمة الله ( عز وجل ) في استشراف حياة أكثر سعادة ، وتحقيق أحلام الكثير من أسر هؤلاء الاطفال بالشفاء العاجل بإذن الله .