من بين الأسئلة التي تعج بها الفضائيات توقفت أمام سؤال: أين برامج المرشحين؟، وأرد علي السؤال بسؤال: وهل البرامج والوعود هو ما ينتظره المصريون، المعزول وجماعته أغرقونا بالبرامج والأرقام، وبلغة أهل البلد عملولنا البحر طحينة، ولم نحصد من ورائهم شيئا، وعود بمواجهة المشاكل في مائة يوم، ومشروعات نهضة، وأموال ستتدفق من هنا وهناك، وكل ذلك لم يكن إلا وهما ودخانا في الهواء، المصريون لا ينتظرون برامج، المصريون في انتظار زعيم يستفز ملكاتهم ليخرج أفضل ماعندهم، زعيم يقود سفينتهم وهي تبحر متحدية العواصف والأمواج الهادرة التي تواجههم، فهم يؤمنون أن مواجهة هياج البحر يولد قدرات الابداع والإصرار في أعماق أي إنسان، فما بالك بالمصريين الذين يعرفون أنهم عند المواجهة يظهرون لأنفسهم وللعالم طاقات مارد جبار، عمره سبعة آلاف سنة تحضر وإبداع، نزول المصريين بالملايين في الشارع عندما طلب منهم السيسي التفويض لمواجهة الإرهاب، لم يكن رد فعل طبيعيا لحدث طبيعي، نزلوا لأنهم يعرفون أنهم في ظروف استثنائية يلبون نداء رجل لمسوا إخلاصه وهو يواجه عش الدبابير معرضا حياته للخطر، معلنا خارطة الطريق، منحازا لإرادة وضمير الأمة، رجل لم يفكر في نفسه، بقدر انحيازه للشعب والوطن، في مواجهة رئيس وجماعة لم يفكروا إلا في أنفسهم، ولسان حالهم نحن ومن بعدنا الطوفان، وطز في مصر، أخطأ جمال عبدالناصر فكانت النكسة، فقرر أن يتنحي، ماذا حدث، استشعر الشعب الخطر، فوقف وقفة رجل واحد مطالبا الزعيم بالبقاء، لماذا هل لأنه قائد مهزوم، لا بل لأن الشعب يعرف مدي إخلاص الزعيم، وأنه عمل قدر استطاعته، ومن هنا قرر الشعب أن يقف وراءه حتي وإن أخطأ، والرئيس القادم، أظهر إخلاصه قبل أن يترشح، والمصريون سيقفون وراءه، بقدر إخلاصه، المصريون مستعدون للعيش عيشة الكفاف، يضحون بأرواحهم، فداء لزعيم يحنو عليهم ويباهي بهم الأمم، حتي وإن أخطأ.