أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    ترامب: جميع دول العالم ترغب في الانضمام إلى مجلس السلام حول غزة    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    نمو الطلب على السلع المصنعة في أمريكا خلال أغسطس    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    أقرب إلى الخلع، وزير الآثار الأسبق يكشف مفاجآت عن وثيقة الجواز والطلاق في عصر الفراعنة    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    قوات الاحتلال تطرد عائلة الشهيد صبارنة من منزلها وتغلقه    وزير الدفاع الروسي: قوات الصواريخ والمدفعية تلعب الدور الحاسم في تدمير العدو    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    إنهاء تعاقد مُعلم في نجع حمادي بتهمة التعدي على تلميذ    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    أحمد موسى: الرئيس دائمًا يؤكد قيمة الوحدة الوطنية.. ودعم البوتاجاز مثال على اهتمام الدولة    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    وزارة الاتصالات تنفذ برامج تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني على مستوى 14 محافظة    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    الفنانون يدعمون تامر حسنى فى أزمته الصحية.. هنا الزاهد ودياب: تقوم بالسلامة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    وزير المالية: مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال وتوسيع نظام الضريبة المبسطة وحوافز لأول 100 ألف مسجل    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    «مصر العليا للكهرباء»: 4.3 مليار جنيه مشروعات للغير وفائض تشغيل كبير    مديرة وحدة علاج الاضطرابات النفسية تحذر من الآثار السلبية للتنمر على نفسية الطفل    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    "تعليم القاهرة" تشدد على أهمية تطبيق لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الآخبار
دبي.. ملتقي الأحباب
نشر في الأخبار يوم 08 - 07 - 2012

علي غير المألوف في العلاقات الأخوية، أو في السياسة الدولية، خرج علينا الفريق ضاحي خلفان خليفة قائد شرطة دبي بتصريحات أقل ما توصف به بأنها مخزية، وغارقة في ضلال مبين، فقد شن قائد الشرطة علي الشعب المصري هجوما ضاريا، علي الرئيس المنتخب د. محمد مرسي رئيس الجمهورية، أول رئيس مدني بعد حكم شمولي عسكري دام أكثر من 06 عاما، قال الرجل ان دبي تحرم استقبال د. مرسي ولن تفرش له السجاد الأحمر، ووصف فوز أول رئيس مدني بأنه شؤم علي مصر وكارثة علي الأمة العربية، وتمادي قائد الشرطة في تصريحاته المجنونة ان ثورة 52 يناير، تمت بمساندة إيرانية، وان فوز الإخوان بداية لمرحلة جديدة لتمزيق الوطن العربي.
وان الشعب المصري سيأتي مع رئيسه حبوا إلي دولة الإمارات.. طالبا العفو، وبراءته من قيام ثورة 52 يناير. وفي محاولة رديئة للوقيعة بين مصر والسعودية قال قائد الشرطة أن الرئيس المصري سيذهب إلي السعودية ويقبل يد العاهل السعودي الملك عبدالله. كما فعل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، عندما قبل يد الملك عبدالعزيز آل سعود.
والغريب ان هذه التصريحات المثيرة للاشمئزاز جاءت، كما قالت وكالات الأنباء العالمية والصحف العربية عقب وصول الفريق أحمد شفيق، المرشح الخاسر في سباق الرئاسة إلي دبي.. وقد سبقه إليها اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع، ورئيس جهاز المخابرات السابق، واضافت وكالات الأنباء: انه من المعروف ان دبي تستضيف وزير الصناعة والتجارة الهارب رشيد محمد رشيد.
ولم أدهش لمثل هذه التصريحات، فقائد الشرطة، يدافع عن مصالح امارته دبي، التي أصبحت ملتقي الأحباب، من رجال مبارك، وأموال الشعب التي تم تهريبها إلي دبي.. والتي تتجاوز مليارات الجنيهات.. والرجل صادق في دفاعه عن اللصوص والفاسدين من نظام حكم الرئيس المدان قضائيا بالمؤبد.
وإذا كانت الخارجية المصرية، قد استدعت سفير الإمارات في مصر للوقوف علي حقيقة هذه التصريحات والدوافع التي حركتها، ولم يخرج مسئول يحيط الشعب علما بنتيجة هذه المقابلة.. أو الاستدعاء.
ان السكوت علي هذه الاهانات يعطي لأي متطاول علي الشعب حق التجريح.. دون ان يسأله أحد أو يسائله أحد.. ودليل علي الخنوع..
أنا لا أتحدث باسم الرأي العام، أو باسم الشعب، ولكن اتكلم عن نفسي كمواطن مصري يرفض الاهانة من أي كائن كان.
وإذا كان قبول الاهانات من سمات العهد الفاسد البائد.. فقد مضي هذا الزمان.. حيث كان الشعب في صمته مرغم بقوة الحديد والنار.. أيها القابعون في الخارجية المصرية، في ناطحة السحاب المطلة علي نيل مصر الخالد.. من العار قبول صمتكم، ومن العار التكتم علي هذه الاهانات المقصودة، أو بلعها.. بحجة الحفاظ علي وحدة الصف العربي.
وكنت أتوقع من اللواء عمر سليمان، ومن الفريق أحمد شفيق ان يقولا لمثل هذا القائد، قائد شرطة دبي.. عيب عيب أيها الولد الغر.. فالشعب المصري ورئيسه الجديد، له كل الاحترام والتقدير.. أما الصمت، فهو يثير علامات استفهام كثيرة.. ودليل الرضا عن هذا الكلام اللئيم.. أليس كذلك.. يا من كنتم مرشحين لحكم مصر.. الخالدة أبدا، المحفوظة والمصانة بأمر الله سبحانه وتعالي من كل سوء.
مصر دولة مدنية
أعطيت صوتي، ولا أملك سواه للدكتور محمد مرسي، لا كراهية في الفريق أحمد شفيق، فهو رجل احترمه، وأذكر له موقفا أخلاقيا جليلا، عندما وقف أحد المذيعين، من مقدمي البرامج التليفزيونية، المشهود له، ولكثير مثله بالنفاق والتملق والتحول، في حفل افتتاح التجديدات التي تمت بمستشفي الطيران، وكان الفريق وقتها وزيرا للطيران في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك المدان قضائيا بالمؤبد.. وقف المذيع، وكان منوطا به إذاعة الحفل، وقف يتمايل اعجابا بنفسه، وبما سيقوله، ان الفريق شفيق استطاع أن يجعل من الفسيخ شربات.. بل شربات مكرر.. عندئذ وقف الرجل، وقال في حسم ان مصر للطيران حافلة بالكفاءات، وأن العمل جماعي، ولا يستطيع أحد ان يصنع شيئا ناجحا، إذا لم يكن الجميع يداً واحدة، للبناء والتجديد والتعمير، عندئذ أسقط في روع المذيع، واختل توازنه، فقد بان النفاق في أجلي صوره.
لقد اخترت د. محمد مرسي، ولم أختر جماعة الإخوان أو الدولة الدينية، الفزاعة الجديدة لإخافة الناس وارهابهم، بأن مصيرهم القتل والتعذيب.. وأنا لست عضوا بالجماعة، ولا بغيرها من الأحزاب، وانتمي إلي تيار واحد.. مهنة الصحافة، واعلاء قدرها والذود عن حرياتها وان تكون خادمة للشعب.. لا مثيرة للقيل والقال.. وافتعال الأزمات، وترويج الشائعات.
لقد حان الوقت ان تعود مصر دولة مدنية، مثل بقية دول العالم المتقدم، التي تأخذ بتداول السلطة. وارتضته أسلوب حياة، وبالديمقراطية الحقة، لا شكلا، ولا ديكورا، منهجا للتقدم. دولة مدنية بالمعني الحقيقي للكلمة، الكل ابناء وطن واحد، الكل متساوون في الحقوق والواجبات، وأمام القانون سواء.. الجميع مسئولون، ومحاسبون عن أعمالهم، وأفعالهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي إلا بالعمل النافع، فمصر لكل أهلها..
اخترت الدولة المدنية، ولست خائفا من أوهام الدولة الدينية أو أوهام دولة الخلافة.. وبجوارنا إسرائيل دولة قامت علي العنصرية، والدين اليهودي، والتطرف، وسرقة شعب بأكمله.. والاسلام ليس سبة، والمسيحية ليست عارا، ولو شاء الله سبحانه وتعالي لجعل الناس جميعا أمة واحدة، ولونا واحدا، ودينا واحدا.. ولكن لله سبحانه وتعالي حكمة في هذا التباين.
اخترت الدولة المدنية بعد ان عاش الشعب، 26 عاما تحت حكم شمولي، وحزب واحد، يتبدل من مرحلة إلي أخري.. من هيئة التحرير، إلي الاتحاد القومي، إلي الاتحاد الاشتراكي، إلي قيام المنابر وقيام أحزاب وهمية.. ولكن في ثوب واحد.. الرضا بما هو قائم.. لنظام حكم الفرد والحكم العسكري وان تَغيرت الاسماء والمسميات منذ قيام ثورة 32 يوليو 2591 إلي قيام ثورة 52 يناير 1102، لقد عاش الشعب تجربة الحكم الشمولي أكثر من ستة عقود متوالية، وكان للتجربة ايجابيات كبيرة.. ولكن سلبياتها كانت أعظم وأفدح.. تدهورت أحوال البلاد والعباد.. وكانت خسائر الشعب فادحة، قاتمة، اشد سوادا من ليل شتاء حالك السواد. وما أكثر الهزائم المتلاحقة، التي كسرت ظهر الشعب، وأسلمته للفقر والجوع والجهل والمرض.. وأول هذه الهزائم عام 4591، وقد استبشر الناس خيرا بقيام ثورة 32 يوليو 2591.. وان مصر مقبلة علي حياة ديمقراطية صحيحة.. حياة مدنية، ولكن كان وهما.. فقد هزمت ثورة 23 يوليو 1952 الديمقراطية.. وظلت مصر تحكم وتدار أمورها بعيدا عن حرية التعبير وتداول السلطة، ودخل النظام الشمولي في هزائم متتالية، دخلت في تجارب مريرة، تجربة حرب اليمن، التي لم يكن للشعب فيها ناقة ولا جمل، وفقدت مصر خيرة شبابها، ودخلت تجربة وحدة فاشلة مع سوريا.. من أجل مجد شخصي وزعامة وهمية، وجاءت الهزيمة الكبري، هزيمة 7691 وراح ضحيتها ألوف من أبناء مصر من ضباط وجنود.. كانوا ضحية تخطيط سيئ واهمال يكاد يصل إلي حد التعمد، ووقعت سيناء أسيرة في يد عدو غادر، إسرائيل، ووصلت إلي ضفاف قناة السويس.. ورغم فداحة الهزيمة، لم يحاكم أحد، بدءا من الزعيم الملهم إلي بقية من شاركوا في صنع هذه الهزيمة التي كسرت عظام الشعب المصري، المحكوم بقوة الحديد والنار، وأغرقوا الشعب في شعارات كاذبة، لعل من أسخفها: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. لقد خسرنا موقعة، ولم نخسر حربا.. إلخ.. ولولا لطف الله، بهذا الشعب، أن قيض لهذا الوطن المثخن بالجروح، أبنا من أشرف ابنائها، هو الرئيس محمد أنور السادات، وأزاح مع ضباطه وجنوده عار الهزيمة، هزيمة 7691، وحقق للوطن والمواطن نصرا عظيما في 6 أكتوبر 3791، ولولا هذا النصر العظيم لبقيت سيناء أسيرة في يد إسرائيل.
ومن عادة النظم الشمولية، ان تظل الدولة خاضعة لإرادة الحاكم الأوحد.. يحكمها بالحديد والنار، وتقوم بهذه المهمة أجهزة أمنية متعددة، بعضها ظاهر وأكثرها لا يعرف عنه شيئا، وكانت مباحث أمن الدولة، صاحبة الكلمة الأولي في حكم البلاد المنفذة، لرغبات الحاكم الشمولي.. وبدا للعالم ان مصر لن تقوم لها قائمة.. ولاذ الجميع بالصمت، والخوف درءا للشبهات.. ولكن إرادة الله فوق كل إرادة.. فجأة وعلي غير موعد.. استيقظ الشعب من سباته العميق.. وخرج الشباب في 52 يناير يعلن عن سخطه، ورفضه للحياة الذليلة، يهتف للحرية والكرامة الإنسانية وبالحياة الحرة الكريمة وبالعدالة الاجتماعية، وبتداول السلطة.. وخرجت الجماهير الهادرة بالملايين تؤكد ان الأمة مصدر السلطات، لا تعلوها أي سلطة تشريعية، أو تنفيذية أو قضائية.. وكما قال سعد زغلول زعيم ثورة 9191، الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة..
من أجل دولة مدنية.. ورفضا لأي هيمنة أخري، دينية أو عسكرية.. قامت الجمهورية الثانية.. من أجل حياة ملؤها الخير والأمل والتفاؤل بأن اليوم أفضل من الأمس اللئيم.. وان الغد، نتطلع فيه إلي حياة حرة كريمة.
أي إبداع تريدون؟!
شاع علي ألسنة البعض من مدعي الثقافة والفن الهابط، الذين يملأون ويتواجدون بكثافة عاتية في الفضائيات، يصيحون ليل نهار بأنهم علي استعداد حتي الموت دفاعا عن حرية الإبداع..
ولا أعرف ماذا يراد بالابداع..؟!.. هل المقصود بحرية الابداع: »هز ياوز«... أو الغناء بالأرداف.. أو الأغاني الهابطة من عينة: احبك يا حمار.. أو ارخي الستارة، أو فيك عشرة كوتشينة.. أو انتاج أفلام ومسرحيات مثيرة للغرائز.. باسم الواقعية في الفن.
وقد عجبت من ممثلة، أكل الدهر عليها وشرب، تقف صارخة عبر الفضائيات المهبولة بأنها لن تعتزل التمثيل، وأنها ستقوم بأدوار العري، وأخري راقصة خرجت من كهوف التاريخ تقول: لن اعتزل الرقص.. رقص إيه يا ست.. رقص الأفاعي.. ويخرج علينا مخرج يتصدر الصفوف في الفضائيات، وفي المسيرات والوقفات الاحتجاجية.. مدعيا الثورية ويقول في بجاحة ان افلام الجنس هي تصوير للواقع المصري، وتصوير لما يقع في قاع المجتمع والواقعية الفنية تحتم كشفها.. وليس عيبا تصوير الواقع، وكشف العيوب، بغية الاصلاح، ولكن لم يسأل هذا البعض نفسه، ماذا بعد التعرية إلا الضلال، والوقوع في الرذيلة.. ودعوة صريحة لشرائح كثيرة من المجتمع للانغماس في الحياة البوهمية.
يا حماة حرية الابداع الفاسد، لا تجعلوا هدفكم نشر الجنس والرذيلة والانحلال الأخلاقي، وشيوع البلطجة والمخدرات والرقص المبتذل.. حتي يغرق الشعب في هذه الموبقات فيسهل علي الحاكم المتسلط تغييب العقول، ويفعل به الحاكم ما يحلو له، من نهب، وقتل وتعذيب.. مطلوب فقط من اتحاد الأدباء والكتاب، ومن النقابات الفنية أن يقولوا للناس، ما هو المقصود بحرية الإبداع.. هل هو التنوير والرقي الأخلاقي.. في جميع الأعمال الفنية.. أم المقصود اطلاق الحبل علي الغارب.. بلا ضوابط، ليغرق الناس في بئر الرذيلة والفساد وبعدها لن تقوم للشعب قائمة.
كلام معقول
قال الكاتب الكبير الأستاذ مصطفي أمين رحمه الله، الصحفي الذي رضي بتكميم الأفواه، وبالذل والمهانة، وتنازل عن حريته المهنية، يوم تأميم الصحافة المصرية في 42 مايو 0691 لا يحق له الاحتجاج علي معاملته كموظف باعتباره تابعا للسلطة التنفيذية الممثلة في رئيس الجمهورية والحكومة، ليس من حقه ان يشكو من نتائج التأميم!..
ان أول طريق الحرية والديمقراطية، صحافة تسلط الأضواء علي متاعب الناس وتتبني قضاياهم وتقترح الحلول لمشكلاتهم اليومية..
عتاب المودة
الزميل الأستاذ جلال السيد المحرر البرلماني »للأخبار« ومدير تحريرها لسنوات طويلة، ورفيق العمر في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة.. ابدي استياءه من تصرفات غير لائقة من بعض أعضاء البرلمان الذي تم حله منذ أسابيع قليلة، كشف الزميل العزيز عن حقائق كانت قابعة في بئر الدولة العميقة، طوال فترة حكم الرئيس المخلوع المعاقب بالمؤبد.. خرج علينا يوم الاثنين 52 يونيو الماضي بمعلومة خطيرة، بأن اعضاء البرلمان الذي صدر قرار بحله في منتصف الليل، قد خسروا أو ضاع منهم كل المكاسب التي لم يحلم بها الاعضاء قبل انتخابهم.. ضاع المرتب الضخم 81 ألف جنيه شهريا بخلاف بدلات السفر والقروض، ومنهم من كانت مصيبته أكبر وافدح، فإلي جانب المرتب الخيالي والسيارات المصفحة التي تقدر بملايين الجنيهات والموكب المهيب.. ويقدر ما صرف علي هذه المرتبات والبدلات والسيارات ما يقرب من 54 مليون جنيه في شهور قليلة إلي جانب عشرة ملايين في صورة قروض ميسرة..
وكان سؤالي، لماذا أخفي الزميل العزيز هذه الحقائق، ولم يعلنها في عهد د. أحمد فتحي سرور رئيس المجلس المقدم للمحاكمة الآن.
هل كانت هذه الميزات المخيفة حلالا للدكتور فتحي سرور، وحراما علي من أتي بعده، كان و اجبا ان يطالب بالترشيد، وعتابي للزميل العزيز من باب الحرص علي شرف الكلمة وقدسية المهنة.. ان يذكر لنا كم من المليارات انفقت علي أعضاء البرلمان في النظام السابق وعلي حاشيته ورجال الحرس وعلي المواكب المهيبة طوال 03 عاما وكم من الملايين، انفقت علي سفريات الوفود البرلمانية، وعلي الزملاء الصحفيين المصاحبين لرئيس المجلس السابق والوفود البرلمانية لحضور مؤتمرات وهمية وتبادل الزيارات، حتي طافوا العالم من شرقه إلي غربه، ومن شماله إلي جنوبه، وما المكاسب التي تحققت للشعب المصري نتيجة هذه الزيارات علي مدي 03 عاما مضت.
انني انتظر من أخي جلال.. وانت بالذات، لانني أعلم اخلاصك في انتظار ما يسطره قلكم عن حقبة سوداء عاشها الشعب المصري.. برلمانا وشوري، وأنت تعلم ان قلمي جندته منذ ستينيات القرن الماضي، في باب »أخبار الجامعات« وعلي صفحات »الأخبار« وعلي مدي عقود.. لمحاربة الفساد، والرشوة والمحسوبية، وعلي رجال الحكم الغارقين في الفساد.. ولم أعبأ بما اصابني من اضرار.. إيمانا بأن ما اصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، لأن كل شيء من الله، وإليه ترد الأمور.. والله هو الحق والعدل.. ولك تحياتي..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.