نقيب الأطباء يوضح سبب قرار عدم الاعتراف بشهادة «الدراسات العليا للطفولة» وإلغاءه (تفاصيل)    سعر اليورو اليوم الجمعة 7-6-2024 أمام الجنيه فى البنوك المصرية    وزير المالية: التأمين الصحي الشامل يجذب القطاع الخاص ويشجع التنافسية    وزير النقل يعقد سلسلة لقاءات على هامش اجتماع تجمع دول البريكس في روسيا    الأمم المتحدة تعتزم إدراج إسرائيل في "قائمة العار"    صباح الكورة.. تفاصيل إصابة إمام عاشور وأرقام تاريخية لمنتخب مصر.. حسم جدل الأندية المشاركة إفريقيا وبديل صلاح في ليفربول    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    9 دول إسلامية خالفت السعودية في رؤية هلال ذي الحجة    صحة الوادي الجديد تشن حملات في مركز الفرافرة وتحرر محاضر للمخالفين    رئيس بعثة الحج: انتهاء تفويج الحجاج من القاهرة إلى المدينة المنورة    السيطرة على حريق «محل أدوات منزلية» بالشرقية (تفاصيل)    إطلالة جريئة ل حلا شيحة في «زفاف جميلة عوض».. وأحمد سعد: «عاملين بلاوي» (صور)    القاهرة الإخبارية: بلينكن يسعى خلال زيارته لإسرائيل للتوصل لاتفاق تهدئة بغزة    زيلينسكي: الحرب الروسية ضد أوكرانيا تمثل نقطة تحول في تاريخ أوروبا    مبادرة كلنا واحد توجه قافلة إنسانية وطبية للبحيرة    هشام آمنة: تنفيذ 5130 مشروعا ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    التعليم العالي: إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي لعام 2025    ذا جارديان: "حزب العمال البريطانى" قد يعلن قريبا الاعتراف بدولة فلسطينية    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    تعليم البحر الأحمر تنهي استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة    الموقع الرسمي ل نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة القليوبية 2024 الترم الثاني (تظهر خلال ساعات)    ماكرون يرحب بزيلينسكي في قصر الإليزيه    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    واشنطن تطالب إسرائيل بالشفافية عقب غارة على مدرسة الأونروا    خالد جلال ناعيًا محمد لبيب: ترك أثرًا طيبًا    سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام    تعرف على فضل صيام التسعة أيام الأوائل من ذي الحجة    صيام العشر الأول من ذي الحجة 2024.. حكمها وفضلها والأعمال المستحبة بها    قافلة طبية مجانية بقرى النهضة وعائشة في الوادي الجديد    رئيس «الرقابة والاعتماد»: معايير الجودة تؤسس لنظام صحي تقل فيه الأخطاء الطبية    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    مرسى جميل عزيز l ملك الحروف .. و موسيقار الكلمات    خبراء عسكريون: الجمهورية الجديدة حاربت الإرهاب فكريًا وعسكريًا ونجحت فى مشروعات التنمية الشاملة    الإسكان: تم وجارٍ تنفيذ 11 مشروعًا لمياه الشرب وصرف صحى الحضر لخدمة أهالى محافظة مطروح    صباحك أوروبي.. قانون جديد في بريميرليج.. تدعيمات برشلونة.. ورسالة الخليفي    ارتفاع حجم التجارة الخارجية للصين بواقع 6.3% في أول 5 أشهر من 2024    منتخب السودان يتصدر مجموعة تصفيات كأس العالم على حساب السنغال    الأخضر بكامِ ؟.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الجمعة 7 يونيو 2024    تفشي سلالة من إنفلونزا الطيور في مزرعة دواجن خامسة بأستراليا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    مفاجأة.. دولة عربية تعلن إجازة عيد الأضحى يومين فقط    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    رغم الفوز.. نبيل الحلفاوي ينتقد مبارة مصر وبوركينا فاسو .. ماذا قال؟    الصيادلة: الدواء المصري حتى بعد الزيادة الأرخص في العالم    ما قانونية المكالمات الهاتفية لشركات التسويق العقاري؟ خبير يجيب (فيديو)    أمين الفتوى: إعداد الزوجة للطعام فضل منها وليس واجبا    «صلاة الجمعة».. مواقيت الصلاة اليوم في محافظات مصر    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    عيد الأضحى 2024| أحكام الأضحية في 17 سؤال    ساتر لجميع جسدها.. الإفتاء توضح الزي الشرعي للمرأة أثناء الحج    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    حظ عاثر للأهلي.. إصابة ثنائي دولي في ساعات    إبراهيم حسن: الحكم تحامل على المنتخب واطمئنان اللاعبين سبب تراجع المستوى    في عيد تأسيسها الأول.. الأنبا مرقس يكرس إيبارشية القوصية لقلب يسوع الأقدس    بمكون سحري وفي دقيقة واحدة .. طريقة تنظيف الممبار استعدادًا ل عيد الأضحى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«آخر ساعة» في بيت السيسي.. المحطات الفاصلة في حياة المشير(12)
الجنرال الهادي.. القوي «حبيب الملايين» لقب «عبد الناصر» سابقا و«السيسي» حاليا
نشر في آخر ساعة يوم 01 - 04 - 2014

فى سلاح المشاة الشاب الدؤوب الملتزم الخجول انشغل في حداثة عمره بحفظه للقرآن الكريم حتي أتمه «هكذا عرف الشاب عبدالفتاح السيسي» استهوته روايات صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ التي كانت نافذته ليعرف أين يعيش بحي الجمالية حيث ولد وتربي وخرج منها برتبة نقيب علي كتفيه مستبدلا الحي الشعبي القديم بمدينة نصر.
لكن حبه للجمالية بقي لم يتغير فصار هواء الجمالية هو متنفسه وأهلها هم أهله الذين ما زال يجاملهم في أحزانهم قبل أفراحهم، ليتحول هو في مخيلتهم إلي الناجي الذي نجي البلاد من مخاطر التقسيم ورفع الأهالي صور «عبدالفتاح « ابن الحاج سعيد السيسي علي منازل الحرافيش كما عرفه الجميع من أهالي حي الخرنفش ب»حضرة المشير».
صوره علي كل حائط واسمه علي كل لسان، لا يجرؤ أحد هنا علي المعارضة، أو التعاطف مع الإخوان، وحين تأتي سيرة المشير السيسي تتحدث مئات الألسنة ووصفته مجلة «نيوزويك» الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني بأنه الجنرال الهادئ وأن مصر صار لديها «رجل قوي» جديد بعد عزل محمد مرسي، وأن صوره انتشرت بين أيدي المصريين وفي كل مكان، أكثر من الهدايا السياحية التذكارية ل»أبوالهول».
حي الجمالية الذي يعد من أقدم أحياء قاهرة المعز الذي اشتهر ببطولات خلدها التاريخ وتحديدا في حارة «البرقوقية» نسبة إلي سيف الدين برقوق، قائد جيش مصر في عصر الشراكسة ولد المشير عبدالفتاح السيسي كما شهد الحي نشأة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتحديدا بعد عودة والده من الإسكندرية ببكوس للعمل ببريد الجمالية وتربي في حارة «خميس العدسي» علي مقربة من منزل المشير السيسي.
«آخر ساعة» قامت بجولة والتقت جيران المشير السيسي عقب إعلانه قرار ترشحه لرئاسة الجمهورية الذين يعملون بحرفه الأرابيسك ولديهم عدد من المحال التجارية تعمل بنفس الحرفة في منطقة الجمالية الواقعة في قلب القاهرة الفاطمية وتحديدا في 7 حارة البرقوقية، المكان الذي ولد وتربي فيه عبدالفتاح السيسي عاش فيه منذ طفولته ونعومه أظافره ومرحلة مهمة من شبابه إلي أن وصل إلي رتبة «نقيب».
كانت البداية عندما جاء الوالد سعيد حسين السيسي الذي ترك قريته بالمنوفية مغادرا إلي محافظة القاهرة منذ أكثر من ثمانين عاما ليقيم مشروعا صغيرا وبازارا في خان الخليلي ويتزوج من القاهرة من الحاجة «سعاد» ويترك قريته وتستقر حياته في 7 حارة البرقوقية بحي الجمالية بالقاهرة لينجب من زوجته 4 أنباء من بينهم المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي هو الابن الثاني بين أشقائه الذكور والذي ولد في 19 نوفمبر 1954 م بحي الجمالية وبعد مرور عدة سنوات أنجب باقي أبنائه.
عرف عن المشير عبدالفتاح بين أهله «بالشيخ عبدالفتاح» لشدة ورعه وحفظه للقرآن الكريم في سن صغيرة وكان متأملا لا يميل كثيرا للعلاقات الاجتماعية التحق بمدرسة البكري ومن بعدها بمدرسة «خليل أغا» الثانوية حتي التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1977 بعد حرب أكتوبر ب4 سنوات بدأ حياته بسلاح المشاة.
عرف عن المشير عبدالفتاح السيسي رفضه للواسطة وعدم الزج باسمه وإستخدام منصبه في أي أمور شخصية لدرجة أن هناك خلافا دب بينه وبين أبن عمه لرفض المشير التوسط لنجله في اختبارات الكلية الحربية وقال له «لو نجح ينجح بمجهوده مش بالواسطه» وقال أحد جيرانه إن قرار التنكيس لمحل والده لم يستخرج إلي الآن علي الرغم من كونه وزيرا.
الجيران قاموا بوضع لافتات بالشوارع والحواري للتعبير عن اعتزازهم بابن منطقتهم، وقال جمال الحصان جار «السيسي بنفس العقار إن «عبدالفتاح» كان يسكن بالطابق الثالث مع أسرته المكونة من أبيه ووالدته وإخوته الذين يتوسطهم في العمر وهما المستشار أحمد وحسين وأخواته من البنات».
وأشار الحصان إلي أن علاقة أسرته بأسرة المشير كانت تشبه علاقة العائلة الواحدة، حيث كانوا يتجمعون في منزل السيسي يشاهدون التلفاز، حينما كان الجهاز حديث العهد علي المنطقة، وكانت والدته تعاملهم معاملة حسنة، وتحثهم علي أداء الصلوات في أوقاتها، وأبوه كان رجلا عصامياً وحقاني وصاحب كلمة مسموعة بالجمالية ولا يخشي أحدا في قول الحق حتي أصبح أولاده مثله.
وأوضح الحصان أن مصر تحتاج خلال الفترة القادمة إلي رجل قوي وكاريزما مثل عبدالناصر ولا يوجد أقوي من السيسي حالياً لأنه حبيب الملايين ويتشابه مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كبريائه وذكائه السياسي ووصف المشير السيسي بأنه رجل وطني محترم يحب بلده ومن عائلة كريمة و يصلي وعارف ربنا ويضع نصب عينيه «ربنا ثم أمه ثم شغله» وعشان كده ربنا وفقه حتي وصل لوزير دفاع.
وحول نشأة «السيسي» قال إنه تربي داخل عائلة ملتزمة دينيا، وعلي خلق، حيث إنه كان يعمل مع إخوته في البازارات الخاصة بوالده بمنطقة الحسين، بجانب الدراسة، ولم يقوموا باختلاق أي مشكلات مع أقرانهم من أبناء الحي وعاش طفولته منطوياً في منزل بناه والده وأصدقاؤه من أبناء عمومته ونادراً ما يجلس علي قهوة حصان، لافتا إلي أن الجميع كان يتوقع أن «عبد الفتاح» وأخاه «أحمد» سيصبحان شيئا مهما بالمستقبل، وبالفعل أصبح عبدالفتاح وزير دفاع، وفي حين أصبح أخوه أحمد مستشارا كبيرا بمحكمة النقض.
وكانت الرياضة هي الهواية الوحيدة التي استطاع عبدالفتاح الحفاظ عليها وسط جدوله المزدحم محافظ جداً علي نفسه وعلي صحته، ومن يوم ما دخل الكلية الحربية ماشربش كوباية شاي ولا قهوة وعمره أساساً ما حط سيجارة في بقه زي شباب الجمالية.
وعبدالفتاح السيسي يشبه والده كثيرا، حيث كان والده ملهما للكثيرين من حوله، وعندما ينظر إلي عينيك كان يعرف ما تود قوله تماما. كان يعرف كيف يوصل رسائله عندما يتحدث، وإذا تحدث لطبيب فإنه يتحدث إليه بلغته، وعندما يتحدث لعامل بسيط، فإنه يتحدث كأنه مثله تماما، وقد أخذ عنه أبناءه ذلك»
واهتمام المشير عبدالفتاح بأسرته جعله يخصص لهم كشفاً دورياً، لجميع أفراد العائلة، وذلك لتحليل دم بصفة دورية لكل فرد فيها كل كام شهر بييجي دكتور تحاليل ويسحب عينات من العيلة كلها عشان يطمن عليهم وخصوصاً علي الشباب إن مفيش حد فيهم أعوذ بالله بياخد حاجة وحشة
أما محمد الأسود 45 سنة بكالريوس تجارة وزميل دراسة لشقيقه الأصغر حسين وأحد جيرانه المقربين فيتمني أن يوفقه الله لأنه يري لا يوجد أحد يصلح علي الساحة غيره لانه خلص البلاد من حكم المرشد وجماعته الإرهابية التي سيطرت علي البلاد التي قامت بتقسم فئات الشعب إلي طوائف متناحرة فضلا عن إحباطه مخطط بتقسيم مصر والوطن العربي قائلا: «هنكون معاه بقلبنا وعيالنا» ويعتقد بأن الشعب رأي فيه ما افتقدته السنوات الأخيرة، ونحن نتوسم فيه الأخذ بإيدينا وتخطي المرحلة القادمة بأمان حتي نشعر بالأمن والاستقرار».
وقال الأسود أن معرض (حسن السيسي للأرابيسك) اسم الشهرة الذي لاصق الأب فغير «سعيد» إلي «حسن». رحل الأب عن الدنيا وبقي الاسم كما هو بمياه الذهب محفوراً علي واجهة المحل ومعلقاً علي جدار المحل في شهادة الجدارة التي كرمه بها الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام تقديراً لجهوده في صناعة الأرابيسك، تجاوره محلات إخوته شعبان ومحمود ومحمد بينما 6 آخرون من إخوته اختاروا أن يتخصصوا في مجالات الهندسة، فمنهم من عمل في هندسة الإلكترونيات، ومنهم من تخصص في هندسة الكهرباء. رحل الجميع وبقي من الأعمام مرزوق السيسي وخليل السيسي، وبقي اسم العائلة التي تتربع علي عرش الأرابيسك في خان الخليلي وتملك أكثر من عشرة محلات في قلب الخان عدد العائلة نحو 1000 فرد، ويزيد تجمعهم المناسبات العائلية، خاصة في حالتي الوفاة أو الفرح وأشقائه «المستشار أحمد بمحكمة النقض وحسين يشاركون الأهالي الأحزان قبل الأفراح.
لافتا أن عمي سعيد والد المشير السيسي كان رجلا شيكا وكان يمتلك سيارة مرسيدس بيضاء اللون وتعلمت عليها «السواقة» مع شقيقة الأصغر حسين نظرا لتقارب السن بيننا وكان دائما صاحب كلمة حق ويقف بجوار المظلوين ويكفي المشير السيسي قضاؤه علي إسطورة الجماعة الإرهابية التي ظلت تعمل تحت الأرض قرابة 80 عاما من المكر والخديعة التي اتخذت الدين ستارا للوصول إلي أهدافها.. وأنه سيكون نقطة تحول في حياة مصر والمصريين والأمة العربية.
ويقع مقر حملة «كمل جميلك» علي بعد أمتار من المنزل الذي تربي فيه «السيسي»، والواقع بحارة البرقوقية بمنطقة الخرنفش والذي كان يقطن في الدور الثالث منه وبالقرب من المنزل توجد مدرسة الحسين الإعدادية بنين، والذي أكد أهالي المنطقة أنها هي المدرسة التي تلقي بها السيسي تعليمه.
ومن جانبه أكد الحاج علي الحصان صديق المشير السيسي منذ طفولته ومنسق حملة «كمل جميلك» التي طالبته بالترشح لرئاسة الجمهورية، قائلا: إن المشير السيسي حسم موقفه بالترشح للرئاسة لأننا كنا ننتظر قراره علي أحر من الجمر لحبه لمصر وشعبها جعله يرضخ لرغبة وطلبات الجماهير التي تريده رئيسا لأن الحملة جمعت خلال شهر ديسمبر الماضي 18 مليون استمارة، وحوالي 6 ملايين استمارة، خلال الشهر الجاري وأوضح أن الجمالية تعتز به وخاصة بعد أن سافر إلي روسيا ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومنحه وساما فخريا يمنح للروسيين فقط من المحاربين فهذا يدل علي شجاعته ويكفي استقبال بوتين له باستقبال الرؤساء مثل أي رئيس زائر لروسيا.
في شقة متواضعة شرحة وبرحة عاش الطفل عبدالفتاح مع عائلته في ذلك المنزل الذي بناه والده، منطوياً كما يصفه أهالي الحي الذي تربي بين جنباته حسب وصف صلاح أبوعون، 57 عاما، الذي يتذكر كيف كان الطفل عبدالفتاح يحمل الشنطة المدرسية ليذهب إلي مدرسته الابتدائية مدرسة البكري ثم كبر عبد الفتاح.
منتقلاً إلي مدرسة باب الشعرية الإعدادية، ويبقي الشاب كما هو أصدقاؤه قليلون كلهم من أبناء عمومته وكان جاره في العمارة محمد أبوشادي الذي أصبح وزيراً للتموين والتجارة الداخلية حاليا ونادراً ما كان يجلس علي المقهي بناصية الحارة قهوة حصان ما كناش بنشوف (عبدالفتاح) غير وهو رايح المدرسة أو وهو رايح النادي، ولما راح الثانوي في مدرسة خليل أغا كان ابتدأ يلعب حديد، ونزوله بقي كتير، بس برضه كان في حاله وكان محبوبا من المنطقة وأبناء عمومته.
كما تحدث سيد جاد صاحب ورشة تشغيل معادن اللي محدش عارفه إن جمال عبدالناصر كمان لما جه من إسكندرية سكن هنا مع خاله في الجمالية في حارة خميس العدسي، بعد بيت عبدالفتاح السيسي ب3 حارات، يعني الجمالية طلّعت اتنين حرروا مصر، عبدالناصر والسيسي.. الحاج سيد، عضو الاتحاد الاشتراكي في الستينات، يؤكد أن هناك العديد من أوجه الشبه بين عبدالناصر والسيسي الاتنين عندهم أصل والاتنين عندهم ضمير.
وقالت «أم سماح» التي تسكن بالمنزل الملاصق لمنزل عائلة المشير إن والدتها قامت بمساعدة والدته أثناء الولادة، وأكدت دعمها له، متمنيه له النجاح في الانتخابات الرئاسية.
وقالت الحاجة «أم عطية» التي تسكن بمنزل عائلة السيسي والتي تجمعها وزوجها صلة قرابة بالمشير أنه منذ طفولته وهو مثال للأخلاق، كما تمنت ترشحه للرئاسة ولبي طلب أهل الجمالية ووصفته بأنه القادر علي تحمل المسئولية الآن بعد أن قام الإخوان المسلمون بتخريب مصر وبيعها للخارج.
تجربته في أمريكا من خلال مشروع بحثه الديمقراطيات الناشئة في الشرق الأوسط ستكون علي الأرجح أكثر تأثرا بالدين عنها في الغرب عندما سافر إلي الولايات المتحدة الأمريكية عام 2005م في بعثة ليحصل علي درجة الزمالة كلية الحرب الأمريكية عاش مع أسرته بشارع في مركز مدينة كارلايل التاريخي ليكون قريبا من الكلية التي كان يدرس بها نجله.. واعتاد أن يذهب ليصلي في مسجد قريب من بيته.
وقد اشتهر هناك بالهدوء والجدية في العمل وحب الدراسة وقام المشير السيسي في مشروع بحثه للزمالة بكتابة «أن الديمقراطيات الناشئة في الشرق الاوسط ستكون علي الأرجح أكثر تأثرا بالدين عنها في الغرب» كما قال: لقد أظهر التاريخ أنه في السنوات العشر الأولي من أي ديمقراطية جديدة ينشأ علي الأرجح صراع سواء من الداخل أو الخارج مع اتجاه هذه الديمقراطية الوليدة إلي مرحلة الرشد ومجرد تغيير الأنظمة السياسية من الحكم الاستبدادي إلي الحكم الديمقراطي لن يكون كافيا لبناء ديمقراطية جديدة.
كما أكد كل من عرفه هناك أن عبدالفتاح السيسي كان يشكك بشدة في الفرضيات الأمريكية المسبقة عن ازدهار الديمقراطية في العراق عقب عملية غزوها وهو ما حدث بالفعل وقد أراد المشير السيسي ألا ينشر بحثه في الزمالة لكنه نشر بناء علي رغبة رئيس الكلية والتي حصل منها علي درجة الزمالة عام 2006.
وقال مصدر عسكري بأن المشير عبدالفتاح السيسي في 2006 تم اختياره لحضور الكلية الحربية الأمريكية ببنسلفانيا، خلال فترة مشحونة في الشرق الأوسط، وجد السيسي نفسه في مواجهة ضباط الجيش الأمريكي العائدين من حرب العراق، التي كادت تفشل وتزداد خسائرها للأمريكيين والعراقيين علي حد سواء، بينما ينفق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن مليارين ونصف المليار دولار أسبوعيا علي تلك الحرب.
وأشار إلي أن أساتذة السيسي في الكلية الحربية الأمريكية قالوا عنه كان دائما علي استعداد للنقاش الهادئ وليس العدائي «في الوقت الذي كان يدخل فيه الجنود الأمريكيون في نقاش حاد وساخن مع نظرائهم من العرب»، مضيفا أنه «كان يمكن أن يغضب لكنه كان يعرف كيف يتحكم في نفسه، ويختار عدم الرد في الوقت الذي يقوم الآخرون فيه بذلك، فلم يكن هادئا لأنه سلبي، بل لأنه أكثر تأملا وانتظارا ومشاهدة».
لافتا إلي أنه قدم ورقة بحثية من 11 صفحة بعنوان «الديمقراطية في الشرق الأوسط»، ففي الوقت الذي يؤمن فيه الأمريكيون بالحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة، «فإن الثقافة الإسلامية تتمسك بمبادئ العدالة والإنصاف والمساواة والوحدة والإحسان»، وبينما ينظر الأمريكيون إلي الآباء المؤسسين لدولتهم، فإن المسلمين يعتزون بذكريات دولة الخلافة القديمة، «وهذا لا يعني قيام دولة ثيوقراطية ولكن دولة ديمقراطية بمفاهيم إسلامية»، وكان هذا ما كتبه السيسي في ورقته البحثية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.