أعتقد أن التصريحات الصادرة عن جميع الأطراف التي لها علاقة مباشرة بحالة التوتر السائدة حاليا في منطقة الخليج.. لاتعبر بصدق عن حقيقة المواقف والتوجهات المستقبلية للأحداث. قد يكون من أهداف ما يجري حاليا الاستهلاك الإعلامي والتمويهي.. للتغطية عما هو قادم سواء حربا او توصلا لاتفاق ينهي الأزمة التي ثارت بعد إلغاء ترامب للاتفاق النووي مع ايران. لاجدال ان العالم في حيرة تدعو للتساؤل.. عمن وراء عمليات التخريب للسفن في مياه الخليج؟ هل هي إيران الملالي العدوانية المتهورة؟ أم انها من صنع القوي التي تسعي لإيجاد مبرر للصدام لتصفية الحسابات مع هذا النظام؟ ليس خافيا أن هدف ما يحدث هو حماية المصالح لأطراف الصراع في منطقة الخليج الحساسة. من ناحية اخري فإنه من المؤكد ان النظام الإيراني يتحمل المسئولية كاملة في كافة الأحوال. يأتي ذلك علي ضوء ممارساته وما يصدر عنه من تهديدات تستند الي مزاعم امتلاكه لوسائل القوة العسكرية بشكل مغالي فيه. حول هذا الشأن يمكن الإشارة الي ان القوي المتربصة بهذا النظام الأهوج تتعمد هي الأخري التهويل الممنهج عن هذه القوة ونوعياتها المدمرة.. لتبرير إقدامها علي توجيه ضرباتها العسكرية المفاجئة اليه. ان من أخطر ما وقع فيه نظام الملالي عدم تقديره لخطورة سلامة وأمان خليج هرمز بالنسبة لاستمرار رخاء وازدهار دول الغرب بل وكل دول العالم. إنه يعد الممر البحري الذي يصلهم من خلاله النفط مصدر الطاقة والحياة. لا جدال ان الاستفزازات المتبادلة سوف تكون الطريق إلي اشتعال الحرب. الغريب والمثير للشكوك ما تعلنه واشنطن من وقت لآخر بشأن الترحيب بأي تحرك من جانب إيران. هذه التصريحات من جانب كل المستويات الأمريكية يقابلها الرفض من الجانب الإيراني. ليس هذا فحسب وإنما أعلنت طهران تجاوز ما يتضمنه الاتفاق النووي - الملغي أمريكيا- فيما يتعلق بدرجة تخصيب اليورانيوم. هذه التطورات وما يحيط بها من غموض تجعل العالم يعيش علي أعصابه. ان علي الجميع بما في هم أطراف النزاع المباشر.. ان يدركوا ويعلموا ان أي حرب ستلحق بهم وباقتصادياتهم ومعهم كل العالم خسائر فادحة وهو الأمر الذي يحتم تجنبه.