كلنا نعلم وندرك أن إنشاء مترو مصر الجديدة يعد من المعالم التاريخية التي صاحبت إقامة حي مصر الجديدة الرائع من كل النواحي علي يد البلجيكي المجدد البارون إمبان الذي وقع في حب هذه المنطقة. ظل هذا المترو يعمل دون مشاكل طوال عشرات السنين. كان يربط هذا الحي بوسط العاصمة القاهرة. كان ومازال وسيلة انتقال سريعة تختلف عن الترام الذي تم الغاؤه. ارتباطا بهذا الأمر فقد صدم أبناء مصر الجديدة الذين يفوق تعدادهم المليوني نسمة قرار غير مدروس بإلغاء المترو ورفعه من الشوارع وبالتالي حرمان سكان مصر الجديدة والقاهرة من وسيلة نقل فاعلة وعملية وغير مكلفة. انه يختلف عن الترام الذي كان يتسم بالبطء الذي لا يرضي المواطنين إلي جانب سيره في الشواع الضيقة التي تؤدي إلي تفاقم مشكلة المرور. كان من الممكن الاهتمام به وتطويره مثل كثير من عواصم العالم المتقدمة. انه ارتبط بحياة أجيال كثيرة من مواطني ضاحية مصر الجديدة والقاهرة. انه له نفس شهرة ترام الإسكندرية أبودورين الذي مازال يؤدي مهامه بجدارة في خدمة سكان الإسكندرية. كان زوار الإسكندرية يعتبرونه مظهرا سياحيا ارتبط بتاريخ عروس البحر المتوسط. إن قرار إلغاء المترو مثل الكثير من القرارات غير المدروسة التي يتم اتخاذها دون الامعان في ايجابياته وسلبياته. انه كان ممكن اعتباره وسيلة مساعدة لخطوط المترو الذي يعد اضافة حضارية تساهم في حل مشاكل الانتقال لملايين المواطنين. هذه الجريمة بإلغاء مترو مصر الجديدة تم تفعيلها في هدوء ودون اخذ آراء المواطنين الذين هم يشكلون ملاك واصحاب هذا البلد ومصدر السلطات لاجهزة الدولة التي اقدمت علي هذا القرار الاهوج. من حق مواطني مصر الجديدة والقاهرة وكل مصر ان يحزنوا وتنتابهم حالة من الاحباط حيث ان احدا لم يضعهم في حسابه وتقديره عندما اتخذوا هذا القرار. حول هذه القضية المأساوية تلقيت رسالة من رجل الاعمال الدكتور مهندس ممدوح مختار أحد سكان الضاحية المغلوبة علي أمرها الذين ارتبطت حياتهم بمترو مصر الجديدة. هذا الأمر ومن مضمون رسالته حرص ان ينعي قرار الغاء مترو مصر الجديدة. قال عنه كان وسيلة حضارية تخدم الملايين منذ عشرات السنين. أضاف أن تطويره وصيانته وتكلفته لا تساوي شيئا بالنسبة لمترو الانفاق تحت الارض الذي يتكلف الخط الواحد مليارات الدولارات التي تساوي عشرات المليارات من الجنيهات المصرية كنا نحتاج إليه بالفعل إلي جانب تسيير مترو مصر الجديدة فوق الارض لمواجهة زحام القاهرة وخنق شوارعها التي افتقدت معظمها إلي التخطيط السليم. قال إن وسيلة المترو مازالت مستخدمة في العديد من الدول الأوروبية ومنها علي سبيل المثال فيينا.. باعتباره ثروة قومية وتاريخية وسياحية. أشار إلي أنه يخشي أن يكون قرار الغائه يستهدف بيع قضبانه ومراكز صيانته والتي تعرضت للسرقة والنهب بعد قرار الإلغاء. ان التراجع عن هذا القرار لن يكلف الدولة سوي مبالغ ضئيلة لا تقارن بما يتم دفعه من تمويل بقروض لاقامة مترو تحت الأرض. ان مليارا واحدا من المليارات الكثيرة التي يتم انفاقها علي مترو الانفاق يمكن استغلاله في إعادة تشغيله وإطلاقه.