ونحن علي أبواب انتخابات نقابة الصحفيين المقرر إجراؤها في مارس القادم لاختيار نقيب جديد وستة من أعضاء مجلس النقابة أعتقد أن أهم ملف يجب أن يكون مطروحا علي أجندة كل من يرغب في دخول تلك المنافسة الشرسة هو قضية هروب بعض الصحفيين من المهنة!! لابد أن يبحث كل غيور علي صاحبة الجلالة عن الأسباب التي أدت إلي أن تفقد تلك السلطة أهميتها وتتراجع مصداقيتها!! ما السبب وراء انطفاء بريقها وسحرها وجاذبيتها!! ما الذي دفع بعض الصحفيين للهروب منها إما للعمل في القنوات الفضائية أو السفر للعمل في صحف عربية أو استكمال دراستهم العليا للانتقال لاحقا للعمل بإحدي الجامعات أو ربما الاعتكاف لتأليف الكتب!! من المؤكد أن تدهور حالة الصحفيين ماديا وتراجع مستوي دخولهم هو أحد الأسباب الرئيسية لذلك الهروب .. لكنه بالطبع ليس السبب الوحيد.. فهناك بالطبع أسباب أخري ربما تبدو ثانوية في نظر البعض لكن خطورتها وكارثيتها تجعلها أساسية وهامة في نظر كثيرين!! يري هؤلاء أن السبب الرئيسي وراء تراجع أهمية الصحافة هي فقدانها البوصلة التي تتجه إليها.. لم تعد هموم الناس ومشاكلهم هي هم الصحافة ولا هدف الصحفيين.. لم يعد إرضاء القارئ يشغل بالهم ولم يعد صدي أوجاعه تنطق به صفحاتها!!.. يري البعض أن تراجع أهمية الصحف الورقية هو سمة العصر تتساوي فيه بلدان تتمتع فيه الصحافة بقدر لا بأس به من الحرية وأخري تعاني فيه من القيود وغياب الحرية وفرض الرأي الواحد!! ربما يكون ذلك صحيحا لكن من المؤكد أن حالة الحماس ولذة خطر السير في طريق المتاعب ووهج الدخول في عش الدبابير ومتعة خوض المعارك تعطي قبلة الحياة لتلك المهنة وتحميها من الاندثار.