في عام 2002 أعدت هيئة التعاون الدولية اليابانية في مصر "جايكا"، دراسة أكدت فيها أن مصر في حاجة ماسة إلي إقامة طريق دائري إقليمي يربط الطرق السريعة بعيداً عن القاهرة.. وكان تعداد سكان مصر في ذلك الوقت 68 مليون نسمة، منهم 6 ملايين يسكنون في القاهرة، وضعف هذا العدد كان يتردد بصفة يومية علي العاصمة.. وبدأت الحكومة وقتها في تنفيذ القوس الغربي من الطريق بطول 40 كيلومتراً، ولم يتم الانتهاء منه إلا بعد 9 سنوات وتم افتتاحه في 2012.. وفي بداية التنفيذ كان سعر الدولار وقتها 4 جنيهات و50 قرشاً. ولو توفرت الإرادة السياسية في ذلك الوقت وقامت الحكومة بتنفيذ الطريق بأكمله لوفرت مصر 20٪ من التكاليف التي اضطرت إلي إنفاقها الآن!! مصر قادرة، وأولادها قادرون علي فعل المستحيل في أي وقت وتحت أي ظروف، وإلا لما استطاعوا أن ينفذوا 10 أضعاف ما تم إنجازه في فترة لم تتجاوز 40٪ فقط من زمن إنجاز القوس الغربي »40كم». السر يكمن في »الإرادة السياسية»، وفي قائد المسيرة صاحب الرؤية الثاقبة، فالإرادة السياسية متوفرة عند الرئيس السيسي بالإضافة إلي ثقته اللامتناهية في شعبه الذي يعرف جيداً أنه إذا أراد فعل، وإذا فعل أنجز، وإذا أنجز حقق الإعجاز. كل المواهب التي تفجرت، وكل العزيمة، والإصرار، والتحدي الذي ظهر، كانت كلمة السر فيه »الإرادة السياسية»، وليست الإمكانيات المادية، فحسابات الورقة والقلم نتيجتها أقل بكثير من حسابات الإرادة والتحدي والثقة بالنفس.. فكل ذلك هو ما جعل المصريين ينجزون الطريق الدائري البالغ طوله 400 كيلومتر في زمن قياسي لم يتجاوز 4 سنوات، بعقولهم، وسواعدهم، وأموالهم، والإرادة السياسية لقائد مسيرتهم الرئيس السيسي. • • • لا أتحدث هنا فقط عن العائد المادي الذي سنجنيه من هذا الطريق حيث سيوفر 800 مليون جنيه سنوياً، من خفض مسافة وزمن الرحلة لسيارات نقل البضائع.. ولا عن انخفاض أسعار البضائع من خضر وفاكهة، بعد انخفاض تكلفة النقل.. ولا أتحدث عن اختفاء الاشتباك المروري الذي كان يحدث كل دقيقة في شوارع القاهرة بسبب سيارات النقل.. ولا أتحدث عن انخفاض التلوث السمعي والبصري والرئوي الذي كانت تحدثه سيارات النقل لسكان وزائري القاهرة الذين يبلغ عددهم 20 ميلوناً يتحركون يومياً في مساحة لم تزد عما كانت عليه منذ 16 عاماً عندما بدأ التفكير في المشروع. ولكني أتحدث هنا عن رؤية وفكر وإنجاز علي الأرض لم يكن ليحدث لولا إرادة سياسية واعية، تعرف ماذا يحتاج البلد؟، وكيف يصنع مستقبل البلد؟، وماذا ينفع أولاد البلد؟. هذا الطريق هو تجسيد حي، وإجابة صريحة، وشاهد للتاريخ، أن مصر تقفز إلي المستقبل بخطي محسوبة، وبنظرة ثاقبة، وعزيمة قوية، وإرادة لا تلين، وهو نغمة ضمن لحن كامل يعزفه المصريون في محطات الكهرباء والأنفاق واستصلاح الأراضٍي، والمزارع السمكية، وتسليح جيش، ومحاربة إرهاب.. ليس في اللحن أي نشاز، فكل عازف يعرف ماذا يعزف وكيف يعزف ومتي يعزف، وليس باللحن عزف منفرد.. فالعزف جماعي، واللحن وطني.. ولن يعلو صوت فوقه. • • • منظومة المشروعات وخطة التنمية تتم في كل المجالات، وبمشاركة كل الأجهزة والوزارات في أنحاء مصر دون توقف، تحت قيادة سياسية واعية، وعينها علي المستقبل.. وإن شاء الله ستكون صورة مصر شكل تاني بعد عامين في 2020 كما وعد الرئيس السيسي. ما أحلي أن نستمع ونعزف ونردد لحن ونشيد الوطن تحت قيادة رئيس لديه إرادة لرفعة هذا البلد. حمي الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها. آخر كلمة مفوضة الإرهابيين ! عجباً لمنطق مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، تتعاطف مع الإرهابيين القتلة من جماعة الإخوان.. وتنتقد أحكاماً قضائية ضدهم.. وتغض البصر عن الذين قتلوهم، ورمّلوا نساءهم ويتّموا أطفالهم وثكلوا أمهاتهم. أعتقد أنه يجب أن تغير المسمي الوظيفي لتصبح المفوضة السامية للإرهابيين والقتلة.