رغم الأحداث التي تشهدها الساحة السياسة في مصر ..حقق مهرجان الموسيقي العربية نجاحا فنيا وجماهيريا مبهرا، روح الثورات العربية ظلت حاضرة طوال فعاليات الدورة ال22 الذي شهدت حفلات نخبة من نجوم غناء دول الربيع العربي وحملت حفلات المهرجان أكثر من مفاجأة للجماهير الكبيرة التي ظلت حريصة علي متابعة ليالي المهرجان.. ❊حفلات أنغام وهاني شاكر ومدحت صالح كانت الأكثر رواجا بمقاييس الحضور الجماهيري ورغم ذلك خرج الجمهور بعد حفل علي الحجار غير راض عن أدائه خصوصا أن الفرقة المصاحبة قد نشزت كثيرا وهذا يدل علي عدم القيام بالبروفات اللازمة ..لدرجة أن أحد الحاضرين علق قائلا ..يكفي لعلي الحجار حفلات ساقية الصاوي فقط وليس الوقوف علي مسارح دار الأوبرا . ❊ أما المطربة انغام فقد أطلت علي الجمهور وقالت في بداية الحفل إنها تعاني من رهبة الحضور من الجمهور خصوصا علي المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية.. فصفق له الجمهور الذي اكتظ داخل المسرح حتي لو لم تبدع هذة الليلة فقد ارتضي بأنغام مطربة لكن هناك من أعرب عن استيائه من أداء أنغام رغم المقدمة التي استعطفت بها جمهورها وكان من الملاحظ في أداء أنغام أن مخارج ألفاظها غير واضحة ليعلو صوت الموسيقي علي صوتها كما حدث للحجار الذي اختفي صوتة بين آلات الكمنجة . المطرب التونسي لطفي بوشناق وصوتة الجبلي استطاع أن يلهب مشاعر الحضور عندما غني أغنية أنا المواطن والتي تقول أنتم أصحاب الفخامة والزعامة .... وأدري لن أكون في يوم منكم ... يشهد الله والزمن. أنا حلمي كلمة واحدة أن يظل عندي وطن.. ليغني بعدها أغنية الكراسي التي تقول كلماتها والسياسة يجوع شعب يزول من أجل الرئيس ...والحكم لا كان طاغي عقل مفكوك البراغي وما يهموا في المظالم والمآسي .... والسياسة أوهام في فكر السياسي يا بني منحت عمري فات عمري وشاب راسي وأهل الكراسي علي الكراسي ...بلا عقول ولا فراسة يدعو فهم السياسة ...يا أهل السياسة. - نجم المهرجان بجدارة هو ملك التقاسيم عازف الكمان العالمي عبده داغر الذي عزف باقة من أروع ألحان الموسيقي العربية والتقاسيم الشرقية. وهذا اللون من ألوان الموسيقي العربية قد أصبح نادرا وهو الارتجال سواء في العزف أو في الغناء وهو من أهم مميزات الفنان العربي ففي مجال العزف نطلق عليها مصطلح التقاسيم وفيها تظهر براعة العازف علي إحدي آلات الموسيقي العربية الناي العود القانون الكمان ومدي معرفته بأسرار الموسيقي العربية وانتقالاتها المقامية السلسة . و هناك نوعان من التقاسيم الأول حر ويؤديه العازف بمفرده والثاني موزون ويؤديه العازف بمصاحبة ميزان موسيقي معين وعليه ألا يخرج عليه حتي يختتم التقسيمة . و في كل الأحوال فإن العازف يؤلف ألحان التقاسيم لحظة أدائها، فتكون وليدة اللحظة تعبر عن مشاعر العازف وقتها ومدي تجاوب الجمهور معه إن كان في حفل عام ولا يجوز تحضيرها لكن خلال متابعتي لليالي المهرجان هناك العديد من الأصوات الضعيفة من المطربين المشاهير فرغم قوة ظهور الحجار في بداياته إلا أنني كنت أتوقع من الحجار ان يظل يحافظ علي مستواه الفني رغم قوة نوثه الموسيقية. شاهدت مطربا يظهر علي المسرح وقبل أن يبدأ الغناء يوجه الميكرفون الي الجمهور ليغني بدلا منه أو لعله يستنجد بالجمهور لتنقذه من الورطة التي وقع فيها. لكن استطاعت ريهام عبدالغفور وسومة وأجفان وآيات فاروق وجيهان من أبناء الأوبرا أن يكونوا بأصواتهم الرائعة في مصاف مطربي مصر .. وهذا ما أكدته الدكتورة إيناس عبدالدايم في حوارها مع محمد حسني مدير عام الإعلام بالتركيز علي أولاد الأوبرا أولا .. فهم مطربو المستقبل ولابد أن يتم الآن التركيز عليهم لأنهم يمتلكون الأداء والصوت . وفي النهاية كان دينامو ليالي المهرجان المخرجة جيهان مرسي مديرة المهرجان التي أبدعت في إخراج الحفلات بهذا الشكل الرائع خصوصا ديكورات المسرح .. وفكرة الصورة التي زينت المسرح الكبير من الداخل والخارج للفنانة الرحلة رتيبة الحفني. 7 توصيات من المؤتمر البحثي المصاحب اعتمدت الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية ورئيس مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية نتيجة مسابقة الغناء التي صاحبت الدورة ال 22 وحملت اسم الدكتورة رتيبة الحفني وتقدم لها 22 متسابقا حيث أسفرت النتائج عن فوز أمنية أبوبكر بالمركز الأول وحصل كل من سارة زكي وأنغام مصطفي علي المركز الثاني مناصفة، أما المركز الثالث فحصده مؤمن أحمد خليل. علي جانب آخر أعلنت لجنة المؤتمر البحثي المصاحب للمهرجان توصياتها التي خرجت في سبع نقاط وتمثلت في التأكيد علي أن الثقافة الموسيقية عامل مؤثر في بناء شخصية الفرد ووعيه وفي التخفيف من أنانيته وحدة توتره وتطرفه بما يضمن الوصول إلي السلام مع الذات والمجتمع، التشجيع علي جمع الأغاني والأناشيد الوطنية وأغاني الأطفال في الوطن العربي وتصنيفها بحسب مضامينها وقوالبها الشعرية والموسيقية ونشرها بما يتيح تداولها وإدراجها في مناهج التعليم المدرسي والجامعي، توجيه عناية المؤلفين الشباب لخوض تجربة الأغنية الوطنية التي تركز علي حب الوطن وجمع أبنائه وتآلفهم، تفعيل دور المسرح الموسيقي في التشديد علي الثوابت الوطنية والمجتمعية انطلاقاً من التراثات العربية، توجيه عناية وسائل الإعلام إلي أن المحافظة علي مستوي الغناء الشعبي مسئولية جماعية مشتركة تتطلب رقابة من قبل هذه الوسائل وارتقاء من مؤلفي هذا النوع من الغناء ومنتجيه، حث مؤسسات التربية والتعليم في العالم العربي علي اعتبار النشاط الموسيقي المدرسي ضرورة وليس ترفاً في تكوين شخصية المتعلم، وأخيراً حث الطاقات الموسيقية الشابة علي المشاركة في مؤتمر الموسيقي العربية السنوي باعتباره منبراً مفتوحاً لعرض أفكارهم وإبداعاتهم.