بدلا.. من أن يعترف اتحاد الكرة بأنه أخطأ في سياساته.. وفي ادارة شئون اللعبة وتطويرها.. وفي السيطرة علي أجواء المنتخب في المونديال.. وفي التصدي لسلوك بعض اللاعبين.. اذا به يميل الي نفس الطريقة.. طريقة "سيبهم يتكلموا.. وبكره ينسوا". والواقع.. أن هذه فلسفة متوارثة.. جاءت عبر كل العصور بنتائج مبهرة. فلماذا لا يتم الأخذ بها في القرن الواحد والعشرين الذي أتي بوسائل عصرية حديثة تساعد البني آدم الذي كان ينسي في أسبوع.. أن ينسي في يومين! من "البجاحة" أن يعتقد مسئول.. أن الشارع أو الرأي العام يمكن تغييبه. أو اصابته بغيبوبة، وأن يتوهم أنه أذكي من غيره. وكم كنت أتمني من ادارة اتحاد كرة القدم أن تكون صريحة وشجاعة، لا.. أن تميل إلي مدرسة "الاستعباط" التي ثبت أنها ماتزال تنتشر في أكثر من قطاع. وحتي تقوم كرة القدم المصرية، لتقف علي أقدامها لم يعد مجديا أن تمضي اللعبة في نفس الطريق الذي أتي بها إلي هذا الوضع المحزن.. فنيا واداريا.. ومن يري غير ذلك لاينظر للمصلحة العامة. الملف "مليان".. والأغلبية الساحقة تعلم جيدا تفاصيله.. وأسراره. قلت.. إن فكرة أن يرحب اتحاد الكرة بالجهات الرقابية لتفحص أوراقه ومستنداته.. هي مسألة في ظاهرها شفافية.. ولكن المؤكد أن في باطنها خطوة لامتصاص غضب الشارع، لأن القصة في النهاية قد تنتهي إلي أن كله تمام، وأن الذمم المالية لرجال الجبلاية علي خير مايرام. وأكررها.. لاتعني سلامة الأوراق نجاحا. ولاتعني فشلا.. بل إن الأوراق السليمة أحيانا تخبيء وراءها أسرارا وألغازا. لا أتحدث عن اتحاد الكرة.. وانما عن كل الهيئات والمؤسسات الرياضية تحديدا، والتي ينبغي أن تقترب منها الجهات الرقابية فربما وجدت الكثير. بدلا.. من أن يخجلوا.. وأن يردوا المبالغ الضخمة التي صرفتها عليهم الدولة.. أو علي الأقل "يلموا نفسهم" اذا بهم يواصلون الطمع في عالم الاغتراف. ماذا قدم هؤلاء اللاعبين للكرة المصرية أكثر من أنهم أساءوا إلي سمعتها.. والله.. "كسفونا"! مدرب وطني.. أم مدرب أجنبي. حسام حسن.. أم العودة إلي حسن شحاتة. هيرفي رينارد.. هيكمل مع المغرب أم سيترك المهمة.. واذا تركها.. هل يكون المدير الفني المفضل. اذا كان أجنبيا.. من يعمل معه.. فلان.. والا.. علان. لماذا.. لايقود المنتخب وجه جديد.. شاب. اسئلة "بالهبل".. جري وسيجري ترديدها.. فربما كانت فرصة لمزيد من الجدل الذي يشغل الناس عن القضية الأهم.. تدهور حالة الكرة المصرية. من أهم الأدوار التي يمكن أن يبدأ بها د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.. هي أن ينصف الألعاب الفردية التي تحسن الصورة في البطولات الدولية والاوليمبية والعالمية وان يحاول اداريا واعلاميا ان يجعل من هؤلاء الأبطال والبطولات قدوة للشباب الذين ينضحك عليهم.. بان الكرة دائما تكسب.