عجيب وغريب أمر هذا الحناشي رئيس نادي شبيبة القبائل الذي يريد أن »يشعلها« ثم يتظاهر بأنه ضحية رغم انه الجاني. ضربوا الاهلي في طريقه لملعب التدريب بالجزائر.. وضربوه بعد المباراة.. وفي المرتين كان حسن حمدي هادئا في تصريحاته ولم يخرج عن أعصابه، وقال للاعلام هناك: »شكرا علي حسن الضيافة وعلي الحفاوة.. ولن نلتفت إلي مسائل الاعتداءات لأنها فردية«! وحتي يضمن الجميع بلا استثناء أن تمر مباراة الشبيبة بالقاهرة علي خير بادر حسن حمدي بعقد مؤتمر صحفي قبل وصول الضيوف لتهيئة الاجواء.. ونجح في ذلك تماما.. ولضمان سلامة الأجواء ذهب رئيس النادي الأهلي إلي المطار لاستقبال »الحنش« أو الحناشي بالورود والقبلات والتحيات! عاش الاخوة الجزائريون في منتهي الانبساط والارتياح ولم يتعرض فرد منهم لأي متاعب.. تعادلوا في مباراة جلس فيها »الحنش« علي دكة البدلاء ضاربا كل الأصول والتقاليد التي كان ينبغي أن تدفعه للجلوس إلي جوار حسن حمدي في المقصورة كنوع من التعبير عن المعاني الجميلة التي اراد رئيس النادي الاهلي أن يرسخها في العلاقات المصرية - الجزائرية تحديدا - ولكن »الحنش« كان له رأي آخر. لم يحقق الأهلي الفوز، ومع ذلك كان رد فعل »الحناشي« بعد عودته سالما غانما إلي بلاده أسوأ منه لدي ادارة الأهلي وجماهيره، وهو ما ظهر علي صفحات جريدة الشروق الجزائرية هاجم فيها »الحنش« المسئولين في مصر ووصف الأيام التي قضاها في القاهرة بالجحيم.. وكلام فاضي كثير حول المأسي التي تعرض لها.. والاجواء المريرة في الملعب.. وعبارات تكشف مدي السطحية التي يتحدث بها رجل ينبغي أن يكون مسئولا! والمدهش.. أن ينال »الحنش« من حسام البدري، ويصفه بالمدرب الضعيف الذي كان يمكن لفريقه أن يتعامل معه بشكل أفضل حتي لا يعود متعادلا.. وانما فائزا بالثلاث نقاط. بالتأكيد.. الحناشي كان يتكلم عن اجواء وعن مباراة أخري تماما، لأن الواقع الذي عاشه في القاهرة كان يختلف تماما عن الخيال الذي نسج منه هذه الافتراءات التي تحتاج الي اعتذار رسمي. وزارة الخارجية يجب أن تتدخل لتستطلع الحقيقة واعلانها للرأي العام.. فإذا كان »الحنش« قال فعليه أن يعتذر، وأن يحاسبه المسئولون في بلاده.. واذا لم يقل فهذه فضيحة للجريدة .. وهذا يكفي. الأندية »مرمطونات« للاعبين! الي هذه الدرجة أصبح اللاعب يتحكم في النادي، ويتلاعب به، ويملي عليه شروطه ، ويضع رجلا علي رجل ويطلب الملايين وهو يدرك انها أتية لا ريب. دون الدخول في تفاصيل.. وبينما العالم يتقدم ويرتقي بأصول وقواعد.. اذا بالساحة الكروية في مصر تميل الي استخدام سياسة الاستعباط، وعلي كل من ينتمي للوسط عليه أن يتأمل.. ويسكت وإلا فسيكون متخلفا أو متعصبا أو حاقدا. والمؤسف والمحزن حقا.. أن حضرات الأفاضل من اللاعبين لم يعد في حساباتهم ان يحترفوا بالخارج كما يرددون وانما أهدافهم بالدرجة الاولي تمضي نحو الاموال.. وما السفر الي أوروبا أو أي مكان في الدنيا إلا بهدف العودة للحصول علي مكسب أكبر.. و»طظ« في الاحتراف وفي أي شكل من أشكال الالتزام الذي يجعل المصلحة مشتركة. هذا يملأ الدنيا صياحا بأنه يحلم بالاغتراف.. عفوا بالاحتراف في أوروبا.. وهذا يتكلم كل يوم عن الانحراف الذي هو احتراف ولا يمارس منه شيئا.. وآخرون كل أهدافهم أن »يحلبوا« خزائن الأندية انطلاقا من القول المأثور الذي عاد من جديد وهو: »رزق الهبل علي المجانين«! الدنيا تتطور.. ومازال النظام الكروي في مصر فاشلا وفاسدا، ولا يخضع لأي منطق بصلة، لأنه انحراف وجري وراء »الفلوس والموزز«! »لاعبون محظوظون.. وآخرون غلابة« الطريق إلي البطولة لابد أن يمر بالطرق الوعرة الصعبة، لذلك يستحق البطل دائما أن يحمله الناس والجماهير علي الاعناق لانه يتحول إلي قدوة. وللأسف الشديد.. هناك محظوظون اعلاميا يحصلون من الاضواء والشعبية أكثر من آخرين لا يحسنون التعامل مع الاعلام.. لذلك يقولون الدنيا حظوظ. ومن يتابع المسيرة الكروية للدوري الممتاز مثلا.. سيجد أن الساحة عامرة بمواهب فذة لا تتكلم ولا تظهر ولا يتحدث عنها أحد.. بينما كل الكلام في هذه الصحف وفي كل الفضائيات عن عدة أسماء محددة لا تزيد أو تنقص. أسئلة حائرة: كيف أصبح عماد متعب جريئا إلي هذه الدرجة وقلبه جامد؟ هل أصبح الأهلي لعبة في يد لاعب لمجرد حاجته إليه؟ كيف تغامر ادارة الزمالك برصد 6 ملايين لشيكابالا في الموسم، وهو لاعب غير مضمون؟ هل أصبح الاغتراف غير كاف فأضاف اليه اللاعبون كلمة »بجاحة« لتصبح الجملة: بجاحة الاغتراف. من الذي سيضع نظام دوري المغترفين في مصر.. هل هم اللاعبون.. أم اتحاد الكرة أم الأندية؟