إذا ما توخينا الأمانة والتزمنا بالصدق، في نقل الصورة الحقيقية للواقع العربي، الذي تنعقد في ظله القمة العربية التاسعة والعشرين بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية اليوم،...، لقلنا بكل الصراحة الواجبة، إن الصورة ليست حسنة أو مضيئة، كما أنها لا تدعو للتفاؤل بأي حال من الأحوال. وأحسب أنه لا يخفي علي أحد في عالمنا العربي، أن هذه القمة المقرر انعقادها اليوم في الدمام، تجتمع في ظل أوضاع عربية بالغة السوء والضعف، وسط حالة من الانقسام والتشرذم والخلافات السائدة، بين مجمل الدول المتناثرة علي الخريطة العربية الممتدة من المحيط حتي الخليج. وعلي مائدة البحث للقادة والزعماء العرب في قمتهم، العديد من القضايا والملفات الساخنة والملحة، التي تحتاج إلي اتخاذ مواقف وقرارات بشأنها، وكلها دون استثناء لا تقبل التأجيل أو الارجاء، نظرا لكونها تتصل اتصالا وثيقا ومباشرا بقضية الأمن القومي العربي في ضوء المستجدات الدقيقة التي تمر بها الأمة العربية الآن. وتضم قائمة القضايا والملفات المطروحة للبحث، التطورات الخطيرة في الأزمة السورية، في ظل العدوان الذي تعرضت له فجر الأمس، بالاضافة إلي الأوضاع المتدهورة في ليبيا واليمن. هذا فضلا عن القضية الفلسطينية في ظل المستجدات التي طرأت عليها والجرائم العدوانية الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل،...، ووضع القدس في ظل القرار الأمريكي المخالف للقانون والشرعية الدولية بالاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية ونقل السفارة الأمريكية إليها،...، وهو ما يتطلب موقفا عربيا موحدا وقويا... فهل يفعلون ذلك؟! »وللحديث بقية»