بعد غياب ربع قرن كامل عن رئاسة الاتحاد الأفريقي، اختارت أفريقيا أمس بالإجماع مصر لرئاسة الدورة القادمة للاتحاد الأفريقي 2019، اختيار يؤكد عودة مصر القوية لقارتها السمراء والتقدير الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسي. قبل ربع قرن كانت مصر أول دولة أفريقية تتولي رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية مرتين متتاليتين من 1989 إلي 1993، بعدها غابت مصر عن أفريقيا 25 سنة كاملة ليتراجع الدور والتأثير، ومع وصول السيسي للحكم في 2014 عادت أفريقيا لمصر وعادت مصر قلب وعقل قارتها، زعيم مصر يحترمه الجميع، فسياسة مصر معه واضحة لا تحارب اشقاء ولا تتآمر عليهم، تعمل لخير الجميع وحتي تصل ثمار التنمية لكل شعوب القارة، مصر الكبيرة والرائدة تفتح ابوابها لكل الاشقاء، ولهذا كان طبيعيا ان يختار قادة افريقيا وبالإجماع مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، ولتصبح مصر منذ اليوم عضوا في الترويكا الأفريقية لمدة 3 سنوات، وهي تضم الدول الثلاث الرئيس السابق للاتحاد والرئيس الحالي والرئيس القادم. ومع عودة مصر القوية كانت المداخلة المهمة للرئيس أمام الجلسة المغلقة لقادة أفريقيا التي استمرت 4 ساعات كاملة أمس في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، حيث أكد الرئيس علي أهمية الإصلاح المؤسسي للاتحاد، وان تمر عملية اتخاذ القرار بأكثر من مراجعة حتي يضمن القادة ان القرار عندما يصدر يتم تنفيذه دون مواجهته بعقبات ومشاكل لم تكن في الحسبان . أما قمة الإخوة التي جمعت الرئيس السيسي بشقيقه السوداني عمر البشير فكانت ناجحة من كل الوجوه، قمة تجاوزت اي سوء فهم حدث بين الدولتين الشقيقتين في إطار من المصارحة والمكاشفة الكاملة، القمة أكدت علي خصوصية العلاقة بين الدولتين والروابط التاريخية التي تجمعهما، وضرورة التنسيق الكامل في مواجهة كل القضايا التي تحيط بالمنطقة، هناك تاريخ طويل يجمعنا مع الاشقاء بالسودان وهناك إيمان بوحدة المصير، والعلاقة يجب ان تعود لكامل قوتها، هذه قناعتنا بمصر وايمان الاشقاء بالسودان، وزير الخارجية سامح شكري أكد ان السفير السوداني سيعود القاهرة قريبا جدا، والحقيقة ان السودان لا تحتاج سفير بمصر فلديها 100 مليون مواطن مصري سفراء لها. الرئيس السيسي لم يتوقف عن العمل لحظة واحدة منذ وصوله إلي اثيوبيا، فبعد ان رأس القمة المهمة لمجلس السلم والأمن الأفريقي، التي أكدت علي ضرورة تضافر الجهود لمحاربة الاٍرهاب العابر للحدود بالقارة، والذي لا دين له ولا وطن، كان الرئيس علي موعد مع لقاءات ثنائية مع قادة أفريقيا، لقاءات أكدت علي وحدة المصير والمستقبل، أكدت علي الاحترام المتبادل وضرورة التعاون لتحقيق مصالح شعوب القارة. وكانت القضية الرئيسية أمام القمة الأفريقية هي مواجهة الفساد، هذه الجريمة التي تشيع اليأس والإحباط وتلتهم كل ثمار وجهود التنمية بالقارة، وكان الاتفاق علي التعاون في مواجهة هذه الآفة التي تعبر الحدود كالإرهاب تماما. قمة أفريقيا أكدت نجاح السياسة الخارجية المصرية، في الوقت الذي تنطلق فيه مصر علي طريق البناء والتعمير، هذه هي مصر المستقبل مع السيسي، الدولة المدنية الديموقراطية العصرية الحديثة.