الدكتور كمال درويش من الشخصيات الرياضية التي أثرت مسيرة الرياضة في مصر لسنوات طويلة كونه أحد الرجال الأكاديميين الذين أشرفوا علي تخريج آلاف من الشباب الذين درسوا علوم الرياضة وكونه أحد نجوم الزمالك ممن قادوا مسيرته الإدارية في جولات وجولات وتحقق للبيت الأبيض العديد من الإنجازات والانتصارات.. والرجل يعرف ويعلم قدر نفسه تماما والوحيد بالفعل في رأيي القادر علي »تقويم« نادي الزمالك وإنقاذه وانتشاله من عثرته.. والدكتور »درويش« في حديث صحفي نشر بمجلة »الاهرام الرياضي« الاربعاء الماضي أكد أن الزمالك »خرابة« وأنه جاء لإنقاذه وانتشاله من الغرق وأنه لن يرشح نفسه في أي انتخابات وأنه قادر علي إعادة الكبرياء للزمالك. وأقف هنا عند مقولة الدكتور »درويش« ووصفه للنادي بأنه »خرابة« ومن خلال متابعتني لكل أحداث الزمالك فأنا أؤيده في هذا الوصف الدقيق ويكفي أن النادي مديون بما يزيد علي ربع مليار جنيه رغم توافر إيرادات ضخمة من ريع إيجار وبيع البوتيكات والمحلات المحيطة بالنادي والتي حولته من الخارج إلي جزء مميز يشبه شارع الشانزليزيه بفرنسا كما كان يحلم المهندس محمد حسن حلمي رئيس النادي الأسبق وصاحب هذه »المقولة« في مذاكراته بآخر ساعة في بداية الثمانينات.. وكان زامورا يردد العبارة عندما كانت المعارضة تهاجم . وبين شانزليزيه حسن حلمي وخرابة درويش سنوات وسنوات تضاعفت خلال حجم المصروفات وزاد حجم السلب والنهب واللامبالاة فعاد الزمالك إلي الوراء وزادت أزماته ومشاكله.. ولا شك أن المهمة ثقيلة ومخيفة علي المجلس الحالي الذي بدأ العمل سريعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولا حل ولا أمل إلا بتوفير »الفلوس« اللازمة لتسيير دفة الأمور داخل النادي ولا أمل إلا بإعادة ضغط الإنفاق وضبط المخالفين وسد الثغرات وفك التربيطات وهدم العزب والشللية التي تكونت داخل النادي في السنوات الأخيرة لتصحيح مسار الزمالك. والشيء بالشيء يذكر فقد تم وصف المركز الأوليمبي بالمعادي بنفس الصفة وأنه تحول إلي »خرابة« مهملة طوال فترة السبعينات والتي أعقبت انتصارات أكتوبر 73 حيث كان هذا المكان معسكرا للقوات المسلحة وبعدها تحول إلي »خرابة« حتي منتصف الثمانينات وعندما كشفنا هذا الأمر علي صفحات آخر ساعة بتحرك الدكتور عبدالكريم درويش رحمه الله وحول المكان إلي صرح رياضي ضخم يخدم المنتخبات القومية.