اليوم هو الخامس والعشرون من يناير،...، وهو التاريخ الذي شاءت الأقدار أن يكون يوما مشهودا في تاريخ مصر المعاصر،...، وقد كان كذلك بالفعل في عامين اولهما 1952 وثانيهما بعده بتسع وخمسين عاما في 2011. وحتي يوم الخامس والعشرين من يناير 2011، أي منذ ست سنوات فقط، كان هذا اليوم راسخا ومؤكدا في وجدان المصريين جميعا بأنه »عيد الشرطة»، احتفالا بما سجله رجال الشرطة الأبطال في مثل هذا اليوم من عام 1952، من ملحمة رائعة للبطولة والتضحية في سبيل الكرامة الوطنية، والإصرار علي أداء الواجب الوطني بكل الشرف والأمانة والمسئولية. في هذا اليوم سطر رجال الشرطة البواسل أعظم معاني التضحية والفداء بوقفتهم الشجاعة في مواجهة قوات الاحتلال حاملين كبرياء مصر وكرامتها، في تصديهم لغطرسة المحتل، مؤكدين قدرة أبناء الوطن ورجاله علي تلقين المحتل درسا في الشجاعة الوطنية، وهم يقدمون أرواحهم فداء للوطن وذودا عن كرامته وعزته. والآن.. وبعد ستة أعوام علي ما جري وما كان في الخامس والعشرين من يناير 2011، هناك ضرورة ملحة وواجبة للتدقيق في واقع الحال القائم علي الأرض، في محاولة موضوعية لقراءة منصفة لجوانب المشهد، وما جري فيه وما يشير إليه. وأكثر ما يشد الانتباه فيما هو قائم، ذلك اللغط الدائر بين البعض حول ما إذا كان الاحتفال واجبا علي المستوي الوطني، بالملحمة البطولية للشرطة التي جرت في عام 1952 بمديرية أمن الإسماعيلية،...، أم أن الاحتفال يجب أن يكون مقصورا علي ما جري في 2011. وفي تقديري أن هذا الطرح خاطيء وسؤال في غير محله،...، وعلينا جميعا أن ندرك أن كلا الاثنين دخل التاريخ المصري ولن يخرج منه، ولن يستطيع أحد أن يغير التاريخ أو يحذف منه ما لا يوافق عليه ويبقي علي ما يتفق معه. وفي تقديري أيضا، اننا يجب أن نقدم للشرطة في عيدها اليوم تحية شعبية وطنية خالصة، تقديرا لملحمة البطولة الخالدة التي سجلتها، وعلي ما قامت به وتقوم به حتي الآن من تضحيات جسام دفاعا عن أمن الوطن وأمان المواطن،...، وما تقدمه من شهداء كل يوم فداء لمصر وشعبها.