نعم.. عمليات الإرهاب الخسيسة تدمي قلوبنا علي شهدائنا الأبرار من الأقباط والمسلمين.. لكنها أبدا لن تكسرنا!! الثأر الحقيقي لشهدائنا لن يكتمل إلا باستئصال الإرهاب من جذوره، ولهذا فإن المعركة ليست سهلة، والحرب هي حرب مصر كلها لأن الإرهاب يستهدف الجميع، ولا يفرق بين أبناء الوطن وهو يصوب نيران كراهيته ليقتل الحياة، ويزرع الموت والدمار في أرض لم تكن يوما إلا مثالا للتسامح، وعنوانا لكل ما هو جميل في هذه الحياة. لم يعد ممكنا أن يتأخر القصاص العادل، أو تتعطل العدالة الناجزة. ولم يعد ممكنا السماح بأي ثغرة ينفذ منها الإرهاب المنحط. الثغرات كثيرة وأولها وأهمها أننا مازلنا نترك أبناءنا لصانعي التطرف الحقيقيين الذين يصولون ويجولون في مجال التعليم، ومازالوا ينشرون الكراهية في المجتمع بكل الوسائل.. بدءا من مناهج التعليم، إلي منابر المساجد وخاصة في الأرياف، إلي إطلاق »فتاوي» التكفير والتطرف ومعاداة العقل ومخاصمة العلم، واحتقار الفكر والابداع. حربنا الأساسية ينبغي أن تكون هنا، وإلا فنحن نترك أبناءنا البواسل في القوات المسلحة وأجهزة الأمن تخوض المعركة وحدها، وتقدم أغلي التضحيات، ويدفع الوطن أفدح الاثمان، بينما شياطين الإرهاب تمهد التربة وتزرع فكرها الإرهابي في أرجاء المجتمع. حربنا الأساسية هنا لنجتث الإرهاب من جذوره. وحربنا ينبغي أن تكون شاملة، وأن نخوضها صفا واحدا. وإذا كان الإرهاب الإخواني قد أظهر نواياه كاملة، وأكد أنه يستهدف ضرب تحالف الثورة التي اسقطته، فإن الرد ينبغي أن يكون هو استعادة هذا التحالف العظيم الذي أنقذ مصر من براثن حكم الإرهاب الإخواني، كما أنقذها في يناير من فساد استولي علي الثروة والسلطة، وأغرق م مصر في كل ما تعاني منه اليوم من مشاكل وتحديات. وجوه الفساد القديمة لن تحارب الإرهاب وهي التي تحالفت مع الإخوان وكانت علي الدوام مستعدة للشراكة معهم، أو لاستخدامهم لضرب القوي الوطنية. والذين يواصلون ما بدأه الإخوان تحت عباءات جديدة وأسماء مختلفة هم خطر علي المستقبل كما كانوا خطرا علي الماضي. تحالف قوي الثورة لدعم الدولة هو القادر علي دحر الإرهاب ومحاربة الفساد، وبناء مصر وطنا لكل أبنائها.. بالعدل والحرية وكرامة الإنسان، وبإيمان لا ينتهي بأن مصر لن تنكسر أبدا.