❊ »الطبال«.. هو من يمتهن مهنة الضرب علي الطبلة.. وهي من أقدم المهن في التاريخ.. ويتولي صاحبها مهمة أن يقوم بالنقر علي »الطبلة« فتهتز »الراقصات« و»الراقصون« عليها وفق إيقاعات معينة.. وبما أننا في زمن يحلو للبعض أن يسمي الأشياء بغير أسمائها وأن يمنح نفسه ما يشاء من ألقاب فلا أحد يحاسب أحدا في وقت الفوضي فإن الأمر امتد إلي »الطبال« فأصبح يطلق عليه لقب »ضابط إيقاع«.. وأيا كان المسمي فإن مهمة هذا الشخص هي تنظيم حركة »الراقصين« علي مختلف أنواعها.. و»الطبال« ليس بالضروري أن يكون ضاربا علي »الطبلة« خلف »العوالم« بل من الممكن أن يكون طبالا بدرجة »مثقف« أو »إعلامي« أو »شخصية عامة« أو »مسئول صغير« ومهمتهم الأولي هي »التطبيل« للزعيم أو القائد السياسي أو التيار الاجتماعي والسياسي والفكري الغالب في أي مرحلة وفي كل الأزمان.. المهم فقط أن يكونوا تحت دائرة الأضواء وأن يتكسبوا بأي شكل وبأي وسيلة.. ولا يهم رأي جمهور المصفقين حتي وإن لم تعجبهم إيقاعات »الطبلة«.. المهم فقط هو رضا »الزعيم« أو »المسئول الكبير« و»التيار الغالب« للمرحلة.. فرضاه يعني الكثير والكثير من المكاسب.. وخلال الثلاثة أعوام الماضية ومن قبلها أعوام أخري إنصافا للحق فإن بلادنا ابتليت بضباط إيقاع محترفين.. دائمي البحث عمن يقومون »بالتطبيل« له.. فبعد أن كانوا يتغنون بلجنة السياسات وعبقرية قائدها وأنه أمل مصر ويسعون بكل قواهم للجلوس معه ونيل نفحاته حتي لو كان المطلوب منه تقمص دور »معارض من ورق« فالنفحة مثلا هي أن يؤمر صاحب إحدي القنوات الخاصة بأن يتعاقد مع »الطبال« لتقديم البرنامج.. وبالأمس وعندما سقط تحول إيقاع »الطبالين« ليتناغم مع تيار الإخوان ومن معهم فطبلوا لهم علي أنهم هم الأبطال وأنهم العبقريات التي تعيد مصر إلي الصدارة.. وما إن غرق »مركب« الإخوان إلا وسارعوا بالقفز إلي شاطئ من بيده الأمر الآن وبدأوا رحلة تغيير الإيقاع وفي شكل يثير غثيان حتي من يقومون بالتطبيل لهم ويبدو أنهم أي »الطبالين« أدركوا ذلك فبدأ بعضهم خاصة مع كثرة الحديث عن الانتخابات وأنها سوف تلي مباشرة مرحلة إعداد الدستور إلا وعادوا من جديد للتطبيل من تحت لتحت لبعض »التيارات« علها ترضي عنهم وتقبل أن يكونوا »دوبليرات« أو »سنيدة لهم«.. لكن فات هؤلاء »الطبالين« أن الشعب لم يعد يطربه »التطبيل« و»الرقص علي كل إيقاع«.. فقد قرأ وتعلم وفهم الدرس جيدا..