شاءت الصدف أن أشهد لقاء عابراً بين بعض الشباب والفتيات الذين ينتمون للثورة فعلاً وقولاً، وبين عدد من كبار السن، الذين انتموا إلى عصر مبارك وظيفياً، كرهوا فساده وإن لم يفقدوا تعاطفهم معه، خاصة بعدما آلت السلطة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهذا لا يرضيهم ويرون فيهم الحزب الوطنى الإسلامى، كان اللقاء بعد إعلان أسماء عدد من المحافظين ودار هذا الحوار: ■ أنتم فين يا ثوار.. راحت فين الثورة؟ - الثورة مستمرة وإحنا نصلح أخطاءنا وانضممنا إلى الأحزاب حتى نحصل على حقوقنا. ■ ثورة إيه المستمرة، دا كلام ينفع مع مبارك، مش مع الإخوان؟ - الثورة تنفع ضد أى حد، ومن أزاح مبارك ونظامه فى أيام يقدر يسقط أى نظام آخر. ■ أنتم واهمون، خلاص الإخوان تمكنوا من كل شىء.. أين أنتم من حركة المحافظين، ولا شاب ثورى، وقبلها الوزراء، هو دا الثمن يا ثوار؟ - عادى الإخوان يواصلون أخطاءهم، وما حدث فى المحافظين والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للصحافة كان المؤشر الخطير الذى يؤكد رغبة الإخوان فى الهيمنة على كل شىء واستبعادنا ولن نسكت لهم! ■ ضحكة ساخرة: مش هتسكتوا، هتعملوا إيه، تقدروا تعملوا مظاهرة زى زمان، تدخلوا السجن.. الله يرحم أيام مبارك؟ - بغضب وانفعال: مبارك بتاعكم هوا اللى ودانا فى داهية، خرب البلد وجرفها وماسبش غير الإخوان المسلمين.. كنا نعرف إن بعد الثورة فيه مرحلة انتقالية سيديرها الإخوان، وكان أملنا إنهم يتعلموا الدرس وعلى أى حال سيكونون أفضل من نظام مبارك؛ لأننا نقدر نزيحهم بالانتخابات. ■ مواصلاً ضحكته الساخرة: كان زمان، قبل ما يزيح العسكرى من طريقه ويسيطر على المخابرات والداخلية والرقابة الإدارية. - من حقهم أن يحكموا والفيصل بيننا الانتخابات. ■ أنتم مصدقين إن فيه انتخابات نزيهة، خلاص، كله أصبح فى خدمتهم، عاش الملك، سيطروا على كل شىء بما فيه الإعلام، كله أصبح خايف إما «ضرب أو إغلاق أو إقالة»، الأوضاع مثل مبارك وأسوأ وتزوير الانتخابات سهل، ومن غير تزوير هما واكلين دماغ الناس وعارفين يوصلولهم، وأنتم غلابة، يدوبك تطلعوا فى التليفزيونات. ■ دعنى أسألك: هل كنتم للحظة تعتقدون أننا كشباب سنخرج للشارع بهذه القوة ونزيح نظام مبارك؟ - بصراحة لأ. ■ إذن لا تتحدثوا عنا، أنتم لا تعرفونا، وإذا كبرنا فيه جيل أحسن منا طالع، لن نفرط فى ثورتنا، فإذا أساء الإخوان لن نسكت وسترى مصر عام 2016 والأيام بيننا.. الثورة مستمرة!