محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوى العام    ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف بشأن إمدادات الخام الروسي    عملية جدعون الثانية..وزير الدفاع الإسرائيلي يصادق على خطة اجتياح مدينة غزة    بالفيديو.. القاهرة الإخبارية: القافلة 19 من سلسلة قوافل العزة انطلقت باتجاه قطاع غزة صباح اليوم    أسرة اللاعب محمد الشناوي تستعد لتشييع جنازة والده    مواعيد مباريات الأربعاء 20 أغسطس - الدوري المصري.. ونصف نهائي السوبر السعودي    اليوم.. نظر محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان في الطالبية    طلاب الثانوية العامة بالنظام الجديد يؤدون امتحان الدور الثاني في الرياضيات البحتة    «الرعاية الصحية» تتعاون مع مصرف أبوظبي الإسلامي لدعم مشروعات التحول الرقمي    مذكرة تفاهم للتعاون بين «قناة السويس» وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    محافظ القاهرة يعتمد امتحانات الدور الثاني للشهادة الإعدادية    ويجز يحيي حفلا بمهرجان العلمين الجمعة 22 أغسطس (اعرف شروط الدخول)    قبل عرض الحلقة الأخيرة من «بتوقيت 2028».. تفاصيل ثالث حكايات «ما تراه ليس كما يبدو»    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 .. كليات ومعاهد دبلوم تجارة 3 سنوات وتوقعات الحد الأدنى للقبول    مزاج المصريين.. قهوة الفلتر الخيار الأمثل وطريقة خطأ لتحضير «الإسبريسو» تعرضك للخطر    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن الأربعاء 20 أغسطس    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدوري    البيت الأبيض يُطلق حسابًا رسميًا على "تيك توك".. وترامب: "أنا صوتكم لقد عدنا يا أمريكا"    د.حماد عبدالله يكتب: كفانا غطرسة.. وغباء !!    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    حمزة نمرة عن أحمد عدوية: أستاذي وبروفايل مصري زي الدهب»    تحدث بصوتك لغة أخرى، إطلاق الدبلجة الصوتية في فيسبوك وإنستجرام    مواعيد صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 والحد الأدنى للأجور.. احسب مرتبك    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    10 صور ترصد استعدادات قرية السلامية بقنا للاحتفال بمولد العذراء    أول تعليق من محمد صلاح بعد التتويج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي    31 مليون جنيه مصري.. سعر ومواصفات ساعة صلاح في حفل الأفضل بالدوري الإنجليزي    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 بالصاغة بعد آخر انخفاض    فبراير المقبل.. انطلاق مهرجان المنصورة الدولي لسينما الأطفال    خلال بحثه عن طعام لطفلته.. استشهاد محمد شعلان لاعب منتخب السلة الفلسطيني    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    ترامب يترقب لقاء بوتين وزيلينسكي: «أريد أن أرى ما سيحدث»    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    جولة ميدانية لنائب محافظ قنا لمتابعة انتظام عمل الوحدات الصحية    احتلال غزة، استعدادات عسكرية إسرائيلية واسعة واستدعاء 50 ألف جندي احتياط    أكلة لذيذة واقتصادية، طريقة عمل كفتة الأرز    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون يهنئ محمد صلاح بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرتنا    1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية    هشام يكن: أنا أول من ضم محمد صلاح لمنتخب مصر لأنه لاعب كبير    تخريج دفعة جديدة من دبلومة العلوم اللاهوتية والكنسية بإكليريكية الإسكندرية بيد قداسة البابا    رئيس وكالة «جايكا» اليابانية مع انعقاد قمة «التيكاد»: إفريقيا ذات تنوع وفرص غير عادية    حملة مسائية بحي عتاقة لإزالة الإشغالات وفتح السيولة المرورية بشوارع السويس.. صور    «مصنوعة خصيصًا لها».. هدية فاخرة ل«الدكتورة يومي» من زوجها الملياردير تثير تفاعلًا (فيديو)    بعيدًا عن الشائعات.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوارة نجم تكتب : معتصمون.. مضربون.. ولا نأكل البالوظون
نشر في أخبار النهاردة يوم 12 - 06 - 2012

أكتب إليكم من أحد المقاهى بجوار اعتصام مجلس الشعب الذى أشارك فيه بالإضراب عن الطعام وقد دخلت اليوم الخامس من الامتناع عن الأكل.. أنا باحب الأكل على فكرة. لسبب مجهول تم التعتيم على الاعتصام، رغم ارتفاع عدد المضربين عن الطعام إلى 50 مضربا، على الرغم من اضطرار خمسة منهم إلى كسر الإضراب بسبب تدهور حالتهم الصحية.
ربما أحجم البعض عن التضامن أو الاهتمام نظرا إلى عدم فهم أسباب الإضراب، وأنا بدورى لا أفهم عدم فهمهم، وقبل التفصيل فى ملابسات الاعتصام والإضراب ومطالبهما أود أن أوضح بعض النقاط.
شوف يا ابنى.. ثلاث من كنَّ فيه ذهبت مروءته، ولا يمكن معاشرته، ولا يليق أن «تستنضف» تصاحبه، ناهيك بانتخابه وتوليته شؤون البلاد: النذالة، والجبن، والكذب. ما خلا ذلك فشغال، مجنون يعدى، ردود أفعاله مش مضمونة زى بعضه، أهطل وماله، عنده شعرة ساعة تروح وساعة تيجى تمشى، طالما إنه صادق وشجاع وجدع. وكما لم أفهم انعدام مروءة البعض فى الإحجام عن التضامن مع ضحايا ماسبيرو، لأنهم مسيحيون أو ضحايا العباسية، لأنهم سلفيون، لا أفهم بالمرة تغيب البعض عن التضامن مع عشرات المضربين عن الطعام، ولو بالسؤال والاطمئنان، لأسباب سياسية لا أعلمها، وإن علمتها فهى ليست بعذر، حين تعترض السياسة مع المروءة، فعلى الإنسان أن يعامل ضميره.
قبل الاعتصام كان لغط وهياج غير مفهوم لكثيرين. امتلأ ميدان التحرير بالرواد والزوار والمعتصمين والهاتفين ومسؤولى الحملات الانتخابية الذين اعتبروا أن الجمع المحتشد فى ميدان التحرير ما هو إلا فرصة ذهبية للترويج لمرشحهم. ونفذنا توصيات السيد شفيق التى تتلخص فى حكمة القذافى الخالدة: ارقصوا وغنوا وافرحوا وامرحوا... وارسموا جرافيتى وغنوا زى حمزة نمرة «إنسان جواه وجوايا».
لنتذكر معا: محفز الانفجار كان صدور الأحكام ببراءة قتلة الشهداء. نزل الناس بشكل عفوى، وتضامن معهم جماعة الإخوان المسلمين، ومرشحو الرئاسة المحسوبون على الثورة: محمد مرسى، وحمدين صباحى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وطفق الدكتور البرادعى يردد بعد سماع الأحكام: يمهل ولا يهمل... آه والله.. قعد يقول كده يا عينى، مننا لله الراجل كان جاى لنا فلة شمعة منورة، حيلبس سبح حوالين رقبته من اللى عملناه فيه. كان الغضب مبررا، ومفهوما، وصب الناس جامه على الفريق أحمد شفيق، المتهم الأول فى موقعة الجمل، والذى تحول بقدرة قادر إلى شاهد، والمسؤول، مع النائب العام، عن طمس الأدلة التى تدين القتلة فترة توليه رئاسة الوزراء لمدة شهر كامل بعد خلع المخلوع، لم يفعل فيه سوى فرم المستندات بداخل مقرات أمن الدولة، وتهريب المتهمين والأموال. لذا، فإن المطلب المنطقى الذى تردد فى الميدان كان: تفعيل قانون العزل، وتشكيل مجلس رئاسى مدنى.
ضغط الشارع حتى يجلس كل من مرسى وصباحى وأبو الفتوح معا، أملا فى الخروج باتفاق لتشكيل مجلس رئاسى مدنى، حيث إن شرعيتهم تستمد من الأصوات التى حصلوا عليها فى الانتخابات. يا لهوى يا مااااا... لو بنقعد ضراير مع بعض ماكناش تعبنا كده. وبما إنهم جلسوا معا غصبانية واقتدار، فإنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق متماسك، بالرغم من ظهورهم معا فى الميدان، تتشابك أصابعهم فى سعادة وعظمة، ثم أسفرت اجتماعاتهم عن بيانين، البيان الأول يقر بضرورة تفعيل قانون العزل السياسى، وهو ما وقع عليه محمد مرسى، والبيان الثانى يقر بضرورة تشكيل مجلس رئاسى مدنى وهو ما لم يوقع عليه محمد مرسى، وروح يا اعتصام وتعالى يا مسيرات، وإذ بنا نفاجأ أن الجميع يتنصل من المجلس الرئاسى المدنى.. خلاص، بلاها مجلس رئاسى مدنى، امشى يا مجلس يا رئاسى يا مدنى، بخ... بخ.. ماذا عن قانون العزل؟ آه.. لازم يطبق قانون العزل.. أمال إيه؟ إيه؟ إيه؟ ماذا أنتم فاعلون لتطبيق قانون العزل السياسى؟ إن لم يكن لإعادة المحاكمات، فعلى الأقل للانتقام ممن طمسوا أدلة قتل الشهداء؟ أيووون، انتقام، ولا أفهم ما الشائن فى كلمة الانتقام؟ ولماذا يركز الخطاب الإعلامى منذ خلع المخلوع وحتى هذه اللحظة على الترويج إلى شعار ممجوج «نحن لا نريد الانتقام»؟ أيوه يعنى لا نريد الانتقام ليه يعنى؟ وإن لم ننتقم للدم فعلام ينتقم الإنسان؟ لا نريد الانتقام لمن مات ليه؟ حلاليف احنا مثلا؟ ماذا لو كان أحد الشهداء ابنا لأحد من نواب مجلس الشعب أو السادة مرشحى الرئاسة؟ كيف لك أن تقرأ الفاتحة على روح أحد الشهداء وأنت تسمح بأن قاتله الذى طمس أدلة القصاص ممن نحروه نحرا فى الطريق العام باستكمال العملية الانتخابية؟ وكما يقول محمود بكر: ييجى واحد يقول لى، وانتو افتكرتوا إن الشفيق أحمد فريق هو من طمس الأدلة الآن؟ لنكن صادقين، لم نتوقع أبدا أن يحصل الشفيق أحمد فريق على هذه الأصوات، ونحن بطبعنا شعب مسالم، لا يحب الشجار على «التفاصيل الصغننة»، طالما أن المحصلة النهائية لن تضر، يعنى حنتخانق على دخول الشفيق أحمد فريق سباق الرئاسة، وعدم تطبيق قانون العزل السياسى عليه منذ بداية الانتخابات، بينما يتوقع أغلب الناس بأنه لن يحصل إلا على أصوات ابنته وولاد أخته؟ يا عم عديها.. تقول له من حيث المبدأ.. يا عم مشى حالك يعنى ماتدقش على كلام ميأكلش عيش. طيب... اللهم طولك يا رووووح. ها هو الشفيق أحمد فريق يحصل على 5.5 مليون صوت، بالتصويت النزيه أو بالتزوير أو بالمال أو بالجن الأزرق.. الشفيق أحمد فريق يصل إلى الإعادة.. الشفيق أحمد فريق الذى قتل 12 شابا فى موقعة الجمل، وتسبب فى براءة القتلة بصباع رجله الصغير، هذا ما فعله وهو رئيس للوزراء معين من المخلوع المدان، وقت أن كانت الثورة فى عنفوانها، فماذا سيفعل بنا ونحن منهكون وهو رئيس منتخب وقد أخذت التحقيقات منحى خزعبلى، اسمع يا أسطى: حسن عبد الرحمن والشاعر أبرياء، والمتهم هو البلتاجى وصفوت حجازى.. فى إيه؟ فى موقعة الجمل! وقال إيه؟ خير اللهم اجعله خييييير، شفيق شاهد. وأنا محمود المليجى.
فرصتنا الأخيرة، فرصتنا الأخيرة، فرصتنا الأخيرة، هكذا ظللت أردد وقت نزول الناس بشكل عفوى عقب صدور الأحكام ببراءة القتلة، وقد كنت أتعشم أن نجبر من يسعون لقيادة أو زعامة أن يحصلوا عليها عبر التضحية والإيثار وإنكار الذات والاتفاق وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وأن يكون الجميع قد وعى الدرس جيدا مما حدث وقت محمد محمود، إذ كان المجلس العسكرى على شفا حفرة من الخلع واللعب فى مراخيره على السرير، فأنقذته القوى السياسية والنخبة منها، وحسبى الله ونعم الوكيل.
وحيث إنها فرصتنا الأخيرة، فقد توجهت إلى الفور سيزونز وقت اجتماع مرسى وأبو الفتوح وحمدين أرفع لافتة: اتفقوا أو موتوا. فارتأى حسام مؤنس، مسؤول حملة حمدين، أن يلمنى من الشوارع ومن صفافيح الزبالة، ويدخلنى إلى اجتماع بعض الشخصيات الوطنية مع حمدين صباحى وأبو الفتوح. كان أبو الفتوح قد غادر الاجتماع وقت أن دخلت إليه لأجد أن الجميع قد أسقط فى يده من مأزق وضعتنا فيه جماعة الإخوان المسلمين التى ترى أن الوجود فى الشارع يشكل ضغطا جيدا للسيطرة على تزوير الانتخابات، وفرصة سانحة للترويج لمرسى، وعلى من فى الشارع أن ينتظروهم حتى يذهبوا إلى الانتخابات فإذا ما فشلوا فيها فإنهم سيعودون إلينا، واحنا قاعدين مستنيين فى الشمس بناخد لون يعنى! ما زلت لا أفهم ما الداعى الذى يدفع أى إنسان إلى انتظار إنسان آخر لينجز له ما يريد، وهنا يجب أن نعمل بنصيحة سعاد حسنى: وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تُؤخذ الدنيا كدا هو. مما دفعنى إلى مطالبة حمدين صباحى، للاتصال الفورى بأبو الفتوح، واعتصام كليهما أمام مجلس الشعب ونصب خيمتهما هناك، وتوجيه نداء للنواب والقوى السياسية بالانضمام إليهما، لتشكيل الضغط اللازم لتمرير قانون العزل، وقلت إن الوقت ضيق، لا يتسع للمناقشات والأخذ والرد... عدانى العيب يا معلم؟ إيه؟ ماعدانيش؟ طيب بالله عليك، أنت تريد قانون العزل، وأنت تعلم أن الشفيق أحمد فريق هو مرشح «العسكرى»، وتعلم أن السلطات القضائية والتنفيذية تحت إمرة المجلس العسكرى، ما السبيل لتمرير قانون العزل إلا بتحرك سلمى شديد اللهجة يعتمد على اعتصام قوى يوصل رسالة واضحة بتعطيل البلاد ووجع الدماغ إذا لم يتم تفعيل قانون العزل؟ أم أنك طالما طلبت بأدب وأخلاق، ورفعت صباعك قبل ما تتكلم، المجلس العسكرى حينبسط منك ويمرر لك قانون العزل عشان انت شاطر وحلو؟ أم أنك تصدق أكذوبة استقلال القضاء؟ أم........... أم أنك لا تريد قانون العزل وكل ما تردده هو للاستهلاك المحلى، لزوم المصلحة، وكلٌّ يغنى على ليلاه، فمن ينتوى أن يدخل الانتخابات، لا يريد تطبيق قانون العزل، لأنه ببساطة لا يرغب فى إعادتها، البعيد ما صدق يطلع الإعادة، ولم ينبس ببنت شفة إلا بعد اطمئنانه للوصول إلى الإعادة، ألّا لو كان ده نطق قبل الإعادة وربنا ما كان أخد أصوات إخواته حتى، وهناك من لا يرغب فى إعادة الانتخابات لأنه يكتفى بما حصل عليه من أصوات، ولا يريد أن يجازف بخسران بعض هذه الأصوات لأسباب لا أعلمها؟ ينكن عشان مش مصدق نفسه إنه أخذ كل هذه الأصوات؟ أو إنه مريض بالمرض التاريخى للنخبة السياسية وهو عدم الثقة فى جموع الشعب. طيب إليكم الخبر السار أن الجموع أيضا لا تثق فى النخب السياسية، فكما تراهم عزيزى السياسى حفنة من الجهلة والأميين والمعاتيه، فإنهم يرونك وزملاءك مجموعة من المرتزقة الساعين خلف المصالح. ما علينا، مش طالبة تهزىء فى هذا الجانب، خلينا نهزأ من زاوية أخرى.
انتظرت وانتظرت، ولم يحدث شىء، لم يتحرك نواب مجلس الشعب الذين ما انفكوا يتلقون الإهانة تلو الإهانة، بدءا من التهديد المستمر بحل مجلس الشعب، وتذكير المجلس العسكرى لهم بما حدث لهم فى 54 كده عينى عينك، وتجاهل الجنزورى وحكومته لطلب المجلس بحضوره، وقال: الدنيا زحمة! بخلاف عدم تفعيل تشريع واحد أصدره مجلس الشعب، حتى قانون حجب المواقع الإباحية الذى ظننت من فرط تفاهته أنه سيطبق، فإذا بالمشتركين على موقع «تويتر» يخبروننى: نوارة نوارة.. المواقع الإباحية شغالة زى الفل! طب ينفع كده يعنى؟ أمال إنتو جايين ليه؟
كل ما يسيطر على عقلى الآن أن شفيق سينجح بالتزوير، أو بالرشوة، أو بغلظة قلوب لم تذق مرار الدم، وأعين لم تخبر حرارة الدموع على وجوه باسمة ترقد بالمشرحة، طاوعتهم ضمائرهم وأيديهم أن يصوتوا لمن أثكل الأمهات وأكلم قلوب الآباء. ودول يا خويا عمالين يهوؤا.. أين المرشح مرسى المستفيد استفادة مباشرة من قانون العزل، لو إنه صادق فى رغبته فى الفوز بالانتخاب النزيه؟ أين المرشحان صباحى وأبو الفتوح اللذان قد تتاح لهما الفرصة لخوض الانتخابات مرة أخرى إذا ما طبق قانون العزل؟ أين نواب الشعب الذين سنّوا قانون العزل ولم يأبه لهم أحد؟ مافيش...
طيب، أنا لن أجلس هكذا وأشاهد فرصتنا الأخيرة تتسرب من بين أيدينا، ولا أفعل على الأقل ما يبرئ ذمتى وضميرى، إذا لم يرغب السادة المرشحون والنواب فى اتخاذ إجراء يشكل ضغطا لتطبيق قانون العزل على مرشح الفلول شفيق، والنائب العام الذى قدم قضية مهلهلة للمحكمة، فعلىّ بشكل شخصى أن أبرأ أمام الله من فعلتهم التى لن يسامحهم عليها التاريخ أو الديّان. بشكل فردى أخذت خيمتى وقررت الإضراب عن الطعام أمام مجلس الشعب حتى يعتصم نواب البرلمان تحت القبة، ويقوم المرشحون بواجبهم فى الاعتصام لتشكيل الضغط المناسب. كنت فى طريقى إلى مجلس الشعب حين قابلت صديقى محمد حسن بصحبة ثلاثة شباب استوقفونى وقد بدا الألم على وجوههم: بصى بصى احنا عايزين نعمل حاجة... إنتِ إيه ده؟ رايحة فين؟ فأجبتهم بإن هذه خيمتى وأننى متوجهة إلى مجلس الشعب وقد أضربت عن الطعام، دون تردد حملوا معى الخيمة وقرر اثنان منهم الإضراب عن الطعام، وتعمد صديقى أن لا يضرب عن الطعام ليسخر نفسه فى خدمة المضربين. أرسلت بعدة رسائل إلى بعض الزميلات بفكرتى عن الاعتصام والإضراب عن الطعام، فما لبثت أن استقررت فى المكان ونصبت الخيمة حتى وجدت أسماء محفوظ أمامى بصحبة خطيبها تقول ضاحكة: يا مدبسانى... أنا باحب الأكل. بدأت قوات الأمن تشعر بالارتباك والتوتر من وجودنا فى هذا المكان، فأوضحنا لهم أننا معتصمون سلميون، ننصب خيمتنا على الرصيف دون إشغال للطريق، وبالطبع قامت قوات الأمن بتصويرنا.. عادى بقى، دول عاملين لى معرض صور من ساعة ما اتخلقت.
مطالب الاعتصام واضحة وهى ذاتها مطالب الميدان، ومطالب القوى الوطنية، ومطالب نواب مجلس الشعب، ومطالب السادة مرشحى الرئاسة: 1- تطبيق قانون العزل. 2- إعادة المحاكمات. 3- الإفراج الفورى عن كل المعتقلين فى أحداث الثورة وعلى رأسهم معتقلو العباسية المضربون عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع. أما مطلب الإضراب عن الطعام الوحيد: اعتصام نواب مجلس الشعب تحت قبة البرلمان مطالبين بتطبيق المطالب السالف ذكرها. كنا قد أدرجنا مرشحى الرئاسة فى المطالبة بالاعتصام تحت قبة البرلمان، بس بقى ربنا ما يوريك، فقد تضايق أعضاء حملات من مطالبة المرشحين بالاعتصام... «أصل بتحرجوهم»! واحنا طالبين منهم حاجة بطالة لا سمح الله؟ احنا بنقولهم اضربوا معانا ورقة عرفى؟ ألم يوقعوا على ضرورة تطبيق قانون العزل السياسى؟
لماذا الإضراب عن الطعام؟ لأن مطلب الإضراب، ألا وهو رغبتنا فى تحريك نواب الشعب للتوحد والاتفاق والاعتصام، موجه لأشخاص يفترض أنهم يثمِّنون حياة المواطنين الذين لولاهم لما خرجوا من السجون ولما دخلوا البرلمان. نعلم تمام العلم أن حياتنا لا تعنى الكثير للمجلس العسكرى الذى يهدرها بمدرعاته المرتبكة، لذا فلم يسبق أن أضربت عن الطعام وأنا أطالب المجلس العسكرى بأى شىء، لكننى أتوقع أن حياتى وحياة غيرى من المواطنين ربما تعنى أى شىء لنواب انتخبهم الشعب ومنهم أولئك الذين أوشكوا على الهلاك جوعا.
وللحديث بقية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.