فور استلامه مبلغا قيمته 1100 دولار من جمعية خيرية نيابة عن والده المريض، راودت فكرة شيطانية عقل الشاب "ز.أ" (22 عاماً) من سكان مدينة رفح، تتمثل في اختلاق قصة وحبك خيوطها جيداً بهدف سلب المبلغ، ظانا أنها ستنطلي على والده الذي لا حول له ولا قوة، وعلى الشرطة التي قد تتجه في التحقيق إلى مسارات بعيدة، طامعا في الاستئثار بالنقود. قالت صحيفة "الأيام" ان الشاب نفسه عقب تسلمه المبلغ توجه إلى مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح بعد أن طعن نفسه بعدة طعنات في يده وبطنه ووجهه، وزعم أنه تعرض للاختطاف والاعتداء من قبل مجهولين، وتقدم بشكوى للمباحث تضمنت أن ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون سيارة وسط شارع الزر غرب رفح سرقوا منه المبلغ بعد ضربه وإلقائه وسط الشارع. وأوضح مدير مباحث رفح المقدم رياض القاضي في اجتماع عقده بغزة أن المباحث العامة شرعت على الفور في التحقيق في كافة الاتجاهات والبحث عن الأشخاص الثلاثة المبلغ عنهم لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة في حال ثبوت التهمة عليهم، كونها من التهم الخطيرة. وأضاف أن عمليات البحث الاعتيادية أسفرت عن إلقاء القبض على شخص يبيع الحبوب المخدرة من نوع "ترامال"، واعترف خلال التحقيق معه بأنه اشتراها من "ز.أ" مقدم الشكوى، ما دفع شرطة المباحث إلى البحث والتحري عن الأخير، مشيرا إلى أنه اتضح بعد التحقيق معه أنه قام باختلاق القصة ليسرق المال الخاص بأبيه. وقال القاضي إنه تم كذلك إلقاء القبض على الشخص الذي يبيع الحبوب المخدرة للشاب السارق، وتم تحويلهما إلى مفتش التحقيق لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهما. ولفت إلى أن الشاب "ز.أ" اعترف بسرقة الأموال التي استلمها بالنيابة عن والده من الجمعية بهدف شراء كمية من حبوب الترامال المخدرة للاتجار فيها، وأنه أعد قصة الخطف والطعن ليبرر الموقف أمام والده. واعتبر القاضي أن هذه القضية تندرج في إطار قضايا النصب وتضليل الرأي العام وخلق الإشاعات التي تعمل على تشويه الصورة في القطاع، منوها إلى أن هذه القصة انتشرت في ربوع محافظة رفح وكان لها تأثير سلبي على المواطنين.